القدس المحتلة - فلسطين اليوم
تتواصل ردود الفعل حول الكشف عن مجموعة نشطة من سماسرة الأراضي في مدينة سخنين شمال فلسطين المحتلة، الذين يتلاعبون بمصائر الأزواج الشابة في ظل شح الأراضي وارتفاع ثمنها.
وتدور تفاصيل القضية "سماسرة الأراضي" في مدينة سخنين، حول الكشف عن مجموعة سماسرة ومقاولين يشترون القسائم من دائرة أراضي "إسرائيل" ومكاتب الإسكان بأسعار رخيصة جدا ويتم بيعها للأزواج الشابة ومستحقي هذه القسائم في سخنين مقابل مبالغ كبيرة، ما سبب جدلا واسعا في المدينة.
وعقدت اللجنة الشعبية في المدينة لقاءات طارئة مع البلدية في سبيل إنهاء هذه الظاهرة الخطيرة، كانت آخرها الاثنين الماضي، حيث اجتمعت اللجنة على اختلاف مركباتها السياسية وبحضور رئيس البلدية مازن غنايم والمدير العام للبلدية قاسم أبو ريا وعدد من النواب العرب.
وخرجت اللجنة الشعبية بالتعاون مع البلدية باتفاق حول آليات مكافحة الظاهرة، واتفق على تكثيف الجلسات التي تعنى في هذه القضية، وقررت عقد مؤتمر صحافي لاطلاع المواطنين على حقيقة القضية وتحذيرهم من التعامل مع السماسرة، مطالبة برد شعبي ووقفة ضد التلاعب بمصائر الناس.
وتقرَّر أيضًا الضغط على وزارة "الإسكان" ودائرة أراضي "إسرائيل" لتسويق القسائم مباشرة للمستحقين لمنع تلاعب السماسرة وتربحهم الفاحش وغير المشروع، كما أكدت اللجنة الشعبية أنها ستعمل بما يمليه عليها واجبها الإنساني والوطني وبكل الطرق الشعبية والقانونية، لمواجهة هذه المؤامرة الخطيرة.
وقال الشاب محمد أبو يونس (27 عامًا) من سخنين والمقبل على الزواج: "أستغرب كيف تسول لهؤلاء أنفسهم بالغش والتلاعب في مصير مئات الشباب الذين يقضون السنين الكثيرة في جمع المال لشراء أرض، إنها قضية مصيرية ويجب أن تحل بأسرع وقت وعلى البلدية واللجنة الشعبية وضع النقاط على الحروف وفضح هؤلاء المتآمرين على أهالي وشباب مدينة سخنين".
وذكر الشاب حسام أبو ريا (24): "لا يمكن للشباب شراء أرض بالسعر الذي يضعه هؤلاء السماسرة، فهم يشترون بسعر زهيد ويبيعوها بسعر عال جدا، يبدو أن حب المال والاستغلال سيد الموقف هنا ،يجب على الشارع قول كلمته وطرد هؤلاء الاستغلاليين ومحاسبتهم".
وتعقيبا على الموضوع، بين عضو اللجنة الشعبية في سخنين خالد غنايم أنه تمت السيطرة على بعض المتنفذين والمقاولين.
وأشار غنايم إلى أنَّ "البلدية قدمت عبر وزارة "الإسكان" للحصول على وحدات سكنية للأزواج الشابة بأسعار رخيصة جدًا وقدمت البلدية عددًا كبيرًا من القطع لبعض المقاولين من أجل
بيعها للشباب بسعر رخيص ومناسبة لكن المفاجأة أن المقاولين والمبادرين أعطوها لسماسرة كونوا جمعيات وهمية من أجل الحصول على هذه القطع بأسعار رخيصة وبيعها بسعر كبير".
وتابع: "هذه العملية صعبت على الشباب ولم تساعدهم فهؤلاء السماسرة استغلوا حاجة الناس في ظل شح الأراضي والضائقة السكنية وعدم توسيع مسطح البناء ورفعوا الأسعار بهذا الشكل المبالغ فيه الذي أدى إلى أزمة، وتحدث عنها الإعلام وعقد العديد من الاجتماعات في البلدية واللجنة الشعبية وقمنا باستيضاح الأمر من البلدية وتم وضع الموضوع على الطاولة وتوضيح الحقائق كي لا يظلم أي أحد".
وعن دور اللجنة الشعبية أردف: "اللجنة الشعبية تتابع الموضوع عن كثب لأنه موضوع مهم ونحن في اللجنة الشعبية نتوجه ونقول لهؤلاء السماسرة الذين استغلوا الناس أن هذا الأمر لا يجوز، لأنهم خانوا الأمانة في أن يوصلوا هذه الأرض لمستحقيها، ثم استغلوا حاجة الناس وهذا ظلم، وأعانوا على المنكر، كما نقول لهم أنه عليهم أن يردوا الأمانة إلى أهلها وأن يكفوا عن هذا الظلم، كما نوجه نصيحة لإخواننا في سخنين أن لا يتعاونوا مع هذه المجموعات المشبوهة".
أرسل تعليقك