سيئون ـ سبأ
نظمت لجنة الاحتفالات بحي "القرن" بمدينة سيئون محافظة حضرموت اليوم مهرجان عيدي، قُدم خلاله الجزء الثاني من اللوحة التراثية طقوس ومراسيم الأعراس في المنطقة.
وتبدأ اللوحة بزفة العريس إلى منزل أهل العروسة من خلال ترديد الزوامل والأهازيج الشعبية، وأثناء سير الزفة يختار والد العريس عدد من الحضور يسمون "الحرويون" يصل عددهم بين 15 - 20 شخصا لتناول وجبة العشاء في بيت أهل العروسة.
وحال وصول العريس إلى منزل أهل العروسة، يتم إغلاق الباب في وجهه ثم يطرق الباب بعصا يحملها معه ولا يفتح له إلا بعد أن يسلم العصا من فتحه صغيره بجانب الباب ليدخل بعد ذلك بمفرده، ثم يدخل بعده المدعويين من يسمون "الحرويون" للعشاء فقط.
وتتكون وجبة العشاء التي تقام في الغالب بعد صلاة المغرب من "رُز" صافي وقطع من اللحم يقدمها الطباخ، بحيث يحصل العريس على أربع قطع يأكل نصفها والنصف الآخر يحتفظ به لوالدته، أما المدعوين فيحصل كل واحد منهم على قطعتين، بحيث لا ينصرف المدعوين بعد ذلك إلا بعد استئذان والد العروسة لهم بالانصراف.
ويجلس "الحرويون" بعد مغادرة بيت أهل العروسة يتبادلون الأحاديث في بيت العريس، وينفرد العريس مع شخص يسمى " المسير" يقوم بتعليمه السنن والأوامر الدينية التي تتعلق بالزواج والتي تساعده على استقرار وتكوين الأسرة السعيدة.
بعد ذلك يقوم أهل العريس في نفس تلك الليلة بالذهاب الى أهل بيت العروسة مرة أخرى لنقل الأدوات والأواني المنزلية وتسمى "الماعون" الخاصة بالعروسة، وتتكون في الغالب من إناء ماء كبير مصنوع من الخزف وأواني أخرى مصنوعة من سعف النخيل متعددة الاستخدام اليومي، بالإضافة إلى صندوق يحتوي على مواد تجميل محلية الصنع، وكذا "فُرش" للغرفة تسمى "المكيل " مصنوع أيضا من سعف النخيل.
ويضاعف والد العروسة في اليوم التالي عدد المدعوين لتناول الغداء في منزل أهل العريس،
ويتحرك الجميع في زفة للعروسة تسمى " السروة " من خلال ترديد الأهازيج وأداء الرقصات الشعبية، وحال وصولهم إلى منزل العريس يقوم أهل العروسة بترتيب الأدوات التي جلبوها معهم في الأماكن المخصصة لها في غرفة العريس.
وفي ختام اللوحة التراثية المتمثلة بمراسيم وطقوس الزواج في وادي حضرموت يقوم العريس بتوديع الحضور وكذا أهله ليدخل بعدها عش الحياة الزوجية.
شارك في إعداد اللوحة التي قدمتها فرقة التراث بلجنة الاحتفالات بحي "القرن" بسيئون عمر سعدا خباه وصالح محفوظ بارمادة وعبيد يسلم خباه ورمضان محمد جود.
يذكر أن الجزء الأول من اللوحة تم عرضه في السنوات السابقة خلال أيام العيد أيضا وتضمن مراسيم ما قبل الزواج، ومنها وضع الحناء على العريس وتغسيله بالبئر وتجهيزه للخروج إلى "الحراوه".
أرسل تعليقك