يقف المواطن راشد مرار رئيس مجلس قروي يانون جنوب نابلس على أطراف بيته، المطل على السهول الممتدة أمام ناظريه، ويشير بأصابعه إلى حدود قريته وما بقي منها عقب حصارها من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
ولا ينس مرار في حديثه لوفد من الارتباط العسكري ووكالة 'وفا'، عن الطريق الواصلة بين عورتا ويانون وعقربا، التي أغلقها الاحتلال منذ العام 2001، وكأنه كابوس هدد حياة أهالي عدد من قرى جنوب نابلس، الذين أصبحت معاناتهم تتفاقم يوما بعد يوم عقب الإغلاق، وأصبحت الطريق بالساعات، عدا عن تهديد آلاف الدونمات الزراعية.
مرار الذي تعرض لكثير من التهديدات من قبل الاحتلال ومستوطنيه، قال 'إن هذه الطريق التي يبلغ طولها حوالي 11 كم مغلقة منذ العام 2001، ويمتد على أطرافها مستوطنة 'ايتمار'، وكانت تشكل شريان الحياة لقرى جنوب نابلس، وللأراضي المحيطة بها.
وأضاف أن عشرات آلاف الدونمات 'أصبحت مهددة بالضياع بعد إغلاق الطريق، ووضع المستوطنين يدهم عليها؛ حيث أصبحت مرتعا لمواشيهم وأخذوا يزرعونها ويتلذذون بخيراتها، فيما نحن لا نستطيع الوصول إليها إلا في أوقات معينة وبالتنسيق المسبق'.
وأشار إلى أن محافظة نابلس أعلنت عن إعادة فتح الطريق، إلا أن الخطر ما زال قائما في سلوكها، خوفا من اعتداءات المستوطنين، مؤكدا أن عددا من المواطنين استشهدوا بالقرب من المنطقة.
وقال مرار إنه تم البدء بأعمال المسح والتحضير من أجل إعادة تأهيل الطريق في الوقت الذي تسمح به الفرصة، في ظل تخوفات من الاعتراض على التوسعة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
إعادة فتح الطريق منذ العام 2013
وكانت محافظة نابلس أعلنت عن فتح طريق يانون عورتا شرقي نابلس بعد إغلاقها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 13 عاما.
هذا ما أكده محافظ نابلس أكرم الرجوب، الذي قال لـ'وفا' إنه قبل فترة تمت زيارة المنطقة والاطلاع عليها بحضور وزير الحكم المحلي، واتفق على العمل لإيجاد التمويل لإعادة تأهيل الطريق، موضحا أن جزءا من الطريق يقع في مناطق مصنفة (ب)، وأخرى في مناطق مصنفة (ج)، وهذا يتطلب موافقات إسرائيلية للعمل فيها.
وأشار الرجوب إلى أن إعادة افتتاح الطريق أمام الفلسطينيين يعني توفير العناء على الكثيرين، إضافة إلى إحياء المنطقة كاملة، خاصة في الجانب الزراعي وتعزيز صمود المزارعين في أراضيهم التي وضع عدد من المستوطنين يدهم عليها وأصبحت مرتعا لأبقارهم.
من جانبه، أشار مدير الارتباط العسكري المقدم أسامة منصور، إلى الجهود التي بذلت من أجل إعادة فتح الطريق، والتي كانت بتضافر عدة أطراف من الفعاليات الرسمية والقانونية والشعبية.
وأكد المقدم منصور أن الارتباط العسكري يعمل جاهدا من أجل مساعدة المواطنين وتخفيف العبء عنهم.
إغلاقات بأوامر عسكرية وأمر الواقع
ونوه مسؤول مركز القدس للمساعدة القانونية في الشمال ساهر صرصور، إلى إغلاق عدد من الطرق مع بداية اندلاع انتفاضة الأقصى، وذلك بأوامر عسكرية أو بأمر واقع من قبل المستوطنين، ولمنع الاحتكاك مع الفلسطينيين والتنغيص عليهم.
وقال إن طريق عورتا يانون مغلقة منذ العام 2001، حيث تم وضع سواتر ترابية لمسافة تقدر طولها 7 كم، دون معرفة سبب الإغلاق حتى العام 2012 أو إصدار أمر عسكري'.
وأشار إلى أن ما يقارب من 1500 دونم هي أراضي طابو منتشرة على أطراف الطريق وكلها زراعية، ولكنها أصبحت شبه مهجورة؛ بسبب عدم قدرة المواطنين على الوصول إليها، وقد وضع المستوطنون يدهم عليها.
وأكد أنه في العام 2012 تم التوجه للمحكمة الإسرائيلية بعد أخذ الوكالات من مجلس قروي عورتا وخربة يانون وبلدية عقربا؛ من أجل الاعتراض على إغلاق الطريق، عقب التحقق من عدم وجود قرار عسكري بإغلاقها أو وجود أي مانع قانوني يحرم الفلسطينيين من سلوكها.
ونوه إلى أن استمرار إغلاق الطريق أدى إلى وفاة عدد من المواطنين في عقربا بسبب صعوبة الوصول إلى مستشفيات مدينة نابلس، وسلوكهم طرقا التفافية، موضحا أن فتح الطريق يوفر عناء السفر على المواطنين بما يقارب 20 دقيقة وصولا إلى مدينة نابلس.
وأوضح صرصور أنه في العام 2013 تم الإعلان عن إعادة فتح الطريق وذلك عقب زيارة محافظ نابلس، ودعوة المواطنين لسلوكها، إلا أنها ما زالت بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل، الأمر الذي سيوفر العناء والوقت على المواطنين.
وبين أن هناك قضيتين قيد المتابعة من أجل إعادة فتح المدخل الجنوبي لقرية قريوت، وآخر لقرية جالود جنوب نابلس.
يذكر أن فتح الطريق الواصلة بين مدينة نابلس وقرى جنوب شرق المدينة، الواصلة ما بين قرى عورتا ويانون وعقربا، يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراض تقدر بآلاف الدونمات، وعودة الحياة فيها بعد وضع اليد على بعضها من قبل مستوطني مستوطنة 'ايتمار'.
أرسل تعليقك