دمشق - فلسطين اليوم
أثار الممثل السوري أيمن زيدان جدلاً كبيراً بإعادة ذاكرة الناس إلى الوراء، أيام الزمن الجميل، وكتب: حين تعود بي الذاكرة إلى سنوات الحماسة والمشاريع الحالمة التي استهلكت مني عمراً من الجهد والتعب، وحين أعود إلى تلك الأفكار والرؤى التي سكنتني طويلاً فأنجزتُ عشرات المشاريع في التلفزيون والمسرح والسينما، وحين أتذكر كيف كنا نقضي ساعات طويلة من البحث لننجز «نهاية رجل شجاع» أو «إخوة التراب» أو «الطويبي» أو «مدير عام» و«بطل من هذا الزمان»، أو حين كنا نبحث كيف نبني مدناً لـ «تل الرماد» و«هوى بحري»، أو كيف كنت أخطو بوجه مشوه وانحناءة ظهر مؤلمة في «جواد الليل»، أو تلك العيون المشدودة وعباءة الفرو السميكة تحت لفح الشمس الحارقة في «هولاكو» أو كيف كنت قبل هذا أجول في عربة مسرح بدائية في أصقاع القرى مع مجموعة من الهواة الحالمين لنعرض «المهرج وعنترة» و«الملك هو الملك»، أو كيف كنا نسهر الليالي لنعيد إنتاج مسرح شعبي تغص فيه القاعة بأولئك البسطاء، أو حين أعود إلى تلك الليالي التي اقتطعتها من عمري وأنا أكتب «الليلة الرمادية» و«أوجاع» و«تفاصيل»، أو تلك الأيام التي أخرجتُ فيها أغاني الرائعة ميادة بسيليس، أو حين تداهمني اللحظات الأعقد تلك التي قضيتها خلف الكاميرا وأنا أُخرج «ليل المسافرين» و«طيور الشوك» و«ملح الحياة» و«أيام لا تنسى»، أو لحظات البرد القارس في «فيلميّ «الأب» و«درب السما» والجهد المنهك في «مسافرو الحرب» وقلق لحظات الإنجاز في فيلم «أمينة».
وأضاف: حين تهجم على ذاكرتي كل هذه المحطات أتيقن كم كنت أحمق، فما يسود الآن لم يكن يحتاج كل هذا الجهد والذائقة المهيمنة والسائدة لم تكن تستحق كل هذا العناء، كم سفحنا من العمر هباءً لأننا لم نحسن قراءة الآتي، تباً لزمن كهذا هزم أحلامنا، تباً لزمن يسود فيه فن كهذا ويُحتفى به بل يوماً بعد يوم يكثرُ مريدوه والمهللون له، لا أمل.
قد يهمــــك أيضــــا: "كان السينمائي" يطلق مبادرات لجذب العائلات وقاعات للأطفال
أيمن زيدان يرد على شائعات وفاته ويوجه رسالة غاضبة
أرسل تعليقك