أكدت إحصائيات أعدتها بلديات شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة أن حجم الخسائر المادية التي لحقت بالبلدات الأربع فاقت "35مليون دولار أمريكي".
وقالت البلديات في مؤتمرٍ صُحفي عُقد في منطقة الزنة المدمرة ببلدة بني سهيلا شرقي خان يونس: إنّ "نحو 344 شهيدًا ارتقوا، خلال الحرب على قطاع غزة ببلدات (عبسان الكبيرة والجديدة، وبني سهيلا، وخزاعة)، من بينهم 85 طفلاً".
وأضافت البلديات في بيانها الذي تلاه رئيس بلدية بني سهيلا حماد الرقب "أن نحو 155 شهيدًا يعيلون أسرًا، فيما زاد عدد الجرحى عن 1000جريح، بينهم 37 بجراح بالغة الخطورة، و750متوسط، والأيتام 470، و9أطفال فقدوا والديهما، بينما أبيدت ثماني عائلات ومسحت من السجل المدني".
.
وبين الرقب أن نحو 1533منزلا دمر بشكل كامل، فيما لحقت أضرار بليغة بحوالي 2664 منزلاً، وأصبحت غير صالحة للسكن، فيما لحقت أضرار جزئية بحوالي 3676منزلاً، بينما دمر 15 مسجدا بشكل كامل، وحوالي 21 بشكل جزئي، فيما تم تجريف ربع مساحة الأراضي الزراعية، وتدمير كبير بشبكات الكهرباء، والماء، والصرف الصحي، والهواتف..".
ولفت إلى أن هذه الأرقام دقيقة إلى حد كبير، فيما يقومون بمواصلة عمليات المسح والحصر، وقال: "تعرضت بلدات شرق خان يونس لعدوان همجي شرس، طال كافة مكونات المجتمع، خلال الحرب التي بدأت في الثامن من يوليو المنصرم، وانتهت بالسادس والعشرين من أغسطس الحالي".
وأشار الرقب إلى أن خسائر البنية التحتية بدون قطاع الكهرباء، يزيد عن "20مليون دولار"، لافتًا إلى أن الاحتلال دمر خزان المياه الوحيد والرئيس لبلدة خزاعة، وعبسان الجديدة، وتعرض خزان عبسان الكبيرة لتدمير جزئي، وأحد خزانات بلدية بني سهيلا الرئيسة لتدمير كُلي.
وتابع "تعرضت كل من منطقة (الزنة، أبو طعيمة، الشحايدة، عبسان الجديدة، خزاعة، الدقات، الفراحين..) للتدمير الكُلي، خلال الحرب البرية، فيما تدمرت مرافق بلديات شرقي خان يونس بشكل شبه كامل، مُقدرا الخسائر الاقتصادية بحوالي (15مليون دولار)، بفعل استهداف المصانع والورش والمحال التجارية داخل وخارج نطاق مناطق الحرب البرية.
وعلى صعيد القطاع الزراعي، أوضح الرقب أن هذا القطاع لحق به دمار واسع جدًا، وما زالت وزارة الزراعة تُحصي الخسائر، "فتعرضت مئات الدفيئات للتدمير، والزراعات المكشوفة، والأشجار المُعمرة"، بينما تعتبر شرقي خان يونس أهم التلال الزراعية في القطاع، التي شملها التدمير على مساحة 10كم.
وأضاف "لحقت أضرار كبيرة بقطاع الطيور، جراء نفوق أعداد كبيرة جدًا من الدواجن، كذلك بقطاع الحيوانات، فنفقت ألاف رؤوس الخراف والأبقار، ودمرت عدد من المزارع".
وأكد الرقب أن المنطقة الشرقية منكوبة، "ونطالب كافة الجهات المانحة والمعنية لتضافر الجهود، لإغاثة المنكوبين، ومئات الأسر التي أصبحت بلا مأوى"، ودعا للتحرك السريع والبدء الفوري والعاجل لإعمار المناطق المنكوبة.
ما حصل زلزال
بدوره، عدّ المدير التنفيذي لجمعية بيادر التنمية عايد البريم ما حصل شرقي خان يونس زلزالا كبيرا، وكارثة بكل معنى الكلمة، وقال: "يجب إعلانها منكوبة، وكل الأرقام تمثل هزة لأي مجتمع يمتلك من المقدرات والإمكانيات، ما لم تستطع التعامل معه، ولا تستطيع الكلمات وصف ما حدث".
ووجه التحية لسكان المناطق المدمرة، وقال: "أنتم نجوم في سماء فلسطين، وصنعتم بثباتكم نصرًا، وبعودتكم لبيوتكم المدمرة تحدٍ كبير للمحتل، الذي راهن على كسر إرادتكم"، مشددًا على أنهم سيحاولون في مؤسسات المجتمع المدني التعامل مع كافة الجوانب، والوقوف بجانب المنكوبين والمكلومين.
ودعا المؤسسات الدولية العاملة في القطاع بالتحرك بشكل أكبر لمساعدة أهالي القطاع المنكوبين، خاصة مناطق شرقي خان يونس، التي تمثل سلة القطاع الغذائية، ومهددة بفعل ما تم تدميره وما ألقي عليها من مواد متفجرة وسامة بالانقراض.
(واس)
أرسل تعليقك