غزة – حنان شبات
تعدَّدت أشكال مقاومة الشعب الفلسطيني للعدو للإسرائيلي؛ فمنهم من يقاوم بسلاحه ومنهم من يقاوم بالقلم والكلمة، و"سنابل في حقل الموت" تجربة لصحافية فلسطينية عاشت فترة العدوان لترصد معاناة الأطفال وكشف الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق البراءة منتهكًا جميع المواثيق والمعاهدات التي تكفل للأطفال الحماية خلال أوقات الحروب والنزاعات.
وأكدت الصحافية ومؤلفة كتاب :سنابل في حقل الموت"، أسماء الصانع (24 عامًا)، أنَّ الهدف الأساسي من الكتاب فضح بشاعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي يرتكبها بحق أطفال الشعب الفلسطيني والتي تصل إلى الإبادة الجماعية.
وشدَّدت الصانع على أهمية كتاب سنابل في حقل الموت؛ لأنه يعتبر أول إصدار توثيقي باللغتين العربية والإنكليزية لجرائم الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وبيّنت أنَّ الكتاب مجموعة قصصية يتضمن 36 قصة إنسانية لأطفال فلسطينيين أصيبوا في الحرب، منها 21 قصة تروي أوجاع الأطفال المصابين، ومن بينها قصة تتحدث عن سبعة أخوة جرحى من عائلة واحدة تم استهداف منزلهم بشكل مباشر بصاروخ طائرة حربية، بالإضافة إلى خمس قصص تروي معاناة الأطفال فترة العدوان.
وأشارت الصانع إلى أنَّ فكرة تأليف الكتاب راودتها عندما كتبت قصص إنسانية عن الأطفال المصابين خلال العدوان الأخير على غزة في صحيفة الرأي الحكومية تحمل اسم "العدوان على غزة.. اغتيال لبراءة الطفولة"، لافتة إلى أنَّ رحلة تأليف الكتاب كانت مليئة بالمخاطر.
وعن مراحل تأليف الكتاب، أوضحت الصانع أنَّ الكتاب مر بخمس مراحل الأولى جمع وإعداد المواد، والثانية مقابلة الأطفال أما المرحلة الثالثة فكانت كتابة قصص الأطفال وتصويرهم، والرابعة كانت مرحلة التدقيق والمراجعة، أما الرحلة الخامسة فكانت مرحلة التصميم والإخراج بالإضافة إلى الترجمة.
وأعربت الصانع عن سعادتها عندما شاهدت "سنابل في حقل الموت" أصبح واقعًا ملموسًا في ثاني أيام شهر كانون الأول/ ديسمبر 2014، منوهة إلى أنَّ السعادة التي شعرت بها كانت ممزوجة بطعم الحزن والألم لما تحتويه القصص من معاناة لهؤلاء الأطفال الأبرياء.
وتساءلت عن الذنب الذي اقترفه أطفال الشعب الفلسطيني حتى يرتكب الاحتلال هذه الجرائم البشعة بحقهم، بالإضافة إلى المستقبل الملئ بالصعوبات الذي ينتظرهم.
وتروي الصانع لـ"فلسطين اليوم " أجواء معايشتها لأيام الحرب قائلةٌ: "كانت أيام صعبة جدًا وأحيانًا كنت أضطر للبقاء في مستشفى الشفاء الطبي لعدة أسباب منها عدم وجود مواصلات أو البقاء لمقابلة الأطفال المصابين داخل الأقسام وأيضًا لأن المستشفى كان مركز نزوح للعديد من العائلات، فكنت أمكث هناك لساعات طويلة بجانب هذه العائلات للتخفيف عنهم كنوع من الدعم النفسي لهم".
واختتمت الصانع حديثها بالإشادة بفريق العمل الذي وقف بجانبها وترك بصمته المميزة والواضحة في مضمون الكتاب، ليكون أشبه بالوثيقة التي تدين وتوثق جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني سواء كانوا أطفال أو نساء وباقي فئات أبناء القطاع.
أرسل تعليقك