جنين / زينب حمارشة
اختتم مسرح الحرية سلسلة عروضه لمسرحية ( سلطة/سم)، على خشبة سينما جنين.
جاء العرض من إخراج الفنان الفلسطيني نبيل الراعي، ليحكي عن موضوع الخوف والهجر الشائع بين جميع الأطفال والتركيز على علاقات الانفصال والانشقاق في عالم غير مضمون يسوده الغموض والمشاكل، كما هو الحال في فلسطين.
وتتناول المسرحية موضوع الخوف من الهجر الشائع بين جميع الأطفال، ويتفاهم هذا الخوف في فلسطين من الاعتقال التعسفي أو القتل الذي فصل الأطفال عن الوالدين، وتسليط الضوء على علاقات الأخوة لاسيما الأطفال منهم وتتحدث عن مفهوم القوة والسيطرة والسلطة عندما يُساء استخدامها وفهمها، وعندما يؤثر سلوك الكبار على حياة الأطفال.
ويؤدي علاء ومعتز وميلاد أدوار ثلاثة وهم الأخوة الصغار الذين تركهم والدهم لوحدهم في المنزل، ومع مرور الوقت بدأوا بالتساؤل عما إذا كان سيعود والدهم، وماذا بإمكانهم أن يفعلوا لوحدهم، ويواجه الأخوة مشاكل حول اختيار المسؤول منهم بعد غياب والدهم وأسئلة أخرى محيرة تهدد استقرارهم.
فيتحرك الأخوة تحرك مبعثر ويرسلون خيالهم إلى أماكن بعيدة لتحليل رسالة والدهم بعد أن تركهم قائلًا فيها بأنَّه سيعود قريبًا، وبانتظار عودته يتنازعون، يتخاصمون، يتشاجرون، يضحكون ويلهون، والشخصيات الثلاثة المختلفة.
يبلغ أكبرهم 17 عامًا ويسعى ليجد هدفًا لحياته، والأوسط صاحب الـ 14 عامًا ويعاني من انفصام في الشخصية دفعه لتقليد الواقع وحمل سلاح دون مبرر، أما الأخير في العاشرة من عمره يحب القراءة ويحث الآخرين للمطالعة.
ويبرز الصراع بين الأخوة أثناء نقاشهم حول مفهوم المسؤولية وماهيتها في حوار يمتاز بحرية الاختيار بينهم بعيدًا عن واقع لا خيار فيه سوا الألم والعشوائية، وذلك في رسالة لضرورة تثقيف الأطفال إلى طرق أفضل في التفكير والعمل بتوجيه من الأهل.
وحملت المسرحية عنوان (سلطة/سم) لأن السلطة هي القوة، والقوة قد تسمم عقول الناس أحيانًا، وهي فرصة للإنخراط المباشر مع الأطفال، ليتم إعطاؤهم مساحة للتفكير وتبادل الأفكار في بيئة آمنة، من خلال معالجة قضايا الخوف من الهجر والفراق، لاسيما في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من بطش الاحتلال وجرائمه المتواصلة من قتل واعتقالات تعسفية.
وأضاف مخرج المسرحية نبيل الراعي، أنَّ هذا العمل يهتم بمفاهيم السلطة والتحكم والقمع التي تستغل باختلاف طابعها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتردية لتمارس القمع بمختلف أشكاله.
وأشار الراعي إلىّ ضرورة خلق نماذج إيجابية بدل النموذج التقليدي السيء للسلطات التي تحد من حرية الرأي والتعبير.
وأوضح المخرج، أنَّ الفنون المسرحية والفنون بشكل عام هى أدوات همهمة تعكس ديناميكيات حياتنا تحت الاحتلال، وتعطي الفرصة للتعامل معها بطريقة صحية، يتم من خلالها توضيح أن الطفل الفلسطيني يحرم من طفولة سعيدة كغيره من أطفال العالم.
أرسل تعليقك