روايات النكبة وحلم العودة لا ينتهي في مدينة الخليل
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

روايات النكبة وحلم العودة لا ينتهي في مدينة الخليل

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - روايات النكبة وحلم العودة لا ينتهي في مدينة الخليل

الحديث عن النكبة
الخليل - فلسطين اليوم

الحديث عن النكبة بعد 67 عاما موجع للقلب، للراوي وللمستمع تذرف عيون من اكتوى بنارها، وتحرك بها المشاعر والذكريات والشجون، ذكريات تحمل قصة اقتلاعهم من أرضهم، وتحويلهم إلى لاجئين في شتات الأرض، حملوا مفاتيح بيوتهم على أمل العودة القريبة، واحتفظوا بها ليرووا لأحفادهم حكاية أرض لن تنسى على مر الزمان.

الحاج أبو محمود حسنية (78 عاما) من قرية كدنا قضاء الخليل يروي قصة تهجير قرى: تل الصافي، وزكريا، وعجور، ومغلس، ودير الدبان، ورعنا، وبيت جبرين، وخربة أم برج، ودير نخاس، وذكرين، والقبيبة، وبيت نتيف، والدوايمة، وزيتا، وكدنا.

وقال إن قريته كدنا، تعتبر منطقة أثرية رومانية، كما تلك القرى المجاورة لها، وزراعية غنية ببياراتها وبساتينها ومزارعها ووديانها.

وأضاف 'لا يحق إلى من لا يملك الأرض بيع الأرض ويقصد الإنجليز لليهود لتصفية حسابات بينهم. وتابع: كان لليهود من يسلحهم في هذه الحرب، ونحن لا نملك السلاح، وتركوا لنا الخشب لنقاتل به.

وأشار إلى سياسة الاستعمار الإنجليزي في تلك الفترة المتمثلة بالتضييق على المواطنين الفلسطينيين، مثل إغراق البلاد بالقمح المستورد  في سنين الخصاب، وبيعه بأثمان غالية في سنوات المحل، لدفع المواطنين لبيع الأرض من أجل  لقمة العيش.

كما أشار إلى الضعف العربي، والخيانة الدولية لحقوق الفلسطينيين، وقال: كم عاما ونحن نستغيث.. ولكن ما من مجيب.

وتابع الحاج حسنية: خرجنا من بلادنا في الهدنة.. وإسرائيل استغلت الموقف،  لقد تم ترحيل 14 قرية من حولنا في منطقة الخليل دفعة واحدة.

وقال 'الجيش المصري انسحب من الجهة التي كنا فيها. بعض العائلات كانت تملك سلاحا بسيطا، تم إخراج الأطفال والنساء وكبار السن لخارج القرية، وبقي المقاومون، والإشاعات عن خطف النساء واغتصابهن ساعدت بشكل كبير في  خروج الناس لحماية العرض، فهاجر الناس إلى أن تهدأ ألأوضاع'.

 وأضاف 'تركنا طيور الحمام والدجاج، ووضعنا لها الماء والقمح إلى أن نرجع.. ونادت هيئة الأمم برجوع اللاجئين وإلى اليوم لم نرجع'.

وقال متنهدا: رحلة الهجرة كانت عبر 20 مرحلة إلى أن استقرينا عام  1954 في مخيم العروب شمال الخليل، وما زلنا نعاني منذ تلك الأيام.

وأشار إلى التشرد الذي ضرب العائلة وشتتها، وقال: لم أستطع فراق كدنا. كنت كل يوم أتسلل إليها، أشرب من مائها، وآكل من بياراتها، وأزور مقابر العائلة. قبر أمي وأبي وجدي.. كل العائلة. كان عندنا 21 رأس بقر، و20 دونم أرض، بالإضافة إلى خلايا النحل، والأغنام، والبيوت.

وقال حسنية بحسرة: آه  لو ارجع إلى بلدي. السنين لا تضيع حقا. نحن الكنعانيون قبل اليهود في هذه البلاد، وجاء الرومان ورحلوا كما غيرهم ممن سكنوا البلاد،ولكن نحن الأصل، الفلسطيني لا ينسى أبدا بلده، وسوف ترجع الأرض بأبنائنا وأبناء أبنائنا. الأرض في عقلنا وتفكيرنا.. الأرض هي عرضنا ولن نفرط بها أو نتنازل عنها، فلترجع  يا ليبرمان إلى روسيا. هذه ليست أرضك...

وحول مقولة أن الكبار يموتون والصغار ينسون، قال: الأرض للقوي وهي مجبولة بدم الشهداء والصحابة، وهي مقدسة ولن نفرط بها ما حيينا.

من جانبها، قالت الحاجة أم عبد الله (90 عاما) إنها خرجت من قرية عراق المنشية شمال شرق مدينة غزة. كنا نملك أرضا، وجرون القمح، وبيوتنا كانت طبقات. خرجنا في فترة الهدنة لبضعة أيام على أمل العودة.

 وتابعت: 'خرجت وابني على يدي كان عمره 40 يوما.. لم استطع أن أرضعه من شدة الصدمة والحزن على ترك البلاد. أصبحنا لاجئين مشتتين في أصقاع المعمورة، نعيش على كرت المؤن'.

وأضافت: عندما دخل اليهود البلاد قتلوا شابين على نبع الماء بالقرية، وبلغوا المخاتير بأمر خروجنا من البلاد. كانت قرية عراق المنشية آخر القرى التي سقطت بيد العصابات الصهيونية بعد عام كامل من النكبة، وظلت صامدة حتى عام 1949 تحت القصف والدمار بصمود المقاومين فيها، والجيش المصري والسوداني، وتم تشريد أهلها البالغ عددهم حوالي 2300 نسمة، أقام الصهاينة على أنقاضها مستعمرة 'كريات غات'.

وتابعت أم عبد الله: حمل سكان القرية أموالهم وحلالهم وتركوا القمح والغلة في الأرض، إلى أن تهدأ الحرب. لو كنا نعرف أننا لا نستطيع العودة إليها لما تركناها حتى لو متنا فيها.

وعن زيارتها للقرية التي هجّرت منها، قالت أم عبد الله: قبل 15 عاما ذهبت إلى القرية. لم يدع اليهود شيئا على حاله، ولكن بيارات العائلات ما زالت على حالها، وهناك دلالات للتنقيب عن الآثار، وأخرى بنيت عليها منطقة صناعية،  كما زرعوا الوديان بأصناف عديدة من الفواكه، وعرفت جميع المناطق في القرية وكأنني لم أغادرها طيلة تلك الفترة. هنا  بيارة علي حسين، وأخرى لعائلة الطيطي.. بجوارها ارض أعمامي ومنطقة العرين الجبل، وجرن الخربة.

وقالت:  'اقتربت من بيارة أبي ونزلت لأقطف البرتقال. اقترب مني أحد المستوطنين الذين احتلوا أرضنا وبيوتنا، وقال: ليش بقطف برتقال؟ قلت : هذا برتقال أبوي، هو الذي زرعه. فقال هذا برتقال أبوك؟ 'عمره أبوك ما بوخذه'. هذه بيارتي. فقلت له سبحان الذي يغير ولا يتغير.. لا بد أن يتغير الحال وترجع الدار إلى أصحابها.

قطفت أم عبد الله من  البرتقال والليمون لصديقاتها في المخيم اللواتي اشتقن إلى رائحة برتقال البلاد. 

وتقول: كيف لها أن ننسى هذه البلاد التي كانت رمز عزتهم ومصدر رزقهم؟ وكيف لها أن تنسى ذكريات الأحبة والثرى الذي يحتضن الشهداء والأجداد.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روايات النكبة وحلم العودة لا ينتهي في مدينة الخليل روايات النكبة وحلم العودة لا ينتهي في مدينة الخليل



GMT 11:37 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

بلدية الخليل تنفذ أعمال صيانة في 32 مدرسة بقيمة 760 ألف شيقل

GMT 08:23 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة والنيابة تحققان بوفاة مواطن في الخليل

GMT 11:56 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الاحتلال يهدم منزلا وخيمة وبركس جنوب الخليل

GMT 12:27 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس بلدية الخليل يفتتح بازار "أيادٍ مبدعة"

GMT 12:09 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة والنيابة تحققان بوفاة شاب شنقا في الخليل

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

محافظة الخليل تتسلم جهاز "PCR" لفحص فيروس كورونا
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday