القاهرة - أ ش أ
شهد المركز الدولي للكتاب مؤخرا حفل توقيع ومناقشة رواية "الموريسكي الأخير" للشاعر والروائي صبحي موسى، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.
وقال الناقد د.محمد سيد إسماعيل خلال الحفل إن "الموريسكي الأخير" تعد واحدة من الروايات المهمة التي اعتمدت على تقنية تفتيت الزمن، وقد لعب موسى على فكرة الخطين المتوازيين ـ القديم والحديث ـ معا طيلة النص، محاولاً ليس استعراض التاريخ ولكن فهم الواقع الذي نعيشه الآن، معرفة تكويننا الثقافي الذي يحكمنا فيجعلنا نتخذ اتجاها دون غيره، وننحاز إلى فكرة دون أخرى، وهو ما سعى إليه الكاتب في روايته الساعية لكشف ما الذي جرى للثورة المصرية من خلال ما جرى للموريسكيين قديما.
وأضاف أسماعيل أن هذه ليست رواية بكائية لكنه رصد فني محايد لفكرة إنسانية تماما وهي فكرة الجيتو، وكيف يتكون وبما يعتقد وفيما يفكر وما الذي يصيبه من أزمات وما الذي يحكمه في الوعي والتفكير.. هذه رواية إنسانية بدرجة كبرى حتى وإن اختفت خلف إدعاء جدران التاريخ.
ورأى الشاعر عماد غزالي أن رواية "الموريسكي الأخير" ترصد واقع الموريسكيين (المسلمين الذين طردوا من أسبانيا) وكيف تشتتوا من بلادهم، وأن هذه واحدة من الماسي الإنسانية الكبرى في التاريخ، وأن المؤلف بذل جهدا كبيرا في رصد تاريخ الموريسكيين على مدار نحو خمسمائة عام، وما الذي حدث لهم خلال هذه السنين الطوال.
أما الناقد الدكتور أحمد الصغير فقال إن "الموريسكي الأخير" هي واحدة من الروايات الكبرى، استخدم فيها الكاتب أكثر من تكنيك، ورصد العديد من الوقائع التاريخية، وانشغل بخلق عالم أسطوري كبير يتلاءم مع الحدث الكبير الذي يرصده، وكانت له فلسفته في استخدام كل هذه التقنيات، فقد استخدم ضمير الأنا أثناء رصده للماضي، وذلك على لسان محمد بن عبد الله بن جهور، بينما استخدم ضمير الأنا وهو يرصد الواقع الراهن من خلال حكيه عن مراد بن يوسف بن حبيب الموريسكي، وهو آخر المنحدرين من صلب عبد الله بن جهور.
وأضاف أن موسى اخترع معادلات فنية مهمة كأن يجعل من روح أو شبح عبد الله بن جهور بمثابة العين الراعية للموريسكيين المنحدرين من نسله، وكأن يجعل من مراد رساما مثلما كان جده محمد بن عبد الله بن جهور نحاتا للتماثيل في طليطلة، وهي رواية لا يمكن الوقوف أمامها سريعا، إذ أنها غنية بالتفاصيل والوقائع والعوالم والشخصيات والأساليب والتقنيات، وقد بذل موسى جهدا كبيرا في إنجازها على هذا النحو الفاتن.
وقال الناقد الدكتور محمد زيدان أن هذه الرواية بمثابة بكائية كبرى لواحدة من المآسي التاريخية المؤلمة، وقد حشد فيها المؤلف التراجيديات التي تجعلنا نشعر أننا أمام بكائية لهذه الماساة، لكن موسى تمتع بالذكاء الفني الذي جعله يخلق نصا حياديا، فضلا عن انشغاله بالعديد من القضايا الثقافية، خاصة مسألة البحث عن الهوية، تلك التي سعى الكاتب لتتبعها عبر مسار عائلة الموريسكي، وكيف انحدرت من عبد الله بن جهور إلى أن وصلت إلى الموريسكي الأخير مراد يوسف حبيب.
وأضاف أن الرواية لا تدعونا للبكاء بقدر ما تدعونا للتأمل ومعرفة واقعنا الراهن وموقفنا الثوري، كما تدعونا لتأمل مستقبل الربيع العربي على وقع ما جرى في الأندلس.
أرسل تعليقك