رام الله-فلسطين اليوم
كقطعة أثرية مهجورة يتراكم عليها الغبار، يربض مدفع نابلس في ساحة إطفائية المدينة، بعد أن كان يدوي بصوته عاليًا إشعارًا للصائمين بالإفطار في شهر رمضان الكريم.
ويذكر أحد المسؤولين القدامى عن المدفع والمدير الأسبق لإطفائية نابلس فضل الجابي، "كنا نطلق المدفع بتنسيق بين بلدية نابلس والإدارة العسكرية "الإسرائيلية"، ويتابع، "يعتمد المدفع على المادة البارود التي كنا نأخذها من السلطات "الإسرائيلية" بكميات محددة".
والمدفع الرمضاني لمدينة نابلس يعود للعهد العثماني، فقد جلبه الأتراك من مدينة عكا التي مثلت مدافعها سلاحًا صامدًا في وجه المحتلين، إلا أن السلطات "الإسرائيلية" منعت إطلاقه للعام الـ 15 على التوالي.
ويضيف الجابي، "منع الاحتلال إطلاق المدفع خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وسمح إطلاقه العام 1993 بعد اتفاقية أوسلو حتى عاود منعه بعد الانتفاضة الثانية حتى هذا اليوم".
وكان المدفع في العهد العثماني يعمل عليه سبعة أفراد من الاحتياطيين في الجيش، عندما كان يعتمد على نظام الضغط بحشو فوهته بالأقمشة والشرائط.
ويرجع الجابي السبب الرئيس لمنع إطلاق المدفع هو استخدام مادة البارود في إطلاقه، "في السابق كانت "إسرائيل" تزوّدنا بمادة البارود حسب حاجة المدفع، لكنها منعتنا من إطلاقه وتزويدنا بالبارود خوفًا من استخدام المواطنين المادة لأغراض أخرى"، ويكمل، "صنع مادة البارود ليست بعملية تعقيدية لكن السلطات "الإسرائيلية" تفرض عقوبات على كل من يحاول صنعها".
وحاولت نابلس إعادة المدفع ودويه لسماء نابلس، لكن السلطات "الإسرائيلية" وضعت عراقيل في وجه تلك المحاولات، فيؤكد الجابي، "حاولنا استبدال البارود بالألعاب النارية التي تطلق الصوت والضوء معًا لكن الاحتلال منع ذلك بسبب حجم العبوة الواحدة والذي يتراوح ما بين 2-3 كيلو غرام".
أرسل تعليقك