عمار يرصد المجتمع العميق للإخوان والسلفيين في مراصد
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

عمار يرصد "المجتمع العميق للإخوان والسلفيين" في "مراصد"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - عمار يرصد "المجتمع العميق للإخوان والسلفيين" في "مراصد"

الدكتور عمار علي حسن
الإسكندرية - فلسطين اليوم

صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد ال 29 من سلسلة "مراصد"، ويتضمن دراسة بعنوان "المجتمع العميق للإخوان والسلفيين في مصر" للدكتور عمار علي حسن.

ويرى الكاتب أن التنظيمات والجماعات الدينية المسيسة قد سعت إلى تحقيق العمق في ركاب "التدين الاجتماعي"، أو التدابير الاجتماعية النابعة من الدين والتدين، والتي تبلغ ذروتها في شهر رمضان، وتستقطب حتى غير المتدينين، وتتجلى في أعمال مثل الصدقة دافعة البلاء، وصلة الأرحام، وكفالة اليتيم، وتوظيف الورع والخشوع في تحقيق السلم الأهلي، والاستفادة من المحرم الديني في الضبط الاجتماعي.

ويرمي هذا إلى تكوين رأسمال اجتماعي عريض، وعابر للطبقات الاجتماعية، يمكن توظيفه في عملية التقدم نحو حيازة السلطة بتحويله إلى رأسمال سياسي، وهو ما تحقق بالفعل في مصر خلال وقت مبكر.

وبوجه عام يمكن حصر أسباب ترسخ "المجتمع العميق" في العالم العربي عموما، وفي مصر على وجه الخصوص، في النقاط التالية: "جمعنة" الإسلام؛ فهناك اعتقاد راسخ في أن الإسلام "دين الجماعة"، وتوالي الحقب الاستعمارية، والتمييز متعدد الأوجه، وقِدم المجتمعات العربية، وطبيعة العمران.

وعن تأثير هذا العمق الاجتماعي على الدولة في العالم العربي بشكل عام، يقول الكاتب إنه إذا كان هذا العمق طوعيًّا ومتماشيًا مع الدولة الوطنية، والأفكار أو التصورات التي ينطلق منها متماشية أو منسجمة مع الثقافة المدنية والموروثات الشعبية التي تحفظ تماسك الجماعة الوطنية، فإنه يساعد الدولة على الصمود في وجه عوامل التفكك والانهيار، ويعطيها، حتى لو كانت هشة، فرصة لتتعلم من تجربة الماضي، وتبني على المجتمع العميق فتحافظ على وجودها وتنطلق به إلى الأمام.
أما إذا كان هذا العمق منجذبا إلى جماعات أو تنظيمات أيديولوجية تعمل على هدم الدولة الوطنية، أو لا تؤمن بها، فمن دون شك سيُستغل في تهشيم ما تبقى من الدولة، لإسقاطها وإقامة كيان سياسي آخر محلها.
وبالنسبة للسلفيين، فتبين الدراسة أن مختلف جماعاتهم لا تحبذ العمل التنظيمي، وكانوا ينتقدون بشدة "الدعوة السلفية" التي نشأت في الإسكندرية؛ لأنها كان تنزع نحو التنظيم بشقيه العلني والسري.

لكن الأمر تغير بعد ثورة يناير؛ إذ سارعت السلفية السائلة إلى تنظيم نفسها، واتكأت في جانب من مسلكها هذا على الجمعيات السلفية التقليدية؛ مثل "جمعية أنصار السنة المحمدية"، و"الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة".

واستند هذا التمدد الاجتماعي إلى شبكات من القدرات الاقتصادية والدعوية، فالسلفيون لديهم ركائز مالية، وإن كان حجم أعمالهم وأموالهم يلفه غموض، حتى الآن، خاصة أن استثمارات رجال الأعمال منهم توصف بأنها متوسطة الحجم، وليس فيهم أمثال رجال الأعمال الإخوان الكبار؛ مثل يوسف ندا وحسن مالك وخيرت الشاطر.

ويتطرق عمار علي حسن إلى فقدان الإخوان والسلفيين لعمقهم الاجتماعي تدريجيا، فبعد وصولهم إلى السلطة في مصر أخذ التنظيم الإرهابي "الإخوان المسلمين" وجماعات "التيار السلفي" يفقدون تدريجيا "العمق الاجتماعي" الذي صنعوه على مهل عبر عقود من الزمن ومن خلال وسائل عدة، وكان يشكل بالنسبة لهم "الذخيرة البشرية" التي يستمدون منها العزم والنصرة، سواء عبر حشود جماهيرية متتابعة هي أقرب إلى "استعراض القوة" أو عبر التصويت في الانتخابات بدءا من الاتحادات والروابط إلى الانتخابات التشريعية مرورا بالنقابات المهنية.

ويتجسد فقدان العمق الاجتماعي للإخوان والسلفيين في عدة مظاهر يمكن ذكرها على النحو التالي: أفول سحر الخطاب المتأسلم، السيطرة على منافذ الوعظ ومراقبتها، استهداف مؤسسات الرعاية الاجتماعية، والمواجهة الشعبية.

وترتب على فقدان جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والتيار السلفي الكثير من عمقهم الاجتماعي الذي صنعوه في دأب ومثابرة، عدة آثار، هي في وجهها الآخر، تعد بعض مظاهر تسطح هذا العمق أو إصابته تدريجيا بالضحالة، وهي كما يذكرها الكاتب: إعادة صياغة الصورة الإخوانية والسلفية، تقليص قدرة الإخوان والسلفيين على التعبئة والتجنيد، وتزعزع المنتمين للإخوان والسلفيين.

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمار يرصد المجتمع العميق للإخوان والسلفيين في مراصد عمار يرصد المجتمع العميق للإخوان والسلفيين في مراصد



GMT 18:04 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الفلوكلور الشعبي المصري في بيت السناري

GMT 07:25 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحد مناقشة رواية " في ممر الفئران " بمكتبة الإسكندرية

GMT 04:21 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تكريم اسم الأمير عمر طوسون لإنجازاته في مجال الآثار
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday