القدس المحتلة - منيب سعادة
أحيت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية على مدار يومين، الحدث الثقافي الفلسطيني الذي حمل عنوان "هنا القدس"، وسعى إلى تجسيد واقع المدينة المقدسة في المدن الفلسطينية المعزولة عن العاصمة العربية عبر سلسلة من الأيام المفتوحة والفعاليات، التي دشنتها المؤسسة في مدينتي جنين وطولكرم، سعيًا إلى تعزيز الأجواء المقدسية فيها وتعريف الفلسطينيين بالبيئة القهرية، والصعوبات اليومية والحياتية التي يجابهها المقدسيون في مدينة القدس.
و نظمت المؤسسة خلال يومين، الحدث الثقافي وسط مدينة جنين وجامعة الخضوري في مدينة طولكرم، كجزء من مشروع "حراك" الذي تنفّذه مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بالتعاون مع مساعدات الكنيسة الدنماركية DCA، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، حيث سعت وعبر مجموعة من الأنشطة والعروض الثقافية إلى نقل مظاهر الحياة الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية الخاصة بمدينة القدس إلى مدن الضفة المستهدفة ودعوة الفلسطينيين في مدن الضفة الى الاستمتاع بأجواء القدس الحياتية ومعايشتها.
وانطلقت أولى أيام الحدث الثقافي "هنا القدس" في قلب مدينة جنين حيث أعادت الرؤيا الفلسطينية تشييد البلدة القديمة في مجسم ضخم جسد سور القدس بأبوابه السبعة وأسواقه، ليضم في جوفه سوقًا شعبيًا جمع زوايا تراثية وتقليدية، عكست واقع مدينة القدس وأهم المأكولات، والأزياء والمطرزات التي اشتهرت بها العاصمة على مر الحقب التاريخية والحضارات المتعاقبة عليها ، فبين الحلويات المقدسية، والحرف التقليدية كالحفر على خشب الزيتون، والخزف، والفخار، تضمنت الأيام التراثية معرضًا لصور القدس التاريخية وعروضًا فلكلورية لفرقة "وطن" للفنون الشعبية، إضافة لعرض مسرحي لمبادرة "مش غريب"، التي تسلط الضوء على أهم الحقب التاريخية لمدينة القدس وأبرز الشخصيات التي عايشتها وتركت أثرًا في العاصمة.
وفي جامعة الخضوري في مدينة طولكرم، أحيت المؤسسة ثاني أيام "هنا القدس" الثقافية، بتجسيد البلدة القديمة وأبوابها في مبنى المكتبة في حرم الجامعة، وانطلقت الفعاليات التراثية والعروض الشعبية، التي تفاعل معها طلبة الجامعة والزوار عبر التجوال في البلدة القديمة وأسواقها المشيدة ومعارض الصور، والتعرف على أبرز الأماكن التاريخية والأثرية فيها والتقاط الصور في أبوابها وسوقها الشعبي مع الباعة المتجولين.
و قالت مرام الرجبي منسقة مشروع حراك "على مدار اليومين كان إقبال الجمهور مبهرًا، حيث توافد المئات من مدينتي جنين وطولكرم والمدن الفلسطينية الأخرى إلى الحدث الثقافي الذي اخترتنا به نقل مدينة القدس و تجسيد أسوارها في مدن الضفة لنقل أجواءها الجميلة لفلسطيني الضفة، الذي يحرم معظمهم من الوصول إلى القدس أو الاستمتاع بأجواءها، فاخترنا أن نجلب كعك القدس والعاصمة بكل ما فيها للفلسطينين في الضفة".
وتنفّذ مؤسسة الرؤيا الفلسطينية الحدث الثقافي " هنا القدس" كجزء من مشروع "حراك" الذي تنفذه المؤسسة على مدار ثلاثة أعوام بالتعاون مع مساعدات الكنيسة الدنماركية (DCA)، وبدعم من الاتحاد الأوروبي. حيث يسعى المشروع لدعم التغيير لدى المقدسيين/ات من خلال تطوير القيادة المجتمعية والدفاع عن حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني.
أرسل تعليقك