عقد مركز الإعلام المجتمعي (CMC) مهرجان أفلام حقوق الانسان للشباب للعام الثامن على التوالي، تحت عنوان "حكايات من غزة ... الشباب هم الأمل"، ضمن مشروعه "توفير بيئة آمنة للشباب لمناصرة حقوقهم عبر الإعلام في قطاع غزة" الممول من مؤسسة CCFD Terre Solidaire.
وحضر المهرجان لفيف من الإعلامين/ـات والأكاديميين وطلبة الجامعات، بالإضافة الى ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة.
وعرض المهرجان أربعة أفلام وثائقية تحدثت عن قضايا مجتمعية تمس عدداً من شرائح المجتمع في قطاع غزة، حيث عرض فيلم "عالم موازي" الذي يتحدث عن مشكلة البطالة ومحدودية فرص العمل التي يعاني منها الشباب في قطاع غزة. كما تحدث الفيلم الثاني "بلا هوية" حول قضية ومعاناة حاملي البطاقة الزرقاء على مر عقود من الزمن دون أي حلول تذكر، وحرمان هؤلاء من السفر ومن امكانية القيام بالمعاملات البنكية، أو الاستفادة من الخدمات الصحية خارج حدود قطاع غزة، عدا عن حرمانهم من التواصل الانساني مع عائلاتهم كحق انساني للجميع. أما فيلم "بدنا نعيش" فقد طرح قضية هامة تهم غالبية المواطنين القاطنين في قطاع غزة، وهي الآثار النفسية التي خلفتها الحروب المتتالية والظروف الحياتية الصعبة التي يعيشونها. وكان الفيلم الرابع بعنوان "حكايات غزاوية" الذي عرض قصص الشباب والهموم والتحديات والعقبات التي تواجههم في حياتهم في قطاع غزة.
وناقش الحضور مضامين الأفلام التي شاهدوها، وتركز النقاش حول قلة فرص العمل في قطاع غزة، والامكانيات المادية التي تحول بينهم وبين تحقيق أحلامهم واستقرارهم واستكمال مسيرتهم التعليمية، وكذلك معاناتهم جراء الحصار المفروض عليهم والانقسام السياسي الذي دمر مستقبلهم.
وقالت مديرة المركز عندليب عدوان أن مركز الإعلام المجتمعي يسلط الضوء على قضايا الشباب في المجتمع الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص، ويعتبر مهرجان أفلام حقوق الانسان نشاط سنوي يعقده مركز الإعلام المجتمعي ويعرض فيه الأفلام التي ينتجها الشباب من المشاركين في أنشطة وفعاليات المركز ومشاريعه، مؤكدة أن هذه الأفلام تسلط الضوء على قضايا حقوقية ومشكلات مجتمعية تستهدف كافة فئات المجتمع.
وذكرت خلود السوالمة منسقة المشروع أن الشباب المشاركين في المشروع آخذين على عاتقهم مواصلة الضغط والحشد من أجل الحصول على كافة حقوقهم المسلوبة في قطاع غزة.
وأضافت السوالمة أن كثافة هذا الحضور والحشد الذي شارك في حضور المهرجان يدل على أن الشباب لا يغفلون عن حقوقهم التي يدافعون عنها باستمرار، ويطرقون كل الأبواب بهدف التخفيف عن كاهلهم أعباء الحياة.
وعن صدى الأفلام التي تم عرضها قالت الناشطة الشبابية نور عبد العاطي أنه من الضروري الاستمرار في انتاج وعرض مثل هذه الأفلام في قطاع غزة حتى تصل الرسالة للعالم، وأن يرى حجم المعاناة التي يعيشها شباب قطاع غزة، والتي خلفت مئات الآلاف من الخريجين دون عمل ودون حقوق.
من جهته أوضح المشارك محمد أبو ندى أن هذا المهرجان يُبقي قضايا الشباب وحقوقهم في الطليعة ولا يمكن أن يتغافل عنه المسؤولين، ويحفز الشباب على مواصلة العمل من أجل الظفر بحقوقهم المشروعة والمكفولة.
أما الآليات التي يجب اتباعها من أجل الحصول على الحقوق المسلوبة في قطاع غزة أكدت المشاركة في المهرجان كفاح سالم على ضرورة ممارسة الضغط على كافة الجهات المسؤولة والتي لها الصلة المباشرة بفئات المجتمع المتضررة والمضطهدة، من خلال حملات الضغط والمناصرة والحملات الالكترونية والتظاهرات السلمية.
وكرَّم مركز الإعلام المجتمعي في ختام المهرجان المشاركين/ـات في المشروع الذي استمر سبعة شهور، خاضوا خلالها تدريبات عن المناصرة الرقمية، وتكلفوا بإدارة جلسات لعروض الأفلام الوثائقية، كما وشاركوا في جلسات حوار واستماع، وشاركوا في تنظيم حملة مناصرة رقمية في ختام المشروع #الشباب_هم_الأمل .
يذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) هو مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة ويسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية وضمن النهج القائم على حقوق الإنسان
أرسل تعليقك