الجزائر ـ واج
عرضت مساء السبت، مسرحية "في انتظار المحاكمة" للمخرج حميد قوري، على ركح محي الدين بشطارزي، ضمن منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته التاسعة المتواصلة إلى غاية 8 سبتمبر، حيث صدمت المتلقي برمزيتها العالية.
وتطرح مسرحية "في انتظار المحاكمة" التي تمثل المسرح الجهوي لعنابة في 70 دقيقة إشكالية البحث عن مجتمع تسوده العدالة وربما مفاهيم أخرى كالحب والحلم وقبول الآخر من أجل حياة جماعية.
وتدور أحداث المسرحية ضمن صراع بين الأفراد على مجتمع غرائبي في فضاء متخيل، حيث يتدافع الجميع من أجل فرض الذات وتجاوز الآخرين ما يشير الى أنانية وعنف مضمرين لدى الجميع وهم ينتظرون حضور القاضي.
ومثلت العدالة امرأة ترقص فوق جسم معدني (آلة الغسيل) وهي حسب المخرج حميد قوري "امرأة عمياء" ما يعني استحالة تحقق العدالة في مجتمع ينتظر المحاكمة، ما يدفع الأبطال إلى التساؤل عن موعد المحاكمة في كل مرة.
ويبدو وكأن الجميع يتصارعون من منطلق نظرتهم لبعضهم بعض، فيبحث كل واحد عن "الوحش" الذي يجب أن يقدم للمحاكمة والذي تلتصق به كل التهم الممكنة وغير الممكنة، ويتفق المتصارعون على تعليق التهمة بأحدهم.
ولم يستطع الكثير من الجمهور فهم مؤدى المسرحية، وهو ما أعاده المخرج إلى خياره الذي "لم يمض في حكاية ومسار واحد" واختار التنقل عبر حالات تترجم رؤيته للبحث عن العدالة.
واعتقد كاتب النص محمد بورحلة أنه "ليس من الضروري في المسرح الحديث أن تكون هناك حكاية وحبكة"، ودافع عن خياراته وعن أداء الممثلين الذي "ارتقوا بالنص" حسبه.
وقدم حميد قوري عمل "في انتظار المحاكمة" المليء بالحركة والجنون ضمن أسلوب عبثي رمزي عسير على المتلقين، مركزا على الحوارات العبثية والساخرة وعلى رمزية عالية.
واعتمدت المسرحية سينوغرافيا غنية وعصية على الجمهور، على غرار آلة الغسيل الضخمة التي ترمز لاتساخ دواخل الإنسان والثياب الممزقة التي ترمز للدواخل الممزقة لكنها لم تتح للكثير من الجمهور فك رموزها.
ويعتبر محمد بورحلة أبرز ممثلي النص الجزائري ضمن المهرجان، حيث يقدم إضافة لمسرحية "في انتظار المحاكمة" مسرحية "ليلة غضب الآلهة" من بين عشرة نصوص جزائرية على خلاف الدورات السابقة التي اكتفت بالاقتباس.
يذكر أن 17 عملا يتنافس على جوائز المهرجان بالإضافة ل 9 عروض خارج المنافسة وعرض ضيف لمسرح الطليعة لمصري.
أرسل تعليقك