القاهرة - فلسطين اليوم
تطرح الكاتبة الصحافية هبة عبدالعزيز، دستورًا للعشق في معرض القاهرة الدولي للكتاب، للاستفتاء عليه من قبل أفراد دولة الحب الحديثة من خلال كتاب يحمل عنوان "دستور العشق" صدر مؤخرا عن دار مقام للنشر، ويحمل الدستور 7 مواد دستورية عشقية ينبثق منها 27 قانونا فضلا عن 38 قاعدة عشقية.
وقالت الكاتبة: نحن – الآن – نكتب دستورًا يستكمل بناء دولة الحب الحديثة، حكومتها عشقية
نكتب دستورًا نغلق به الباب أمام أى فساد في المشاعر وأى استبداد في العلاقات، ونعالج فيه جراح الماضى من زمن الحب الأفلاطوني القديم، وحتى ضحايا زواج الصالونات والمشاعر الإلكترونية الزائفة أو الآنية في زمننا هذا، ونرفع الظلم عن قلوبا أعياها الهوى وأناسا أصابها الجفاف العاطفي.
نكتب دستورًا يؤكد أن مبادئ الفطرة الإنسانية والتكوين الإلهي هما المصدر الرئيسى لتشريعات العشق، وأن المرجع في تفسيرها هو ما تضمنه مجموع أحكام المحكمة القلبية العليا في ذلك الشأن.
نكتب دستورًا يفتح أمامنا طريق المستقبل، ويتسق مع مشاعر الإنسان وأحاسيسه العاطفية.
نكتب دستورًا يصون حرياتنا، ويحمى القلب من كل ما يهددهُ أو يهدد أحلامنا الرومانسية .
نكتب دستورًا يحقق المساواة بيننا ( آدم وحواء ) فى الحقوق والواجبات دون أى تمييز على اعتبار أنهما إنسان يحمل نفس القلب ويضمر مجموعة من المؤثرات والمثيرات والمستقبلات العصبية والحسية.
نحن النساء والرجال، نحن الشعب الإنساني، السيد فى كوكب الأرض، هذه إرادتنا، وهذا دستور ثورتنا ضد استبداد القلب وتحطيم الوجد.
وأضافت هبة: سنغزو الدنيا بنسمات العشق حتى تستنشقها كل القلوب عمدا بأمر الحب.. نناجي الكون بربوعه ندلل شجونه ونهذب غدره.. فلن ينتصر الزمان علينا بمكره، بل ستنطلق خيولي كالرماح ولن يكبح جماحها أحد قط فمن يلجم العشق أو يوقف موج البحر، مهما ضاقت بي غرفي الوثيرة وكل ثيابي الثمينة وسئمت كل عطوري الشهيرة فلن اتحرر من قيود العشق وسأبقى خلف نوافذي أرفع رأسي صوب السماء لأقيم كل طقوس العبادات من ترانيم.. تسابيح.. صلاة.. ودعاء.
وكأن جوادك الأبيض سوف ينشق من رحم السحاب حين تتصدع الغيمات من فرط المناجاة يوما ما، فقد يليق بك الانتظار حاملا أسفار الغرام.. وسأمضي على الدرب عاشقة.
وجاءت ديباجة الدستور على النحو التالي: منذ بدء الخليقة تجلى الحب السماوي بين آدم وحواء حول تلك التفاحة التى نقلتهما الى الأرض سويا كبداية لرحلة البحث عن الآخر أو عن نصف التفاحة المفقود، وربما كان لقائها على جبل عرفة باعثا للأمل في نفوس المحبين بأنه قد يلتقي الشتيتين بعد أن يظن كل الظن بأنه لا تلاقي.
هذا هو القلب وطن نعيش به ويعيش فينا،وفى العصر الحديث، استنارت العقول تكنولوجيا، وبلغت الإنسانية رُشدها الرقمي، وتحجرت القلوب، وجفت ينابيع المشاعر بعدما تصدرت المشهد الوسائل الإتصالية الحديثة مجرد رسالة أو محادثة أو صور تعبيرية، ولم يكن يعلم مطوري التكنولوجيا الإتصالية أن هذه الوسائل الحديثة سوف تخنق الحب بخيطان الشبكة العنكبوتية ليس فقط، بل ستفتح أبوابا جديدة للتحرش بطرق أكثر بساطة ودون رقابة لقد تبلد الحس وتجمدت المشاعر وتحجرت الأحاسيس حتى صارت الأنامل فقط هي المسئول الأول عن التواصل والتفاعل دون سيطرة من العقل أو تحكم من القلب !
وهذه الأجواء الجافة الباهتة تزج بنا أحيانا للماضي وصندوق الذكريات لننهل من عبقها ما يعيد شحن أرواحنا.. فتجد نفسك متلبسا وأنت تسمع الست فيروز مع نسمات الصبح وساعة العصاري تبحث عن صوت كوكب الشرق وربما أحببت أن تدندن مع العندليب وقت المساء، وسوف تغمرك الغبطة ويصافحك الحظ لو وقعت عيناك على مشاهد رومانسية من خلال أفلام زمان الأبيض وأسود تاركا ما يشغلك لتسقط على أريكتك أمام التلفاز تحيطك تنهدات مصدرها القلب إذا بعينيك تنثران نجومهما.. وتلك الأعراض تتكون مع إفراز هرمونات السعادة (السيروتونين والدوبامين).
أرسل تعليقك