استقطب معرض الكتاب حول دولة الكويت في المكتبة الإسلامية بالعاصمة الاسبانية مدريد أكثر من ثلاثة آلاف زائر منذ افتتاحه الشهر الماضي بهدف التعريف بدولة الكويت وحضارتها وأصالة تقاليدها وتاريخها المعاصر.
وقالت مديرة المكتبة الإسلامية لويسا مورا لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان المعرض الذي يزوره للاطلاع على محتوياته وكتبه وخرائطه أكثر من 100 شخص يوميا "تجربة جديدة تهدف الى تعميق التعريف بدولة الكويت وتسليط الضوء على أهم الأحداث التي مرت بها عبر التاريخ وصولا إلى الوقت الراهن".
وأوضحت ان المعرض الذي يحمل اسم (الكويت في كتب الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية) وافتتحه سفير دولة الكويت لدى اسبانيا الدكتور سليمان الحربي منذ أكثر من شهر يأتي ضمن اطار الفعاليات التي تحييها سفارة دولة الكويت في اسبانيا بمناسبة مرور 50 عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ولفتت مورا الى ان مجموعة الكتب المعروضة مختارة بدقة ولا تهدف فقط إلى التعريف بماضي الكويت المشرق وتقاليدها والتجارب المختلفة التي مرت بها على مختلف الصعد خلال العقود الماضية وإنما التعريف بحاضرها الزاهر في كافة المجالات وانتاجها الأدبي والمعرفي وأهمية دورها في المنطقة بأكملها وكذا تفاعلها مع المتغيرات الإقليمية والعالمية وتجاوبها الحكيم والمعتدل مع تلك المتغيرات.
واعتبرت ان هذا المعرض والفعاليات الثقافية المختلفة من شأنها تعميق التفاهم بين الشعوب والبلدان ومحاربة الأفكار المسبقة عن الآخر الأمر الذي يساهم في نهاية الأمر في تكوين علاقات أكثر إيجابية وتفاهما على كافة المستويات ويفتح الأبواب لمشاريع جديدة ومتنوعة.
واشارت إلى أهمية الترجمات من اللغة العربية إلى الاسبانية وبالعكس لافتة إلى ان عدد الكتب والاعمال الكويتية المترجمة إلى الاسبانية محدودة ولا تزال هناك حاجة كبيرة لحركة ترجمة حقيقية ذات أبعاد واسعة تسمح بالاطلاع على الأعمال الفكرية والأدبية لتعزيز الفهم المتبادل للمجتمعين بكل مكوناتهما نحو مزيد من التفاهم والتعاون ولاسيما في المجال الثقافي.
ودعت مورا إلى مزيد من التعاون في مجال تبادل الكتب والمطبوعات والتبادل العلمي مشيرة إلى ان المكتبة الإسلامية في مدريد ترحب بالتبرعات لإثراء مخزونها حول العالمين العربي والإسلامي بما يساعد ليس فقط على تكوين ذاكرة تاريخية حية في اسبانيا وإنما لمساعدة الطلاب والباحثين في إغناء أعمالهم والمساهمة في انتاج أعمال جديدة.
وحثت في هذا السياق على استغلال الموارد التكنولوجية الجديدة لربط محتويات المكتبة الإسلامية في مدريد والتي تضم مراجع تاريخية فريدة مع مكتبات الجامعات والمكتبات الوطنية في مختلف الدول العربية لتكون جميع تلك المراجع في متناول الراغبين في استثمارها دون الحاجة إلى التنقل والسفر.
وشكرت مورا سفارة دولة الكويت لدى اسبانيا وعلى رأسها السفير الحربي لتعاونه الوثيق مع المكتبة الاسلامية وحرصه على تكثيف التعاون الثقافي والارتقاء به إلى مستويات جديدة بين البلدين كما شكرت "كرم دولة الكويت ومؤسساتها الثقافية المختلفة التي لم تتردد في مد يد العون للمكتبة بمدريد".
يذكر ان المعرض يشمل 100 كتاب ومخطوط تم انتقاؤها من 600 كتاب ومؤلف يتطرق بشكل أساسي لدولة الكويت في مكتبات وزارة الخارجية الإسبانية المختلفة باللغات العربية والانجليزية وأخرى أقل باللغة الاسبانية.
وبإمكان زوار المعرض الذي سيغلق أبوابه مع حلول عطلة عيد الميلاد الاطلاع على باقة من الكتب التي تتطرق إلى الغزو العراقي وتاريخ الكويت المعاصر وعلاقاتها الدولية اضافة الى عدد من المؤلفات الأدبية والشعرية والأعمال الروائية فضلا عن مجموعة من الخرائط والرسوم القيمة.
وكان حفل الافتتاح أقيم في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمقر المكتبة التابعة لوزارة الخارجية بحضور شخصيات دبلوماسية اسبانية وعربية.
وشارك في الحفل المدير العام في وزارة الخارجية الاسبانية لشؤون أفريقيا والمغرب والشرق الأوسط مانويل غوميز أثيبو ومديرة العلاقات الثقافية في الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية إيتيزار تابوادا والسفراء الإسبان السابقون لدى دولة الكويت وسفراء عرب معتمدون لدى اسبانيا.
أرسل تعليقك