أجمع عدد من المختصين في الشأن العقاري على أن الاهتمام الكويتي بالعقار المصري عاد بنسبة كبيرة خصوصا خلال الاشهر الستة الماضية بعد انتخاب رئيس جديد لمصر واستقرار الاوضاع نسبيا.
واكد عدد من قيادي الشركات العقارية المشاركة في معرض العقار المصري (عمار يا مصر) الذي افتتح أمس ويستمر حتى السبت المقبل في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان شراء العقارات المصرية عاد بقوة وهي في زيادة مستمرة.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة الاساليب المتطورة للتنمية العقارية (امكو) فؤاد العلي ان العقار المصري شهد حالة من الركود وشبه التوقف بالتزامن مع ثورة يناير 2011 لكنه عاد بقوة وخصوصا خلال الاشهر الماضية.
وتوقع العلي ان تكون الفترة القادمة افضل حالا مما كانت عليه قبل ثورة يناير نظرا للفرص الواعدة في مصر وكون العقار المصري يتمتع بسمعة طيبة شابتها بعض الاضطرابات لكنها ما لبثت ان عادت بعد انتخاب الرئيس الجديد واستقرار الاوضاع الامنية الى حد بعيد.
واوضح انه بعض الكويتيين باعوا عقاراتهم في مصر مع انطلاق ثورة يناير تخوفا من الاضطرابات لكن هؤلاء ندموا على هذا القرار وبدأوا في الشراء من جديد مشيرا الى ان الاسعار في زيادة مستمرة ومن يشتري اليوم افضل من الذي يشتري غدا.
واضاف العلي وهو مستثمر كويتي يعمل في مصر ان شركته تمتلك مشروعين في مصر هما (مون سيتي) و(مشروع ريماس) مشيرا الى ان الشركة لديها مشروع جديد سيبدأ العمل به اول العام المقبل بمساحة 160 الف متر على طريق الاسماعيلية وبكلفة تقدر بنحو مليار جنيه مصري.
من جهتها قالت المديرة التنفيذية والإدارية في شركة الاساليب المتطورة نسرين مدحت ان الاقبال على العقار المصري عاد من جديد بعد ان اتضحت الرؤية لاسيما من الكويتيين الذين يدركون مدى ربحية الاستثمار في هذا النوع من العقار.
وأشارت مدحت الى ان الاسعار سترتفع كثيرا خلال العام المقبل خصوصا بعدما طرحت الدولة المصرية عدة مشروعات بأسعار مرتفعة وهو ما جعل المشروعات الخاصة تتمتع بتنافسية عالية خصوصا مع الشركات التي اثبتت انها محل ثقة وأمانة.
وأوضحت ان شركتها برأس مال كويتي في الاساس وتمتلك عدة مشروعات كما تقوم بتسويق اخرى لافتة الى ان الاقبال على العقار يعود لانتعاشته السابقة بعد اطمئنان المشترين الى الاوضاع الى حد بعيد.
من ناحيته ذكر رئيس مجلس ادارة شركة انفست للتنمية العقارية المهندس يونس عطية ان الاقبال على العقار المصري في الوقت الحالي جيد متوقعا زيادته خلال الفترة المقبلة خصوصا بعد طرح مشروعات الحكومة المصرية مرتفعة الثمن والتي ستمنح المشروعات الخاصة مميزات كثيرة بالنسبة للأسعار.
وبين عطية ان اقبال الكويتيين على العقار بسيط حيث انهم ينتظرون الاستقرار التام للأوضاع وإن كان الاقبال زاد قليلا خلال الفترة الحالية لكنه ليس بالقوة السابقة وتصل نسبته في الوقت الحالي نحو 70 في المئة مقارنة بالسابق.
واشار الى ان من انسحب من السوق بعد الثورة المصرية خسر كثيرا في حين أن من استمروا حققوا ارباحا كبيرة جدا لقلة المعروض أو ثباته على الاقل وهو ما منح الفرصة لمن غامر أن يحصد ثمن مغامرته ويربح الكثير.
ولفت الى ان الكويتيين وكل المستثمرين يضعون في اعتبارهم الامن والاستقرار مشيرا الى ان ذلك دفعهم للشراء في الاماكن البعيدة عن الاحداث وخصوصا في منطقة البحر الاحمر مبينا ان الشركة لديها مشروع كبير هناك هو (مارينا سيتي) في (بورت غالب) ب(مرسى علم) و"نتوقع زيادة الشراء في الفترة المقبلة".
وعلى صعيد متصل قال مدير شركة (آي سي جروب) محمد شريف ان الاقبال على العقار المصري توقف بعد ثورة يناير ولم يعد الا منذ عام تقريبا موضحا أن الاسعار بدأت ترتفع بشكل كبير وبنسبة زيادة تبلغ نحو 30 في المئة خلال الاشهر الستة الماضية فقط.
واوضح شريف ان المواطن الكويتي لديه شروط خاصة للشراء ابرزها الاستلام الفوري للعقار وذلك بعد أن تلاعبت بعض الشركات التي ابعدت من السوق وتأخرت في تسليم العقارات في مواعيدها مما اعطى انطباعا سلبيا لدى البعض كما ان الكويتي يرغب غالبا بشراء عقار في القاهرة او الاماكن السياحية.
وذكر ان شركته لديها مشروع (سمارت لايف) ويتم فيه التسليم الفوري وجميع الوحدات ذات تشطيب كامل موضحا أن الاسعار تتناسب مع متوسطي الدخل سواء من الكويتيين او المصريين.
أما مدير التسويق في شركة ديار للتعمير محمد عبدالرزاق فقال ان الاقبال في الفترة الاخيرة "أكثر من ممتاز" مشيرا الى ان السبب الرئيس لذلك هو عودة الاستقرار النسبي للأوضاع السياسية المصرية وعودة الامن بشكل كبير.
وأشار عبدالرزاق الى ان نسبة الاقبال حاليا تقل عن فترة ما قبل ثورة يناير بنحو 30 في المئة متوقعا ان تعود بالكامل مع بداية العام الجديد وعودة المشترين الراغبين في الحصول على سكن والاطمئنان للأوضاع في مصر.
وأضاف أنه لاحظ اقبال الكويتيين على شراء العقار في هذا المعرض والمعرض السابق الذي اقيم في ابريل الماضي مشيرا الى ان الكويتيين يفضلون العقارات وسط القاهرة وفي الاماكن السياحية "ولدينا مشروعات في الساحل الشمالي والمعادي وهوليوبلس الجديدة".
بدوره قال المواطن الكويتي المتقاعد أنور عبدالله وهو أحد زوار المعرض انه ينوي شراء عقار جديد في مصر موضحا أنه يلمس حالة الاستقرار وأهمية العقار المصري كونه يزور مصر 3 - 4 مرات سنويا.
ولفت عبدالله الى تخوف بعض الكويتيين من الشراء في مصر حتى الآن مؤكدا أن من لا يزور مصر لا يعرف حقيقة الاوضاع وأنه يلمس بنفسه الاستقرار الذي يحاول البعض أن يتحدث عنه بغير الحقيقة وبخاصة في بعض وسائل الاعلام.
وأشار الى انه يشترط بعض الشروط في العقار الذي ينوي امتلاكه ومنها أن يكون منفصلا داخل (كمبوند) حتى لا يعاني بسبب الجيران داعيا الى تسهيل اجراءات تسجيل العقار في مصر.
وأوضح انه يستأجر سكنا دائما في مصر منذ سنوات لكنه يريد التملك وهو أفضل كثيرا مؤكدا ان "العقار لا يخسر وخصوصا في مصر وإن كانت الاسعار مرتفعة".
أرسل تعليقك