الدوحة - قنا
اختتمت فعاليات ندوة تقييم الاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي استضافتها دولة قطر على مدى يومين في بيت الحكمة بوزارة الثقافة، بحضور مدير إدارة الثقافة والفنون بالأمانة العامة للمجلس ومديري الإدارات بوزارة الثقافة وممثلين عن وزارات الثقافة في دول المجلس
وفي المحور الثاني من أعمال الندوة قدم الدكتور ربيعة بن صباح الكواري أستاذ الإعلام في جامعة قطر ورقة بحثية تحت عنوان "الثقافة والتعليم وتعزيز الهويّة الخليجيّة، أكد خلالها على أن الاستراتيجية الثقافية التي وضعت لدول مجلس التعاون تحتاج الى المزيد من التطوير والتغيير، الأمر الذي يسهم في مواجهة التحديات والتواصل مع الثقافات الأخرى.. مشيرا إلى أن الاستراتيجية قد ركزت أهدافها وغاياتها في التخطيط في مجال الثقافة، والاهتمام بالتنمية الثقافية، ورعاية التراث وأصالته في خدمة الأجيال، وتفعيل دور اللغة العربية الفصحى، مع أهمية استيعاب العصر الذي نعيش فيه والحوار مع الثقافات الأخرى
وتحدث الدكتور الكواري عن آليات وموارد تفعيل الاهتمام بالثقافة ومن أهمها : تفعيل الأنشطة الثقافية، وتوفير الدعم الحكومي وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتأسيس مراكز ومنتديات لممارسة الأنشطة الثقافية ، وتكريم المبدعين والاهتمام بطباعة وترجمة الانتاج الفكري في شتى التخصصات ، والاهتمام بالمتاحف وجوانب التراث والموروث الشعبي، والعناية بالمسرح وتوجيهه لخدمة المجتمع وبخاصة الطفل، مشيرا إلى أن الأنشطة المدرسية من صحافة ومسرح ورعاية المخترعين الصغار هي أساس النجاح
ودعت الورقة البحثية للدكتور ربيعة الكواري إلى ضرورة احتواء المناهج الدراسية على الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تعمل على تنمية القدرة على الإبداع وتعزيز التماسك الاجتماعي والتأكيد على احترام قيم وتراث المجتمع الخليجي
وطالبت الورقة بجملة من التوصيات من أهمها: الارتقاء بالاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتفعيلها باستمرار، بما يواكب العصر والتحديات التي تواجه الواقع الثقافي عبر التخطيط المشترك بين الدول ، مع تغيير القوانين والتشريعات الثقافية بشكل دوري، والعمل على وضع خطة ثقافية مستخلصة من الواقع الثقافي الحالي للأعوام (2016 - 2020) لمواكبة الصعوبات التي نواجها في الشأن الثقافي، وتفعيل دور المناهج التعليمية والتركيز فيها على تعزيز الهوية الخليجية لمواكبة الثقافة المعرفية ،والتطور الهائل في المعلومات وتكنولوجيا الاتصال لخدمة دول المجلس مع ضرورة التنسيق بين المؤسسات والهيئات التربوية والثقافية بدول المجلس من خلال التركيز على تكثيف البرامج والأنشطة الثقافية داخل المدارس والكليات والجامعات الوطنية والخاصة
كما أوصت بجعل الثقافة ترتقي بالمجتمعات الخليجية من خلال العمل على رفع درجات الوعي والاهتمام بالهوية الوطنية ،واستخدام وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة لخدمة الأجيال المعاصرة وبخاصة الأطفال، وتوجيههم بما ينير عقولهم وليس ما يهدم قيمهم ومبادئهم الإسلامية والعربية الأصيلة، والاهتمام باللغة العربية في مدارسنا وجامعاتنا وجعلها اللغة الأولى في التدريس، مع عدم إهمال اللغات الأجنبية التي تفيدنا في التأهيل للانخراط في سوق العمل، فضلا عن استحداث مؤسسات ثقافية ومحطات فضائية تعنى بنشر الثقافة في دول مجلس التعاون بعدة لغات وليس باللغة العربية فقط، لكي نرسم الصورة المطلوبة والحقيقية عن واقع المجتمعات الخليجية وثقافتها وهويتها العريقة.
أرسل تعليقك