رام الله - فلسطين اليوم
من البديهي أن مطالبة شركة ما المستهلكين بالتحول عن منتجها الأساسي، لا يعد من الاستراتيجيات الفعالة لنمو أعمالها وازدهارها، إلا أن هذا ما تقوم به شركة فيليب موريس إنترناشونال ؛ فقد أعلنت شركة فيليب موريس إنترناشونال عام 2016 عن رؤيتها الجديدة للوصول إلى عالم خالٍ من التدخين، حيث تقوم الشركة تدريجياً بتحويل أعمالها نحو تصنيع منتجات خالية من الدخان، من المحتمل أن تكون أقل ضرراً من السجائر التقليدية.
ولكي تتمكن شركة فيليب موريس من الوصول إلى هذا الهدف، فقد قامت بإجراء تعديلات جوهرية على نموذج أعمالها من أجل تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة.
هذا وقد قام أكثر من 5 ملايين مدخّن بالغ حول العالم بالتحول لاستخدام منتج "IQOS"، والذي يعد بدوره منتج شركة فيليب موريس الرئيسي الخالي من الدخان، في الوقت الذي أقلعوا فيه بالكامل عن تدخين السجائر التقليدية ومع الاستثمارات الكبيرة التي يتم ضخها في البدائل المحتمل أن تكون أقل ضرراً من السجائر التقليدية إلى جانب تحول أكثر من 10 آلاف شخص يومياً لاستخدام هذا المنتج، فإن فكرة الوصول إلى مستقبل خالٍ من الدخان تبدو واعدة ومبشّرة.
وبعد مرور عامين على إطلاق المنتج في بعض الأسواق العالمية، يمثل "IQOS" ما نسبته 4.4% من إجمالي حجم منتجات شركة فيليب موريس التي يتمّ شحنها للأسواق، كما يساهم في تحقيق ما يقارب 13% من صافي إيرادات الشركة دون احتساب الضرائب غير المباشرة، الأمر الذي يعكس مدى جهود الشركة وفعالية خططها لتحويل أكبر عدد ممكن من المدخنين البالغين إلى استخدام هذه المنتجات. وتواصل شركة فيليب موريس إنترناشونال الاستثمار في الأبحاث المكثفة القائمة على التطوير للخروج بالمنتجات الخالية من الدخان، مخصصةً ما نسبته 39% من إنفاقاتها التجارية على مستوى العالم وما نسبته 74% من إجمالي مصروفات البحوث والتطوير لتحقيق هذه الغاية.
وبالرغم من المسؤوليات التي تؤديها فيليب موريس للوصول إلى هذا التغيير، إلا أن المسألة تبقى بحاجة لتضافر الجهود التي يجب أن يشترك فيها الجميع حتى المستهلكين المدخنين البالغين، ومجتمع الصحة العامة، إلى جانب السلطات التنفيذية والمشرّعين، من خلال احتضان هذا التحول لضمان استدامته ونجاحه.
وبهذا الخصوص، قال المدير التنفيذي لشركة فيليب موريس إنترناشونال أندريه كالانتزوبولوس" لا نستطيع الوصول إلى مستقبل خالٍ من الدخان بالعمل لوحدنا، فهناك العديد من العوامل التي ستمكّننا من ذلك، والتي يعد بعضها خارج عن سيطرتنا المباشرة كدعم السلطات التنفيذية وسلطات الصحة العامة، والتي ستؤثر على سرعة وحجم تحويل المدخنين البالغين عن منتجات التبغ التقليديّة. نحن ملتزمون بمواصلة ريادتنا لتحويل هذه الصناعة، وندعو جميع الجهات المختصّة للعمل معاً للوصول إلى مستقبل خال من الدخان".
هذا وتُعد اليابان من أوائل الأسواق الرئيسية لمنتج "IQOS" حيث تحول ما نسبته 70% من المدخنين البالغين الذين جربوا أجهزة تسخين التبغ بدلاً من حرقه هناك إلى استخدامه بشكلٍ كامل.
ويقدم منتج "IQOS" في دولة تبلغ نسبة عدد الرجال البالغين المدخنين فيها أكثر من الثلث، بديلاً مُرضياً للأشخاص الذين لا يرغبون بالإقلاع عن التدخين. وبفضل الانتشار الواسع للمنتجات الخالية من الدخان فيها إلى جانب تقبل المدخنين البالغين المتزايد لاستخدام هذه البدائل بدلاً عن تدخين السجائر التقليدية، فإنه من المتوقع أن تصبح اليابان أول دولة خالية من الدخان في المستقل القريب، بحسب ما صرّح به المدير التنفيذي لشركة فيليب موريس خلال مقابلة على شبكة CBS التلفزيونيّة.
وبعد إطلاق المنتج تجارياً في كل من اليابان وإيطاليا عام 2014، أصبح المنتج متوافر في 38 سوقاً حول العالم، مع خطط فعالة لإطلاق المنتج حول العالم.
إن الوصول إلى مستقبل خالٍ من الدخان وتحويل واحدة من أقدم الصناعات وأكثرها رسوخاً لن يكون سهلاً، فهو بحاجة إلى سنوات من العمل الجاد والالتزام لتحقيق ذلك. ومع ذلك، فإن شركة فيليب موريس إنترناشونال عازمة على تجسيد رؤيتها إلى حقيقة واقعة.
أرسل تعليقك