شهدت مدينة الخليل الأربعاء، وقفة تضامنية مع أطفال فلسطين الذين يتعرضون يوميا للتنكيل والاعتقال والإعدامات الميدانية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية والمستوطنين، والتي انتهكت ما جاء في الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل.
وشارك بالوقفة، التي نظمتها شبكة حماية الطفولة، والشبكة الفلسطينية لحقوق الطفل في محافظة الخليل وبالتعاون مع نادي الأسير الفلسطيني، ذوو الشهداء الأطفال من أبناء محافظة الخليل، ووالدا شهيدتي الخليل هبة عسيلة، ودانيا ارشيد، ونائب المحافظ مروان سلطان، والمؤسسات المنظمة للوقفة التضامنية، وممثلو القوى الوطنية، ومتضامنون أجانب من عدة مؤسسات حقوقية.
وحمل المشاركون نعشا يمثل منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة واتفاقية حقوق الطفل كتعبير عن أن هذه المؤسسات لم تنقذ أطفال فلسطين، ورفع المشاركون لافتات خطت بعشرين لغة دولية تطالب العالم التحرك لحماية الشعب الفلسطيني واطفاله من القتل اليومي.
وأكد نائب محافظ الخليل مروان سلطان، اهتمام السلطة الوطنية بملف جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال، مؤكدا أن استمرار احتجاز جثامين الشهداء يعد جريمة بحق الإنسانية.
بدوره قال مدير برنامج الحماية في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال رياض عرار، إن الاحتلال لا يزال يستخدم الإيذاء الجسدي والنفسي والتعذيب بحق الأطفال الفلسطينيين رغم توقيعه على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.
وأوضح أن أماكن إصابات الأطفال الشهداء في الطرف العلوي من الجسد تؤكد استهدافهم بهدف القتل، داعيا إلى احترام حقوقهم وحمايتهم ووقف الانتهاكات الصارخة لحقهم الذي كفلته المواثيق والأعراف الدولية.
وأكد مدير نادي الأسير في محافظة الخليل، أمجد النجار، أن الخليل الآن في دائرة الاستهداف من قبل حكومة الاحتلال التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي وتعتقد أن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني محمية بالموقف الأمريكي والفيتو والغطاء الأوروبي، ما يجعل هذه الدول تتحمل مسؤوليتها بالمشاركة عن جرائم ما ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
وطالب النجار الأمين العام للأمم المتحدة التحرك وعبر المنظمات التابعة للأمم المتحدة بملاحقة جيش الاحتلال الاسرائيلي وحكومة الاحتلال، ومساءلتها وتحميلها لمسؤولية ما يرتكب من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن احتجاز جثامين الشهداء من قبل الاحتلال يهدف إلى الانتقام ومعاقبة عائلاتهم وذويهم، داعيا المؤسسات الحقوقية والإنسانية للتحرك والضغط على إسرائيل للإفراج عن هذه الجثامين.
من جانبه أشار مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالخليل فريد الأطرش، إلى أن هنالك استهداف واضح من قوات الاحتلال للأطفال الذين يتم اعتقالهم وإعدامهم بشكل متعمد، وأن هذه الممارسات ترقى لجرائم حرب، في ظل القرارات الصادرة من حكومة الاحتلال التي تجيز إطلاق النار على الأطفال المشتبه بهم، وتركهم ينزفون حتى الموت .
وطالب الاطرش، بتوفير الحماية الدولية للأطفال في ظل استهدافهم المتواصل .
في السياق ذاته، قال محافظ الخليل كامل حميد في مؤتمر صحفي عقد في مقر المحافظة، إن الخليل وجماهيرها سيواصلون جهودهم والفعاليات المختلفة، حتى استرداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال منذ مطلع الشهر الجاري.
وأشار حميد إلى أن محافظة الخليل قدمت 25 شهيدا، بينهم 16 شهيدا لا تزال جثامينهم محتجزه لدى الاحتلال، كما أصيب منذ مطلع الشهر الجاري 354 مواطنا ما بين الاصابة بالرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما واعتقل 264 مواطنا من بينهم اطفال من انحاء متفرقة من مدينة الخليل وبلداتها، وتم الاعتداء من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيها على 21 منطقة سكنية.
واستعرض الوضع العام بالمحافظة جراء ممارسات الاحتلال القمعية بحق سكان المحافظة وممتلكاتهم المتمثلة بالإعدامات الميدانية والاعتقال وهدم المباني.
وأكد حميد دعم لجان الحماية التي شكلت في المحافظة، لمساندة الاهالي القاطنين في المناطق المحاذية للبؤر الاستيطانية.
أرسل تعليقك