حيفا ـ فلسطين اليوم
تعد جادة بن غوريون المعروف باسم شاروع أبو النواس في حي الألمانية في حيفا، من أكثر الأحياء انتعاشاً من الناحية السياحية والاقتصادية.
فموقعه السياحي وامتداده ما بين البحر إلى حدائق البهائيين في المدينة، بالإضافة إلى المقاهي والمطاعم التي تمتد على طول الجادّة يجعل من هذا الحي السياحيّ مكاناً مميزاً يتوافد عليه السياح، والوافدين إلى المدينة من بلاد عديدة.
تشكّل المحلات العربية في هذا الحي السياحي والمميز الأغلبية الساحقة، وهي أيضاً وعلى الرغم من تعدّد الزائرين وتوافدهم من مناطق مختلفة في البلاد وخارجها، تعاني جراء حملات المقاطعة التي شنتها حركات اليمين الصهيوني على المحال العربية وجراء التوتر خلال الحرب على غزة.
وقال أحمد زعبي، مدير مطعم "فتّوش" في حي الألمانية لمراسل "عرب ٤٨" إن "الحرب قد أثّرت على فتّوش، وعلى الحي بشكل عام، لكن التأثير ليس كبيراً في الحي، نظراً لتعدّد الوافدين إليه من خارج البلاد، ولكنه موجود وملحوظ، فنلحظ أن هناك انخفاضًا واضحًا في عدد الوافدين اليهود إلى الحي بعد موجة التحريض والحرب".
وتابع زعبي: "للحرب أيضاً والمجزرة التي حصلت في غزة تأثير على نفسية العرب أيضاً، فحالة الحزن التي خيّمت على الجماهير العربية كان لها التأثير على توافدهم إلى المطاعم والمقاهي".
وأضاف زعبي عن حملات مقاطعة المحال العربية قائلاً: "لن يستطيع اليهود الإستمرار بمقاطعة المحال العربية، فهم لن يقوون على الاستمرار في المقاطعة لأسباب عديدة أهمها أنهم بحاجة إلى ما يقدم في المطاعم العربية، وهو غير متوفر في محال أخرى غير عربية".
أمّا جوني هلّون، وهو صاحب مطعم "بلكون" في حي الألمانية فقال لـ"عرب ٤٨"، إن "حالة التراجع في رواد المطاعم المقاهي قد بدأت منذ نهاية المونديال، فمع نهاية المونديال أي منذ بداية العدوان على غزة، لوحظ هبوط حاد جداً في حركة الوافدين إلى الحي بشكل عام، وشعرنا بها بشدّة في بلكون، وكان من المتوقع أن تكون موجة من السياحة التي ستدخل البلاد كون هذه الأشهر تعد أشهر سياحية في مدينة حيفا، إلّا أننا لم نر شيئاً منها".
وأضاف هلّون حول موجة المقاطعة للمحال التجارية العربية إن "اليهود اليمينيين بشكل عام لا يأتون إلينا، مع مقاطعة أو من دونها، فهم لا يتوافدون على الأماكن العربية لأسباب سياسية ودينية، أما اليهود المعتدلين أو غير المتزمتين دينياً بشكل عام يتوافدون إلى الشارع، وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة غيابهم التام عن المحال العربية في الشارع، وعن الشارع بشكل عام، باستثناء بعضهم، والذي تربطني به علاقات شخصية قد استمر في القدوم".
وعن الوافدين العرب إلى الشارع قال هلّون: "لقد قمنا وخلال فترة الحرب بإلغاء قرابة الـ٥ أمسيات فنيّة كان من المقرر أن تقام في مطعم بلكون، فمن غير المعقول أن نحتفل في ظل عدوان وإبادات جماعية في غزة خلال فترة الحرب. حالة الحزن طغت على الشارع حتى في فترة العيد، فمن المعروف أن الوافدين خلال أيام العيد إلى الحيّ أضعاف الأيام الإعتيادية، إلّا أننا لم نشعر بهذا الجو الإحتفالي في هذا العام".
وقال منهل نوّارة، صاحب مطعم "فيسيز" في الحي،
لـ"عرب ٤٨"، إن "تأثير الحرب والأحداث الأخيرة واضح وملموس. التأثير الأكبر لم يأت إثر مقاطعة الزبائن اليهود للمحال التجارية العربية، بل أن الشريحة الأكبر من الزبائن في الحي عامة، وبشكل خاص مطعم فيسيز هم عرب".
وتابع: "التأثير كان واضحاً من جانب العرب، فمن الممكن أن تكون أجواء الحزن التي خيّمت على البلاد هي السبب، وللوضع الإقتصادي التي تعاني منه الناس التأثير الأكبر والواضح".
وأكد أصحاب محال ومطاعم في حي الألمانية أنه أمام التراجع في الشهر الأخير سواءً بسبب دعوات المقاطعة أو بسبب الأجواء الحزينة على ما حصل في غزة، فإن على المجتمع العربي في حيفا وغيرها دعم الاقتصاد والمحال العربية
أرسل تعليقك