خانيونس – فلسطين اليوم
يعيش سكان منطقة "بطن السمين" أو "نهر البارد" كما يحلو للبعض أن يسميها، غرب خانيونس جنوب قطاع غزة، ظروفا صعبة حيث تنعدم أبسط مقومات الحياة الإنسانية، وينتشر الفقر المدقع بين المواطنين وسط غياب للمسؤولين، ومناشدات للتدخل لإنقاذهم من براثن الفقر والجوع والمرض.
وخلال جولة لمراسل "معا" لاحظ أن السكان يقطنون في ما يشبه المساكن على الأراضي الحكومية في المنطقة حيث أن المنازل مبنية من الواح للزينكو وغير مسقوفة باستثناء شرائح القماش المهترئة والنايلون الذي لا يقي برد الشتاء ولا حر الصيف.
ويحيط بالمنطقة المنخفضة عن سطح باقي المناطق المحيطة والتي يصل عدد منازلها الى نحو 100 منزل ويبلغ عدد سكانها نحو 400 نسمة مكب للنفايات ومسلخ يعدان مبعثا للروائح الكريهة ومرتعا للزواحف والحشرات السامة ولا يبعد عنها حي النمساوي الراقي سوى كيلو متر واحد.
يقول الأربعيني مازن الدوش الذي يعيل أسرة تتكون من ثمانية أفراد أنه يعيش في غرفة من الزينكو لا تصلح للحياة الآدمية، مضيفا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة هي التي جعلته يقطن هذه المنطقة ".
وتابع الدوش الذي يمتهن الخياطة :" السكن هنا أحسن من الايجار بسبب عدم توفر العمل .. كنت اشتغل على تكتك لكن اضطررت الى بيعه لسداد أجرة ايجار المنزل الذي كنت أقطنه سابقا.. و اليوم أنا مريض ولا أستطيع العمل ".
وأشار إلى أن أربعة من أولاده أصيبوا بأمراض مزمنة بسبب رائحة القمامة ، ويقول :"كل يوم أنقل أحد أبنائي إلى مستشفى ناصر الطبي".
وفي الشتاء تغمر مياه الأمطار غرفة الدوش مما يدفعه إلى إرسال زوجته وباقي أولاده إلى منزل عائلتها في رفح .
وحول وضعه المادي.. قال:" إن إبني الأكبر ينفق علي وعلى أخوته من خلال عمله في فصل أسياخ الحديد من ركام المنازل المهدمة لبيعها بثمن بخس لا يتعدى سبع شواقل عن كل يوم عمل".
وأضاف الدوش "أنه كان يعمل سابقا في الخياطة لكن في ظل الحصار والركود الاقتصادي الحالي أصبح عاطلا عن العمل وبلا مأوى".
وتابع :" نحن ناس أبسط من البساطة نفسها يعطونا فرشة وحرام نستر حالنا فيها".
وعن تسمية المنطقة بنهر البارد، يقول الشاب محمد الدوش :"إن التسمية تعود لشدة البرودة في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن العقارب والزواحف والحيايا تغزو المنطقة في فصل الصيف.
#3661643
وقال الشاب غاضبا :" منطقة بطن السمين عبارة عن مزبلة لا يهتم بها احد وهي مأوى للحشرات والحيايا".
وناشد الشباب الحكومة بتقديم يد العون لهم وتوفير مساكن بديلة ملائمة لعشرات الأسر التي نخر الفقر والجوع والمرض أجسادهم.
بدورها تقول السيدة فايزة صيام التي تقطن المنطقة منذ ثمانية سنوات:" كل الناس هنا تعبانة وتعاني من قلة المياه الصالحة للشرب والمطر والبرد والوضع السيء ... شاب طول الحيط ما بتلاقي معو فلوس وأزواج لا يستطيعون توفير لقمة العيش لأولادهم وزوجات يخرجن للشكوى إلى المؤسسات الخيرية لتوفير الحليب لأطفالهن ".
أما ام عماد زعرب فتقول :"عايشين تحت الصفر ما في حد مدور علينا الوضع صعب الحياة مقرفة ومملة وما في فرص عمل .. لو في فرص عمل بأشتغل لعلاج ابنتي المعاقة".
أرسل تعليقك