عمان ـ بترا
أقيم في مكتبة عبدالحميد شومان حفل اشهار لكتاب "أسرار عمان /تحقيقات في ذاكرة المدينة" للزميل الصحافي محمد أبوعريضة ، بمشاركة الدكتور علي محافظة والدكتور محمد عبيدالله.
وقال الدكتور محافظة خلال الحفل الذي اداره الباحث محمد رفيع، إن محمد أبوعريضة لم يكرر ما كتبه الآخرون عن عمان، وإنما تناول أدراجها وشوارعها وأزقتها وأحياءها وسكان هذه الأحياء وعشائرها وأسرارها، ومضارب البدو إلى الجنوب والشرق منها.
وسعى ابوعريضة إلى ربط عمان بالقرى والمضارب البدوية. ولم يغفل عن أسواقها وحماماتها ومقاهيها السياحية الحديثة.
وبين ان كل ذلك عرضه على لسان أناس أحياء من سكان عمان.
واوضح ان الكاتب لم ينس البريد الأردني في عمان وما حل به من تغير وتطور في زمن العولمة، والخط الحديدي الحجازي، الذي سبق وأن تناوله الدكتور موفق خزنه كاتبي في كتاب قيم عن عمان وحي المحطة الذي نشأ وترعرع فيه.
واشار الى الحديث عن المستشفى الإيطالي، أقدم مشافي عمان الخاصة، وتوسع في الحديث عن الطرق المؤدية إلى عمان، التي تعبر عن علاقة العاصمة الأردنية بفلسطين ومدنها مثل نابلس والقدس والخليل، وصلاتها بسوريا وعاصمتها دمشق.
وتحدث عبيدالله واصفا الكتاب بأنه سلسلة متتابعة متداخلة من التحقيقات الاستقصائية المرتبطة بمدينة عمان في تحولاتها وتغيراتها وتشكلاتها، خلال ما يقرب من مائة عام، هي عمر عمان في عصرها أو عهدها الحديث.
وقال ان التحقيقات لا تتوقف عند الحدود المألوفة للكتابة الصحافية ذات الطابع اليومي المتعجل، وإنما تكشف عن إمكانات مهمة في هذا النوع من الكتابة التي يمكنها أن تبقى وأن تظل صالحة للقراءة بعيدا عن اليومي والعاجل، وذلك رهن بطريقة معالجتها وأسلوب كتابتها والجهد المبذول في كل ذلك، وهي أمور اصاب زميلنا أبوعريضة نصيباً وافرا منها حتى أمكنه أن يجمع هذه الكتابات معا في كتاب مترابط يقدم صورا ومشاهد ومعلومات قيمة عن عمان بأسلوب يجمع بين ما تقتضيه الصحافة من رسالة سامية، وما تقتضيه الصحافة أيضا من وضوح ألأسلوب وبساطته ومتعته، مع إمكانات أدبية وسردية أسهمت في تكوين كتاب يقع في تلك المنطقة الحيوية التي تصل الصحافة بالأدب والتاريخ، وتمكن الصحافة من أداء دور واسع في التثقيف والتعريف والتنوير، بأسلوب يجمع بين المتعة والفائدة.
وتحدث المؤلف أبوعريضة عن كتابه قائلا: تحقيقات "أسرار عمان - .." 35يتكون من تحقيقا، ومادة واحدة وجدانية كتبتها عن والدي، حينما كان يرقد على سرير الشفاء، قبل وفاته بأيام، أسميتها "نزوح إلى عمان .. ورحلة المئة عام"، تناولت فيها تجربة نزوحنا إلى عمان من بلدتي دورا/الخليل عام 1967، حينما كنت طفلا، وأما التحقيقات، فيحتوي كل واحد منها قصة، بطل القصة هو المكان، الشخوص ثانويون، حركتهم في الحيز المكاني، من دون أن أسمح لأحدهم أن يفرض رواياته الخاصة على الأحداث، فالشخوص في نهاية المطاف أسيرة لديكتاتورية المكان، أي أنني حاولت، قدر ما أمكن، أن أبرز عبقرية المكان لا أن أستجدي موضوعية غير موجودة لدى الإنسان.
أرسل تعليقك