أحدثت أنباء عن عزم الصين إبطاء حيازتها للسندات الحكومية الأمريكية هزة في أسواق المال العالمية اليوم ، في الوقت الذي تعتبر فيه بكين أكبر صاحبة احتياطيات من النقد الأجنبي في العالم، وأكبر حائز أجنبي للسندات الأمريكية ونقلت وكالة "بلومبرج" اليوم الأربعاء عن مصادر مطلعة قولها: إن مسؤولين صينيين يراجعون حيازات بلادهم من النقد الأجنبي قد أوصوا بإبطاء شراء سندات الخزانة الأمريكية أو وقفها.
ووفقا للتقرير فقد أفادت المصادر أن سوق السندات الحكومية الأمريكية أصبحت أقل جاذبية مقارنة مع أصول أخرى، مشيرين إلى التوترات التجارية مع الولايات المتحدة كمبرر لإبطاء مشتريات السندات وكانت عائدات سندات الخزانة الأمريكية قد ارتفعت في وقت سابق خلال التعاملات الأوروبية، حيث ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 2.593 في المائة، مسجلا أعلى مستوياته في عشرة أشهر.
وبحسب "رويترز"، فقد هبط الدولار 0.6 في المائة مقابل سلة من عملات، مسجلا أكبر انخفاض يومي خلال شهر، وسجلت العملة الأمريكية أكبر انخفاض يومي مقابل الين في نحو ثمانية أشهر وكان الدولار متراجعا قبل نشر التقرير مع تحرك البنك المركزي الياباني صوب خفض مشترياته من السندات الحكومية الطويلة الأجل في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو ما ألقى بظلاله على أسواق العملات.
وسجل الدولار أكبر خسارة له أمام الين، حيث تراجع بما يزيد عن 1.2 في المائة إلى 111.3 ين مسجلا أدنى مستوياته منذ أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، ومقابل سلة عملات، هبط الدولار 0.6 في المئة، مسجلا أكبر انخفاض له في شهر ويلقي ضعف الدولار الضوء على تأثر العملة الأمريكية بتحركات البنوك المركزية الأخرى لتطبيع سياساتها النقدية، وهو ما بدأ في 2017 وظل يضغط على الدولار في أول أسبوعين من العام الجديد.
كما انخفضت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية في بداية جلسة التداول اليوم متأثرة بالتوجه الصيني، وبدأ المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول ببورصة وول ستريت منخفضا 65.71 نقطة، أو ما يعادل 0.26 في المائة، إلى 25320.09 نقطة بينما هبط المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 8.51 نقطة، أو 0.31 في المائة إلى 2742.78 نقطة.
وتراجع المؤشر ناسداك المجمع 33.98 نقطة، أو0.47 في المائة، إلى 7129.60 نقطة، وكانت المؤشرات الثلاثة قد سجلت أثناء تعاملات الثلاثاء أعلى مستوياتها على الإطلاق، مسجلة مستويات إغلاق قياسية مرتفعة.
من جهة أخرى، تعرضت الأسهم الأوروبية لضغوط مع هبوط معظم القطاعات باستثناء أسهم القطاع المالي في ظل تنامي المخاوف بشأن اتجاه سوق السندات بعد أن تجاوز سعر السندات الأمريكية التي أجلها عشر سنوات 2.55 بالمئة للمرة الأولى منذ آذار (مارس) 2017 وهبط المؤشر ستوكس 600 لأسهم الشركات الأوروبية 0.3 في المائة حيث تراجعت جميع البورصات الكبرى، وسجل العائد على السندات الألمانية التي أجلها عشر سنوات أعلى مستوياتها منذ اجتماع البنك المركزي الأوروبي في تشرين الأول (أكتوبر) عندما أعلن صناع السياسات للمرة الأولى تمديد برنامج شراء السندات.
وحقققت أسهم البنوك مكاسب حيث من شأن ارتفاع أسعار الفائدة تحقيق المزيد من العائد والأرباح للبنوك، وارتفع سهم رويال بنك أوف سكوتلاند (آر.بي.إس) 2.5 في المائة، بينما زاد سهم "دويتشه بنك" 2 في المائة و"إتش.إس.بي.سي" 1.5 في المائة، كما ربحت أسهم قطاع الطاقة نقاطا قليلة على المؤشر مع بقاء الأسعار مرتفعة بفضل خفض الإنتاج وهبوط المخزونات الأمريكية.
إلى ذلك، قفز سعر الذهب إلى أعلى مستوى في نحو أربعة أشهر اليوم مع هبوط الدولار إلى أدنى مستوى في ستة أسابيع مقابل العملة اليابانية وانخفاضه أمام اليورو مما جعل الأصول المقومة بالعملة الأمريكية ترتفع وبدد أثر ارتفاع عوائد السندات وتسبب الإجراء الذي اتخذه بنك اليابان في ارتفاع العائد على السندات في أنحاء العالم، وهو بوجه عام عامل سلبي للذهب حيث يزيد تكلفة الفرصة البديلة الضائعة على حائزي المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا، بيد أن انخفاض الدولار فاق في أثره ذلك العامل.
وكان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.9 في المائة إلى 1324.40 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوى منذ 15 أيلول (سبتمبر) عند 1326.56 دولار للأوقية وارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم شباط (فبراير) بمقدار 11.50 دولار للأوقية إلى 1325.20 دولار للأوقية.
وسجلت عوائد السندات الحكومية الرئيسية أعلى المستويات في عدة أشهر مع إعادة تقييم المستثمرين لاحتمال استمرار سياسات التيسير النقدي من قبل أكبر البنوك المركزية في العالم بعد تحرك بنك اليابان وانخفض البلاديوم 0.1 في المائة إلى 1098.50 دولار للأوقية بعد أن سجل الثلاثاء مستوى قياسيا عند 1111.40 دولار، فيما ارتفعت الفضة 1.2 في المائة إلى 17.16 دولار للأوقية بينما زاد البلاتين 0.1 في المائة إلى 965.90 دولار للأوقية.
أرسل تعليقك