عمان ـ بترا
احتوى ديوان (أجنحة للاقلاع) للشاعرة أمينة العدوان على جملة من القصائد الجديدة التي تشتبك مع قضايا ذاتية وجماعية بكل ما تفيض به من هموم وآلام وآمال انسانية ترنو الى فضاءات الحرية .
تحفل قصائد الديوان الصادر حديثا عن دار أزمنة بعمان بتلك الرؤى الخصبة تجاه الواقع العربي المغمس بإشكاليات الانقسام والفتن والظلم والهيمنة والاحتلال، قدمتها العدوان برصانة وألمعية ذات تقنية مبتكرة في التكثيف والاختزال المشرعة على معاني ودلالات بليغة في الانحياز الى الوطن والأمة.
تقول الشاعرة في قصيدة أغنيات عن فلسطين: هذا الصوت صوتي/ صوتي صوت الحرية/ في أغنية اردنية/ يرتدي زهور الارض/ ويغني بعفوية/ ويحمل القضية/ ويلف كتفيه بشال من نرجس /شال من الريحان/ في أغنية اردنية.
وتتدفق قصائد الديوان بالصور الشعرية الواضحة والسهلة الممتزجة بتلك الغنائية العذبة وهي تحفر بتعابيرها الفطنة وعباراتها المنتقاة في دواخل واحاسيس ومشاعر انسانية الوانا من المعاناة الذاتية كما في قصيدة اخي أحمد التي تقول فيها : أهو الكائن في الرحيل /على الأرض ترك ظله / أهي قصص الابطال / وما بقي من آثار/ تسرد قصصا/ تتلألأ بالضوء/ تفرح عند سماعها/ ثم تمضي القصيدة التي تتفرع عنها قصائد مثل أمي حيث تقول: لا بد مثل يدك الحانية /نهر نبع ضوء وشلال.
ومن معاناة الذات تبحر قصائد الديوان الى هموم الأمة في فلسطين المحتلة: أهم الشهداء /شهيد وراء شهيد /حجر وراء حجر / شيدوا هذا المبنى، وتعرج العدوان على تداعيات الربيع العربي فهي تشير في قصيدة (اغتيال المدن العربية) الى : الشوارع هاربة/ لا تكف عن الهرب من قطاع الطرق /تحمل الكائنات /سلع للبيع أو الشراء / وليمة للابتلاع .
حصلت الشاعرة العدوان على ليسانس فلسفة من جامعة عين شمس بالقاهرة العام 1970 ودبلوم في النقد الأدبي من الجامعة الأميركية في القاهرة العام 1971، وعملت في وزارة الثقافة رئيسة لتحرير مجلات: أفكار، صوت الجيل، الفنون، وهي من مؤسسي رابطة الكتاب الأردنيين.
وصدر كتابان حول منجز الشاعرة العدوان هما: (أمينة العدوان: دراسة في أعمالها الشعرية) للناقد محمد المشايخ، و(اتجاهات العولمة في شعر أمينة العدوان) لثروت زوانة .
ومن بين ابرز مؤلفاتها: دراسات في الأدب الأردني المعاصر، ومقالات في الرواية العربية المعاصرة، وفي حقل الشعر صدر لها دواوين مثل: وطن بلا أسوار، أمام الحاجز، غرف التعميد المعدنية، فقدان الوزن ، قصائد عن الانتفاضة، أخي مصطفى، جلاجل غرب النهر، ودوائر الدم.
أرسل تعليقك