القاهرة - فلسطين اليوم
بذل الباحث الدكتور عبدالله بن سراج منسي أستاذ التاريخ الوسيط بآداب جامعة الملك عبدالعزيز جهدًا كبيرًا في كتابه الجديد (البيت الحرام في العصر الحديث من 923 - 1353ه) الصادر مؤخرا عن مركز النشر العلمي التابع لجامع الملك عبدالعزيز، ملامسا مراحل تاريخية معينة لاسيما القرون الثالثة الماضية، فكشف بدقة عوالمها الغامضة.
مسلطا الضوء على حقبة زمنية بعيدة نوعًا ما ومحورها بيت الله الحرام وأبرز ما دار حوله من قضايا ومواقف تاريخية ودينية ومناشط ثقافية وأدوار سياسية ومظاهر اجتماعية أثرت في البيت الحرام وأم القرى، مستعينًا في ذلك بجمهرة من المصادر المهمة التي أرخت لهذه المرحلة كدار الوثائق القومية بمصر وأرشيف وزارة الأوقاف المصرية ومصادر ومراجع منها المنشور ومنها المخطوط فأثرت الكتاب ودعمت فصوله.
ويوضح المؤلف في مقدمته أنه "لهذا الكتاب أهميته من حيث التعرض لتاريخ البيت الحرام في كثير من جوانبه من حيث أوقافه وإداراته والأنشطة التي تحدث فيه وقد سميته "البيت الحرام في العصر الحديث.. دراسة في ضوء الارشيف المصري". والكتاب في مجمله ينهض على سبعة فصول توثق لتاريخ البيت الحرام، و وقف في مطلع الكتاب مؤرخًا لإدارة المسجد الحرام ومسؤولياتها متحدثًا عن عدد من المناصب ذات العلاقة به، منها (شريف مكة) الذي يعادل الإمارة لمكة ويكون عادة زعيمًا لأشراف الحجاز في العهود الماضية، وتكون علاقته بالحرم ممثلة في عقد اللقاءات وحل المشكلات السياسية والاصلاح بين الطوائف وحضور الاحتفالات الدينية، أما (شيخ الحرم) وعادة ما يكون من أحد الباشوات ويحظى بتقدير شريف مكة ومهمته حفظ الحرم من عبث العابثين وسلوك المتطرفين وتوزيع المخصصات وتعيين الموظفين ويكون له نائب يعرف بنائب شيخ الحرم (كتخدا) يقوم بأعماله في حالة غيابه أو سفره ثم تحول هذا المسمى إلى مسمى (مدير الحرم) وللحرم أغوات وكان أول من استخدمهم السلطان صلاح الدين الأيوبي، وكانوا عادة من الخصيان الأحباش أو الصقالبة ويرتدون زيًا أبيض، أما أعمالهم فلا تخرج عن تعليق كسوة الكعبة وتنظيف الحرم والمقامات الأربعة ويرأسهم شيخ منهم له مكانته في المجتمع المكي ويكون عضوًا في مجال إدارة مكة المكرمة، أما القضاة فلهم مكانة عالية في الهيكل الإداري والاجتماعي والديني وهم مكلفون بإصدار الأحكام الشرعية بين الناس والفصل بين المتخاصمين وتوزيع التركات وحضور الاحتفالات الدينية.
أرسل تعليقك