رام الله - فلسطين اليوم
بعد العدوان الاخير على غزة، قام برنامج تطوير الاسواق الفلسطينية بدراسة تحليلية طارئة لقدرة مزودي مياه الري على تلبية الطلب الحالي والمستقبلي للمياه، وأهم المعيقات التي يواجهها المزودون الحاليون لتلبية الطلب المتزايد على المياه، ولأي مدى يسهم سوق مياه الري في انعاش معدل الانتاج الزراعي لإعادته إلى مستوى الانتاج لما قبل الحرب.
وخلصت الدراسة الى ان نظام سوق مياه الري هو من اهم انظمة السوق لسكان المنطقة، حيث إن الغالبية العظمى من الآبار الزراعية تم تدميرها كليا أو جزئيا، كما أن معظم سكان المنطقة (وهم من المزارعين) قد تعرضوا لدمار كبير في ممتلكاتهم وأراضيهم، ما حد من قدرة عدد كبير من المزارعين على العودة إلى العمل والانتاج لما قبل الحرب أو قاموا بالاعتماد على نمط زراعي مختلف مثل الزراعات البعلية للتكيف مع النقص الشديد في المياه في المنطقة.
وقام البرنامج بالتواصل والتنسيق مع عدد من الجهات الدولية والمانحين العاملين في القطاع لضمان دعم المزارعين المتضررين وتزويدهم بالمدخلات الزراعية اللازمة لاستصلاح أراضيهم الزراعية والعودة للانتاج الزراعي كما كان قبل الحرب، بما يضمن تكامل الأدوار مع تدخلات البرنامج المباشرة في المنطقة.
ووقع برنامج تطوير الاسواق الفلسطيني اتفاقية تعاون وشراكة مع مؤسسة بيادر للبيئة والتنمية لتأهيل 4 آبار زراعية متضررة في منطقتي الزنة والسريج، منهما اثنتان دمار كلي واثنتان دمار جزئي، مع تمديد شبكات خطوط ناقلة تصل الآبار التي تم تأهيلها بأراضي المزارعين بواقع 3500 متر حيث سيضمن تأهيل هذه الآبار توفير مصدر مياه فعال لما لا يقل عن 280 مزارعا في المنطقتين.
يذكر أن هذه الاتفاقية تأتي كأحد مخرجات الدراسة التحليلية الطارئة التي قام بها البرنامح بعد نهاية الحرب على غزة.
ويذكر أن عددا من المانحين ابدوا استعدادهم للتدخل في منطقتي الزنة وسريج، ومنهم Christian Aid بالتعاون مع الاغاثة الزراعية الفلسطينية بتأهيل 300 دونم أراضي مفتوحة بواقع 150 دونما في موقع الزنة و150 دونما في السريج، من خلال مشروع انعاش سبل العيش والأمن الغذائي لمزارعين مهمشين في شرق خان يونس (الزنة والسريج) على أن تكون الفئة المستهدفة في المشروع من المزارعين الذين تمت خدمتهم بتأهيل آبارهم المدمرة ومد الخطوط الناقلة لهم.
اما المساعدات النرويجية (NPA) فستقوم باستصلاح أراضٍ زراعية في المنطقتين بحيث ستوفر لهم شبكات ري وأشتال وبذور لمساعدتهم في العودة للانتاج الزراعي.
من جهتها ستقوم Mercy Corps وبالشراكة مع IOCC بحفر وتجهيز برك زراعية بسعة 100 كوب لمزارعين لضمان تخزين المياه واستخدامها في ري المحاصيل، كما يمكن استخدامها في تجميع مياه الأمطار في فصل الشتاء.
من المتوقع بعد نهاية التدخلات أن يتمكن ما لايقل عن 280 مزارعا من العودة للانتاج الزراعي لمستوى ما قبل الحرب ما سيضاعف مبيعاتهم الشهرية وسيوفر لهم ولعائلاتهم دخلاً أفضل بعد أن فقدوه بعد الحرب، كما سيتم توفير فرص عمل مؤقتة لما لا يقل عن 300 عامل عاطل عن العمل في استصلاح الأراضي وعمليات الحصاد.
أرسل تعليقك