وجد مؤيدو استقلال اسكتلندا مصدر دعم غير متوقع بتاتا قبل الاستفتاء المقرر الخميس حول الانفصال عن بريطانيا من عدمه، يتمثل بمجموعة من عازفي مزمار القربة الفلسطينيين.
وتتدرب هذه المجموعة في قاعة صغيرة جنوب الضفة الغربية المحتلة بعيدا عن الجدل القائم حول مصير اسكتلندا، الا انهم يؤكدون جميعا دعمهم لحصولها على استقلالها من بريطانيا.
ويقول العازفون الفلسطينيون، الاعضاء في كشافة بلدة بيت جالا ذات الغالبية المسيحية،ان تاريخ مزمار القربة وارتباطه بالتراث الاسكتلندي يتوافق تماما مع تطلعات الفلسطينيين بالحصول على استقلالهم ودولة خاصة بهم.
ويقول مجيد قنقر (31 عاما) لوكالة فرانس برس "كان الاسكتلنديون يجلبون القربة الى ساحة القتال،ولهذا فانني اعتبرها جزءا من المقاومة".
وانضم الشاب الى الكشافة المحلية في سن العاشرة وبدأ بعزف القربة عندما كان مراهقا.
ويضيف "بصفتي عازفا للقربة وعلى اطلاع على تاريخ الآلة،فانا افضل تسميتها بآلةالحرب".
ويؤكد اعضاء الكشافة انه طالما يتطلع الفلسطينيون الى دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل فانهم يدعمون الذين يسعون للانفصال عن بريطانيا.
ويوضح عازف قربة اخر يدعى عيسى مسلم (23 عاما) ان "كل شخص يتمنى ان يكون قادرا على تقرير مصيره. وان كانوا يريدون الانفصال عن المملكة المتحدة، فانا ادعمهم بالتأكيد".
ويسخر قائد الكشافة خالد قسيس من مفارقة قيام الاستعمار البريطاني بادخال الة القربة وتقليد الكشافة الى فلسطين.
ويقول ضاحكا "نعم،هناك الكثير من الاشياء التي خلفتها الامبراطورية البريطانية هنا".
وقد ارسى البريطانيون خلال فترة انتدابهم على فلسطين الذي امتد من العام 1920 الى العام 1948 ، فرق الكشافة.
ويعرض قسيس بفخر في مكتبه نسخة من رسالة تعود الى العام 1933 ارسلها مؤسس حركة الكشافة روبرت بادن باول الى المفوض السامي البريطاني في فلسطين في ذلك الوقت، مشيدا بالكشافة الفلسطينية.
وثمة صور لفرق الكشافة القديمة معلقة على جدران قاعة التدريب.
وتصر "كشافة بيت جالا للروم الارثوذكس" على ان موسيقاها وجهودها وانشطتها هي وطنية فلسطينية.
فخلال اضراب عن الطعام خاضه اسرى فلسطينيون في السجون الاسرائيلية لفترة طويلة ، قامت الكشافة باضراب تضامني معهم.
وتشعر الفرقة بقيود الحركة والتنقل التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي في كل مرة تريد فيها الذهاب الى مدينة اخرى للعزف.
ويؤكد قنقر "من الصعب التنقل بحرية.عندما نرغب بالذهاب للعزف في القدس في تجمعات الكشافة او الى الناصرة، علينا المرور بحواجز عسكرية اسرائيلية الامر الذي قد يتسغرق ساعات ويتضمن تفتيشنا".
ويهدد الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية المحتلة باقتطاع مساحات من الاراضي التابعة لسكان بلدة بيت جالا.
وتمنح فرقة الكشافة وموسيقاها نوعا من الانتماء لسكان البلدة المسيحية.
ويقدر قنقر ان ثمة 800 عضو في الكشافة من جميع الاعمار في بيت جالا وحدها من اصل 16 الف نسمة.
ويتجمع الكشافة في عيد الميلاد وعيد الفصح في مدينة بيت لحم القريبة للاحتفال بالاعياد المسيحية.
ويشاهد اطفال البلدة التدريب آملين ان ينضموا يوما ما الى هذه الفرقة المرموقة.
ويقول جورج غوالي (20 عاما) الذي يعزف الطبل مبتسما بعد تدريب مكثف "يرغب كل عضو في الكشافة بالانضمام الى عازفي القربة ولكن الامر ليس سهلا...ثمة منافسة كبيرة".
وردا على سؤال حول التراث الغربي للموسيقى، يصر غوالي على ان الموسيقى التي تعزفها الكشافة "فلسطينية".
وبينما تتحضر اسكتلندا للاستفتاء الذي يحدد مصيرها، ثمة شعور بالتضامن على بعد الاف الكيلومترات في الضفة الغربية.
ويؤكد قسيس "كفلسطيني،مثل غيري، نريد دولتنا".
ويضيف "الاسكتلنديون يريدون استقلالهم ودولتهم ليعيشوا في دولة لهم، لهم وحدهم".
أرسل تعليقك