غزة - فلسطين اليوم
تكبد مزارعو الخضروات في قطاع غزة، خاصة البندورة والخيار خسائر فادحة، بعد حدوث انخفاض حاد على الأسعار منذ بداية شهر رمضان، وصل ذروته خلال الأيام الماضية.
فقد تدنى ثمن كيلو البندورة عن شيكل واحد، في حين انخفض سعر كيلو الخيار إلى سعر مقارب، مع تزايد العرض بأضعاف على الطلب، وهذا أدى إلى تراجع المشتريات، وفساد الخضروات على بسطات الباعة والتجار.
خسائر كبيرة
المزارع أحمد ماضي وضع كمية كبيرة من البندورة على عربة كارو، وراح يجوب شوارع مدينة رفح محاولاً بيعها، إذ كان يبيع الصندوق الذي يحوى ثمانية كيلوغرام مقابل خمسة شيكل فقط.
وأكد ماضي أنه زرع أرضه بالبندورة ووقت نضجها في شهر رمضان، معتقداً حدوث زيادة في الطلب وربما تصديراً للخارج، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن حسب وصفه، وانخفضت الأسعار بشكل غير متوقع، حتى باتت المبيعات لا تغطي أجرة جمع المحصول.
وأوضح أنه يحاول تقليل خسائره قدر الإمكان، لذلك يقوم بجمع المحصول بنفسه، أو بمساعدة أفراد عائلته، ويبيع جزءاً للتجار، والجزء الآخر يتجول به عبر عربة الكارو محاولاً تصريفه.
وبين ماضي أن هذه الخسارة هي الثانية التي يتعرض لها في غضون أشهر معدودة، ففي أول مرة زرع الأرض خياراً وتكبد خسائر كبيرة بسبب انخفاض الأسعار، وحاول مرة أخرى حتى يتمكن من التعويض وسداد الديون المتراكمة عليه، لكنه مُني بخسارة أكبر من الأولى.
ونوه إلى أن العمل الزراعي في قطاع غزة غير مستقر، ولا يؤمن للمزارع حتى تعويض خسائره، لذلك ثمة مطالبات مستمرة بوضع خطة زراعية، يتم خلالها إرشاد المزارعين، وتحديد المساحات التي تزرع من كل صنف، حتى لا يفيض الإنتاج عن حاجة السوق، ولا يتعرض المزارعون للخسائر، وفي نفس الوقت يحصل المواطن على الخضروات بأسعار معقولة.
انخفاض وكساد
فيما أكد باعة في الأسواق أن طول فترة انخفاض أسعار الخضروات ووصول كميات كبيرة منها يومياً أدى إلى تراجع حاد في الطلب، حتى أن ثمة كميات كبيرة منها تفسد على بسطات الباعة.
وأكد البائع محمود الملاحي، أن الانخفاض المتواصل على الأسعار تعدى البندورة والخيار، ووصل إلى الكوسا، والبصل، والبطاطا، وغيرها من الأنواع، وكافة المزارعين يشتكون بسبب ذلك.
وأوضح الملاحي أن الكثير من المزارعين تركوا أراضيهم، وتوقفوا عن ريها ومتابعتها في محاولة لوقف الخسائر، بينما بات آخرون يعملون فيها دون الاستعانة بعمال، بينما تأثر الباعة في الأسواق، بسبب انخفاض السعر، فهامش الربح بات محدود جداً، والكميات المباعة قليلة، بسبب شراء المواطنين كميات كبيرة من الباعة المتجولين، وتشبعهم، وبالتالي باتوا لا يشترون من الأسواق.
وتوقع أن يستمر انخفاض الأسعار حتى ما بعد شهر رمضان، والخسائر التي لحقت بالمزارعين ستجعل معظمهم يتوقفون عن الزراعة، وهذا سيؤدي إلى موجة غلاء قادمة قد تستمر عدة أشهر، ناصحاً المواطنين بتخزين البندورة على شكل معجون في الثلاجات، لاستخدامها في حال حدث الغلاء المتوقع.
أرسل تعليقك