رام الله - فلسطين اليوم
سعت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الهبة الشعبية التي انطلقت بداية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وما زالت مستمرة؛ إلى محاصرة شعبنا وتشديد الخناق عليه من خلال إغلاق الطرق الرئيسية الحيوية للمدن الرئيسية، ما سبب أزمات مرورية خانقة في طرق أخرى.
وأغلقت سلطات الاحتلال في رام الله بعد أسبوعين من الهبة الشعبية شارع الـ(DCO) إلى الشمال من مدينة البيرة أمام الداخل للمدينة والخارج منها من خلال بوابة حديدية، ومنذ صباح الثلاثاء أغلقت أيضا الطريق المؤدي إلى الشارع الالتفافي 60 شمال شرق عين يبرود ببوابة حديدية.
وأغلقت سلطات الاحتلال منذ بداية شهر تشرين الأول، شارع نابلس القديم بالقرب من مستوطنة "بيت إيل" شمال البيرة، ما اضطر المواطنين إلى سلوك طريق ضيق بعد مخيم الجلزون مرورا بقرية سردا للوصول إلى مدينة رام الله.
وتشهد الطريق الفرعية من مخيم الجلزون إلى رام الله أزمة مرورية خانقة يوميا أمام الداخلين صباحًا أثناء توجههم إلى أعمالهم، والخارجين أثناء عودتهم إلى منازلهم بعد انتهاء الدوام، حيث يستخدم هذه الطريق كافة القرى شرق رام الله وشمالها، إضافة إلى المواطنين القادمين من شمال الضفة الغربية عبر شارع نابلس القديم من خلال عين سينيا.
ويتبقى للمحافظة ثلاثة مداخل فقط بعد إغلاق الطريقين الرئيسيين لمحافظة رام الله والبيرة، واحد لجنوب الضفة الغربية عبر قلنديا، واثنان باتجاه الشمال عبر عين سينيا، أو عطارة.
ودأب جنود الاحتلال على إقامة حواجز عسكرية طيارة بين فترة وأخرى، على الطرق المؤدية إلى مدينة رام الله، ما يؤدي إلى إعاقة حركة المواطنين بشكل استفزازي، وآخرها كان اليوم على امتداد الطريق بين سردا ومخيم الجلزون شمال رام الله، حيث احتجزت قوات الاحتلال عشرات المركبات، وقامت بالتدقيق بهويات المواطنين، لتنسحب بعدها مسببة أزمة كبيرة في المكان.
ورأى المحلل السياسي هاني المصري أن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال أمر متعارف عليه، ومتوقع من قبلهم بشكل طبيعي، "لأنهم عودونا بشكل دائم على إيقاع أكبر عقاب بحق شعبنا في كافة الأحداث".
وأوضح المصري، أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد دائما العقاب الجماعي بحق شعبنا، ومنذ انطلاق الهبة الشعبية في الضفة الغربية تتخوف إسرائيل من تطورها بشكل كبير، لذلك تعمدت فرض الإغلاقات على المدن الرئيسية وأهمها رام الله بشكل تدريجي، خشية منها بتوسيع الهبة بشكل كبير، لذلك تكون تحركاتها بشكل تدريجي وليس مرة واحدة.
وأشار المصري إلى أن سلطات الاحتلال لا تؤمن سوى بالقوة كسلاح لوقف أي تحركات ضدها، ولا تجيد إلا القمع والقتل والإغلاقات بحق أبناء شعبنا، الأمر الذي يمكن أن يؤجج من التحركات الشعبية بشكل أوسع.
أرسل تعليقك