افتتح في مدينة أريحا، اليوم الاثنين، المؤتمر الخامس للتجمع الوطني لأسر الشهداء وأكد وزير العدل علي أبو دياك، في كلمته ممثلا عن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، "أننا لن نساوم على دم شهدائنا، ولن نقايض العهد والوفاء للشهداء بكل أموال العالم، وسنبقى على العهد لشهداء الحرية، وضحايا الجرائم الإرهابية الإسرائيلية، ولن نتراجع عن مسيرتنا النضالية بكافة الوسائل المشروعة حتى تحقيق حلم شهدائنا وتطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وقال: "لن نتخلى عن أسر الشهداء وأسرى الحرية، وستواصل الحكومة وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس الوفاء بالتزامها الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه أسر الشهداء، رغم كل الضغوطات التي تمارسها حكومة إسرائيل وتهديداتها بقرصنة وسرقة واقتطاع قيمة مخصصات أسر الشهداء والأسرى من أموالنا، بدعم وتأييد من الكونغرس الأميركي الذي اشترط وقف مخصصات أسر الشهداء والأسرى مقابل استمرار دفع المساعدات الامريكية لمؤسسات الدولة الفلسطينية".
وتابع: "نثمن ونقدر عاليا كافة الجهود الوطنية التي يبذلها التجمع الوطني لأسر الشهداء، ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، وسنواصل العمل معكم بكل أمانة ومسؤولية وطنية لتوفير كافة احتياجات عائلات وأسر الشهداء، وتحسين مستوى الخدمات التي تقدم لهم بما يليق بتضحيات شهداء فلسطين".
وقال: "نتشرف بهذه المشاركة، بحضرة آباء وأبناء وأخوة الشهداء، أبناء فلسطين الأوفياء، وبرفقة أمهات وأخوات وزوجات وبنات الشهداء، سيدات فلسطين، نموذج المرأة الفلسطينية، فالتحية لأمهات الشهداء لمن أطلقن زغاريد عز ومجد وهتفن باسم فلسطين في مواكب أبنائهن الشهداء".
وأضاف أبو دياك: "في هذا المقام ننحني إجلالا وإكراما لمن هم أكرم منا جميعا، لمن حلقت أرواحهم في عنان السماء، للشهداء العظماء الذين عبدوا بدمهم طريق الحرية والاستقلال، وقدموا أرواحهم فداء لفلسطين، فالشهداء هم الرمز الأسمى للعطاء والانتماء للوطن، والمثل الأعلى للتضحية والفداء والنضال المشروع من أجل الحرية والاستقلال، فوراء كل شهيد حكاية مجد وعز وفخار، وخلف كل استشهاد جريمة قتل ارتكبها المحتل مع سبق الترصد والإصرار، وسيبقى الشهداء شواهد الجريمة المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي، وضحايا الاحتلال والعدوان والإرهاب المنظم وإرهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وأردف: "بهذه المناسبة نبرق بالتحية لأسرانا البواسل الذين يقبعون خلف جدران المعتقلات وأشباح القضبان، والتحية لشهداء الحركة الأسيرة العملاقة الذين بلغوا أكثر من 214 شهيدا وكان آخرهم الشهيد محمد عنبر، والشهداء الذين ما زالوا محتجزين لدى الاحتلال في مقابر الأرقام، ونبرق تحية إجلال وإكبار لكل شهداء فلسطين صناع المجد والعزة والكرامة وشهداء الأمة العربية الذين قاتلوا من أجل فلسطين".
وبين وزير العدل أن المؤتمر العام للتجمع الوطني لأسر الشهداء يأتي في ظل هذه المرحلة المصيرية، حيث يقف شعبنا في مواجهة إعلان ترامب الغاشم الذي ينتهك كل قواعد الشرعية الدولية، ويسعى لأسرلة وتهويد القدس وتجريدها من عروبتها وهويتها الفلسطينية، "ومن هنا نوجه تحية إجلال لشهداء الدفاع عن القدس الشريف عاصمتنا الأبدية، ونوجه التحية لشهداء مسيرة العودة الذين ارتقوا برصاص الغدر الإسرائيلي على أبواب الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، في أبشع جريمة ضد الإنسانية ترتكب بحق جماهير شعبنا الذين يحتشدون في مسيرات سلمية ليتناغم الفعل الجماهيري على الأرض مع الحراك السياسي وتجسيد وإعلاء الكلمة الواحدة، بأن لا صوت يعلو فوق صوت الوطن الواحد، والدولة الفلسطينية الواحدة الموحدة وعاصمتها القدس الشريف".
وقال: "من هذا المؤتمر وباسم عائلات الشهداء، نؤكد للقاصي والداني أن شعبنا لن يفرط في الأرض، ولن يقبل بأي صفقة خضوع واستسلام، ولن نتنازلَ عن حبة تراب في القدس الشريف، ولن نسلمَ مفاتيح الأقصى والقيامة، وندعو شعبنا لتعزيز الوحدة، وإنهاء الانقسام الذي لن يتحقق إلا بتمكين الحكومة من بسط ولايتها الكاملة على قطاع غزة، والوقوف صفا واحدا في ظل قيادة الرئيس القائد محمود عباس، للدفاع عن القدس، ومواصلة النضال على درب الشهداء، حتى تحقيق تطلعات شعبنا وحلم شهدائنا بالحرية والاستقلال، ولن نرضى بأي حلٍ بديل عن الدولة المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
من جانبه، قال نائب محافظ أأأ ريحا والأغوار جمال الرجوب، في كلمته نيابة عن المحافظ، "إن الشعب الفلسطيني وثورته تتعرض وما زال إلى ضغوطات ومؤامرات، وفي كل مرة كان يشتد العود ونزداد صلابة", موجها التحية لشهداء الشعب الفلسطيني.
وأكد أن شعبنا الفلسطيني ملتف حول قيادته الحكيمة وثبات موقفها نحو تحقيق المشروع الوطني.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" توفيق الطيراوي "إن ثورة فجرها وقادها أبطال عظام وعلمونا الفداء والتضحية وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات، وكمال عدوان، وخليل الوزير، وخالد الحسن، ويواصل المسيرة الرئيس محمود عباس، لن تقايض على دم الشهداء وتراثها وتاريخها".
وأعرب الأمين العام للتجمع الوطني محمد صبيحات، باسم أهالي الشهداء، عن الشكر والتقدير للرئيس محمود عباس، مشيدا كذلك بدعم الحكومة.
وتحدث صبيحات عن مواصلة احتجاز إسرائيل 253 جثمانا لشهداء ارتقوا دفاعا عن فلسطين، وشدد على ضرورة تدخل المنظمات الحقوقية والقانونية للإفراج عنها.
وحضر المؤتمر، رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انتصار الوزير، ومفتي فلسطين والديار المقدسة الشيخ محمد حسين، وممثلو فعاليات المحافظة.
أرسل تعليقك