استشهد المواطن محمد الفقيه (29 عاما)، فجر اليوم الأربعاء، برصاص وقذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة صوريف شمال غرب الخليل.
وأكد رئيس بلدية صوريف محمد لافي لمراسلنا، أن قوات الاحتلال انتشلت جثمان الشهيد من تحت أنقاض منزل يعود لمواطن من عائلة الحيح، يقع بمنطقة وادي اجدور في البلدة، بعد أن هدمته بالجرافات العسكرية، عقب محاصرته لحوالي ست ساعات تخللها إطلاق نار وقذائف وصواريخ صوب المنزل بشكل متقطع.
وأضاف أن قوات الاحتلال نقلت الجثمان بواسطة مركبة عسكرية، كما اعتقلت 5 مواطنين من المنطقة.
وأفادت مصادر محلية وأمنية لـ "وفا"، بأن قوات الاحتلال اعتقلت مالك المنزل الذي دمرته قوات الاحتلال خلال عملية اقتحام البلدة، والمنزل الذي تحصن فيه الشهيد محمد الفقيه، وهو محمد علي الحيح، وسيدة مستأجرة في البيت، وضياء خالد اغنيمات (25عاما)، ومحمد زياد حميدات (17 عاما).
كما اعتقلت تلك القوات المواطن رامي محمود ابو ارميلة (25 عاما) من منطقة جبل جوهر في مدينة الخليل.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت ليلة أمس بلدة صوريف من عدة محاور، ترافقها جرافات عسكرية، وحاصرت منزلا يتكون من عدة طبقات في وادي اجدور بعد أن فصلت التيار الكهربائي عن البلدة، وسط إطلاق نار وقذائف صوب المنزل، مطالبة أحد الشبان بتسليم نفسه.
وذكر مراسلنا أن النيران اشتعلت في الأشجار المحيطة بالمنزل جراء القصف، فيما أفادت مصادر طبية بأن عددا من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، جراء المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال.
كما منع جنود الاحتلال مركبات الإسعاف من الدخول لبلدة صوريف، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.
وعمّ الاضراب والحداد التجاري، اليوم، بلدة دورا جنوبا، استنكارا لعملية تصفية واغتيال الشهيد الفقيه.
وأفادت مصادر محلية لـ"وفا"، بأن الاضراب التجاري شمل كافة المرافق والمؤسسات التجارية في البلدة، مسقط رأس الشهيد.
وفي السياق، أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، جريمة قتل المواطن محمد الفقيه (29 عاماً) في بلدة صوريف بالخليل فجر اليوم الأربعاء، وجرح آخرين، على أيدي قوات الاحتلال، واستهداف وهدم منزل الفقيه بالصواريخ المضادة والآليات الحربية.
وأشار عريقات، في بيان اليوم، إلى التصعيد الإسرائيلي وعمليات التطهير العرقي الممنهجة التي تقودها حكومة الاحتلال من توسيع للاستيطان، وتهويد للقدس ومحيطها، وحصار المدن والبلدات الفلسطينية، وتكثيف حملات الاعتقال، والقتل، والتشريد القسري وهدم المنازل. وقال: "خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية فقط، فقدت أكثر من 30 عائلة فلسطينية منازلها في قلنديا ورأس العامود والعيسوية، بعد تدمير ممتلكاتهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: ولعل هذا الهجوم المنظم الذي تنفذه قوات الاحتلال المدججة بالسلاح ضد شعب أعزل تحت الاحتلال، هو خير دليل للمجتمع الدولي على تنفيذ إسرائيل لمخططاتها تهجير شعبنا الفلسطيني قسراً، في الوقت الذي تكثف فيه توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في فلسطين المحتلة، وهو الرد على التقارير الدولية التي حاولت المساواة بين قوة الاحتلال وشعب تحت الاحتلال".
وأكد عريقات أن عدم قيام المجتمع الدولي بدوره في مواجهة الخروقات الإسرائيلية يضعه في خانة المسؤولية المباشرة عن الاعتداءات التي تمارس بحق أبناء شعبنا، وقال: "تضع القيادة الفلسطينية التقارير الشاملة حول هذه الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية أمام الهيئات والمحاكم الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية، والمطلوب من المجتمع الدولي أن يقوم بالجهود اللازمة والعاجلة للجم إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وتحمل مسؤولياته المباشرة في توفير الحماية العاجلة لأبناء شعبنا، ورفع الغطاء السياسي والقانوني الدولي عنها، ومساءلتها على جرائمها وانتهاكاتها ضد شعب وأرض فلسطين".
بدوره، اعتبر المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، اعدام قوات الاحتلال للمواطن محمد الفقيه، مجزرة همجية تحاكي جرائم "داعش".
وقال القواسمي: "إن اعدام الشاب الفقيه بهدم المنزل عليه، مجزرة همجية لا يفعلها من يدعي الانتماء للإنسانية، ونرى جريمة الاحتلال الاسرائيلي محاكاة لجرائم داعش"، لافتا الى ليلة دموية عاشتها بلدة صوريف في الخليل".
وأكد أن الشعب الفلسطيني مستمر في تقديم التضحيات واكمال المسيرة النضالية في تحقيق الثوابت الوطنية من حرية واستقلال.
أرسل تعليقك