الخليل - فلسطين اليوم
بعد شقاءٍ وتعبٍ تجاوز عمره عشرة أعوام، أفاق أصحاب أراض مزروعة بالزيتون واللّوزيات على آليات الاحتلال وهي تدمّر الأخضر واليابس من الشجر والحجر، وتحوّل أكثر من 20 دونما إلى خراب، في خربة سوبا غربي محافظة الخليل في الضّفة الغربية.
وبينما تقلِبُ مخالب الجرّافات أرض هؤلاء عاليها سافلها، لم تُسعفهم الصّدمة باستحضار مبالغ مالية دفعوها لإعمار أراضيهم؛ فحتى المستوطنون سرقوا أشجار زيتونهم قبل أن ينقلوه لمستوطناتهم دون حول للفلسطينيين أو قوّة، أمام أرتال كبيرة من الجيش والمعدّات التي تحاصر المنطقة.
وتقع كسارة تابعة للمستوطنين قبالة الأراضي التي جرى تجريفها، فيما تسود الخشية من مخططات استيطانية قد يعدّ لها الاحتلال بهذه المنطقة، خاصّة وأنّ الاحتلال يصنّف معظم أراضي هذه القرية ضمن مناطق "جـ" وفق اتّفاقية أوسلو، وهي مناطق خاضعة لسيطرة أمنية "إسرائيلية" بالكامل.
يبين المواطن عرفات القواسمي أحد أصحاب الأراضي التي جرى تجريفها أن أرضه مملوكة بورقة طابو، ولديه حجة بهذه الأرض منذ العام 1924، مشيرًا إلى أنّ أصحاب الأراضي في المكان تسلّموا إخطارات بوقف العمل في أراضيهم قبل سنوات، وبعد توجّههم إلى المحاكم "الإسرائيلية" جرى الاعتراف بأنّ أراضيهم أملاك خاصّة لهم.
ويعبّر عن استغرابه من الاعتداء على الأراضي وسرقة أشجارها، وهدم الأسوار الاستنادية المحيطة بها، لافتا إلى أنّ هذه سياسة تخويف وترهيب يستخدمها الاحتلال لترحيل المواطنين عن أراضيهم، مشددا على أنّها باتت غير مجدية، ولن تؤثر على صمود السّكان وعودتهم لإعمار أراضيهم وفلاحتها.
أمّا المواطن نظمي محمد حريز الذي يملك أراض تتجاوز مساحتها الثلاثة دنمات فيؤكد أن عشرات الأشجار المزروعة بأرضه جرى سرقتها وتحميلها بشاحنات تتبع قوّات الاحتلال.
ويضيف، "عندما حضرت إلى أرضي أبلغني أحد الضّباط الموجودين بالمكان بأنّ أتوجه للمحكمة، فيما ينفذ ما وصفه بالأمر العسكري المتمثل في عملية الهدم، لافتا إلى أنّ الحل هو التّوجه إلى المحكمة للاعتراض على الأمر".
ويطالب حريز السلطة الفلسطينية بممارسة دورها لحماية هذه المنطقة، موضحا بأنّها واقعة بين بلدتي إذنا ودورا وهما كتلتان سكّانيتان كبيرتان، مستغربا من تصنيف هذه المنطقة ضمن مناطق "جـ"، ومنع أصحاب الأراضي من ممارسة أيّة أنشطة حياتية فيها.
من جانبه، يعتبر الناطق باسم بلدية إذنا عبد الرحمن طميزي بأن ما يجري يأتي في إطار عمليات التضييق التي تمارسها سلطات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين بالضّفة الغربية، موضحا بأنّ خربة سوبا التابعة إداريا لبلدة إذنا واقعة إلى الجهة الشرقية للبلدة، وتحاصرها من الجهة الشرقية كسارة تتبع أحد المستوطنين، وتحول دون تمكّن المواطنين من السّكن أو الزراعة في أراضيهم التابعة للخربة.
ويوضح بأنّ بلدة إذنا تعاني وبشكل فادح من الإخطارات "الإسرائيلية"، كاشفا عن أنّ أكثر من 350 منشأة مخطرة بالهدم من جانب سلطات الاحتلال، فيما يحارب الاحتلال البنية التحتية ومصادر الرزق والزراعة والتجارة ومقومات الحياة الأساسية في محيط البلدة، وخصوصًا آبار المياه، والتي طالت فيها عملية الهدم هدم بئر يتّسع لما يزيد عن 300 كوب من المياه، وبيت بلاستيكي وجدران استنادية ومئات الأشجار المقتلعة.
ولا يخشى طميزي أن تكون عملية الهدم هذه ممهدة لأنشطة استيطانية قد ينفذها الاحتلال في هذه المنطقة، مشيرا إلى أنّ للاحتلال أطماع استيطانية كبيرة في هذه المنطقة.
أرسل تعليقك