رام الله - فلسطين اليوم
تحدى المواطن محمد علي غيظان (46 عامًا) من قرية "قبيا" غرب رام الله إجراءات الحظر قبل عامين بإقامة منشآت تجارية في بلدة نعلين المجاورة لقريته قرب مستوطنات إسرائيلية وطريق للمستوطنين.
ومنذ ذلك الحين، دأب غيظان على توسعة المنشآت وتمددها لتصبح تسع منشآت ومعامل تجارية لتصنيع (الفيبر جلاس) وأعمال النجارة والزجاج وطلاء المركبات، كما سعى لاستقطاب الحرفيين والعمال على مساحة أرض تتجاوز 20 دونما، مع استمرار الاحتلال لمنع الإنشاءات وتسليمه اخطارات متتالية بالهدم.
واستقدمت قوات الاحتلال جرافات ورافعات وعشرات العمال، وهدمت المنشآت التسعة وسوتها بالأرض، ما خلف خسائر بنحو 2.2 مليون شيقل إسرائيلي.
وكانت سلطات الاحتلال صادرت قبل عشر سنوات مئات من الدونمات في المنطقة الشرقية من بلدة نعلين لبناء الجدار الفاصل، مع تواصل الاحتلال البناء بمستوطنتي "كريات سيفر" و"موديعين" المقامتين على أراضي البلدة والقرى المجاورة.
وأوضح غيظان أن بناء المنشآت التجارية والمعامل في هذه المنطقة، هو للحد من محاولات الاحتلال للاستيلاء على الأراضي ووقف الزحف الاستيطاني عليها، ووقف محاولات الاقتلاع والتهجير.
ويؤكد غيظان أن الاحتلال يمنع البناء في هذه المنطقة لقربها من المستوطنات والطريق الاستيطاني الواصل لمدن الداخل، ويمنع إصدار التراخيص للبناء، مع التواجد المستمر للقوات الاحتلال ودورياته العسكرية والحواجز الطيارة".
ووسط صراع مستمر مع الاحتلال، يجدد غيظان تمسكه بإعادة إحياء المنطقة وإعادة بنائها وترميم ما هدم الاحتلال رغم التكاليف الباهظة، قائلا: "إذا تركت الأراضي وتحديدا المجاورة للمستوطنات تصبح صيدا سهلا بيد الاحتلال وتصادر بين ليلة وضحاها".
وأقامت قوات الاحتلال قبل عام برجا عسكريا بالقرب من المنشآت وشقت طريقا محاذيا لمرور الدوريات العسكرية، مع إقامة العوائق والعراقيل للعاملين في تلك المعامل التجارية.
وبهذا الصدد، يقول غيظان: "وجود هذه المحال والعاملين فيها هو لتبيت الحق الفلسطيني، فأنا لا أعترف بشيء اسمه "إسرائيل" ومن حقي الاعمار والبناء أينما شئت ومتى شئت، وسأظل سدا منيعا في وجوه الاحتلال ومستوطنيه".
وأضاف "باستطاعتي استملاك محال تجارية وعقارات في مدينة رام الله نفسها، ولكن لماذا نهمل أراضينا ونسعى لخرابها بأيدينا ونوفر الذرائع للاحتلال بالسيطرة عليها".
ولم يمض على عملية الهدم يوما كاملا حتى شرع العاملون في إعادة بناء ما دمره الاحتلال، وإعادة الحيوية للمنطقة وكأن أمرا لم يكن.
وفي مكان العمل، يستنفر غيظان جهود عشرات العمال والشبان بإحضار المعدات وإعادة صب الأرضيات بالباطون، واستصلاح الواجهات الحديدية للمحال لإعادة بنائها وتركيبها.
ويبرر غيظان سبب الإسراع في إعادة البناء بقوله:"عملية الهدم بهذه الطريقة وتكبيدي خسائر كبيرة هي في الأساس لاقتلاعي من المكان، وقصدوا من هذه الإجراءات إرسال رسالة بعدم العودة إلى المكان والتخلي عنه".
لكنه يشدد على إعادة بناء كل ما دمره الاحتلال واستكمال جميع الإنشاءات خلال الأيام القادمة، سيما وأن العمل في المنشآت تعيل عشرات الأسر.
ويدعو غيظان مالكي الأراضي المجاورة للمستوطنات ورجال الأعمال ورؤساء الأموال إلى الإسراع واستثمار تلك الأراضي خوفا من ضياعها، في ظل تغول الاستيطان على جميع الضفة الغربية وخصوصا في المرحلة الحالية.
ومع استمرار التحدي الذي يخوضه غيظان وحيدا ضد الاحتلال في تلك المنطقة، فهو يسعى جاهدا لتشجيع أصحاب المحال التجارية المجاورة على الوجود والصمود.
ويشدد على أن صاحب الحق هو من يحمي حقوقه بيديه، حتى لو اضطر للمبيت فوق ركام منشأته المهدومة.
ويصف غيظان موقف السلطة الفلسطينية في مواجهة عمليات الهدم بالهزيل والضعيف، قائلا "إن جلوس كبار السلطة إلى جانب قادة الاحتلال مع قيام الاحتلال بهدم أملاكنا وبيوتنا على رؤوسنا لهو تساوق مع الاحتلال".
ويؤكد على أن الحقوق لا تعيدها جلسات التفاوض أو الاتفاقيات، بقدر ما يحافظ عليها أصحابها بثباتهم عليها واستمرار وجودهم فيها رغم العراقيل.
أرسل تعليقك