معرض فني عن  شبرا مصر يشكل علامة جديدة في ثقافة المكان
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

معرض فني عن " شبرا مصر" يشكل علامة جديدة في ثقافة المكان

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - معرض فني عن " شبرا مصر" يشكل علامة جديدة في ثقافة المكان

المجلس الأعلى للثقافة
القاهرة - فلسطين اليوم

بالكلمة المبدعة واللوحة الفنية التشكيلية تتجلى "ثقافة المكان" في كتاب ومعرض فني لاثنين من المثقفين المصريين اللذين باحا بمشاعر الحب لمسقط الرأس في "حي شبرا مصر" العريق الواقع شمال القاهرة بقدر ما شكلا معا علامة جديدة في ثقافة المكان.

فدون سابق تخطيط أو قصد شاءت المصادفات السعيدة أن يصدر المؤرخ الدكتور محمد عفيفي كتابا عن "شبرا مصر" يكاد يتزامن مع معرض فني للفنان الدكتور احمد عبد الغني عن هذا الحي القاهري الذي لا يمتلك أبناؤه فكاكا من سطوة ذكرياته الجميلة وخصائصه الفريدة بما يشكل ثقافة يصح وصفها "بثقافة شبرا مصر".

فاذا كانت الثقافة ممارسة وفعل يومي يمارس على نطاق واسع بطرق وأشكال لا نهائية فلعل هذا الحي العريق الواقع شمال القاهرة هو التجسيد الحي على الأرض لثقافة التسامح ومعنى الإخاء وتلاوين المحبة بين الجميع والاحتفال بالحياة.

ولعل ذلك قد تجلى في الاحتفالية التي أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة لتوقيع ومناقشة كتاب "شبرا اسكندرية صغيرة في القاهرة" للدكتور محمد عفيفي استاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة وحضرها العديد من المثقفين والفنانين فيما تميز هذا الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب "بتعدد الأصوات والروايات".

ومن بين الحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار والدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق والدكتور أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة والدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب والمخرج السينمائي سمير سيف والمنتج السينمائي محمد العدل والفنانة سيمون والمخرج عصام السيد.

وأوضح الدكتور محمد عفيفي الذي شغل من قبل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن سبب وصفه في عنوان الكتاب لشبرا بأنها "اسكندرية صغيرة" داخل القاهرة يرجع إلى أن هذه المنطقة الواقعة شمال القاهرة هي مجتمع مفتوح متعدد الأعراق والأجناس واللغات كالأسكندرية.

واعتمد المؤلف في كتابه على مصادر متنوعة:تاريخية وأدبية وصحفية وشهادات وإفادات شفهية منوها بأنه اكتشف عبر رحلة التأليف التي استغرقت نحو ثماني سنوات بعض الحقائق الجديدة بالنسبة له ومن بينها أن الفنانة سميحة أيوب من أبناء حي شبرا مصر.

وفيما أدار الدكتور محمود الضبع رئيس دار الكتب والوثائق القومية هذه الندوة التي أقيمت أمس الأول "الاثنين" وكان الكثير من الحضور من أبناء "شبرا مصر" اعتبرت الفنانة سيمون ان "اجمل حياتها كانت في شبرا" حيث مسقط رأسها وتحرص على زيارة "شبرا مصر" كل أسبوع.

وها هي الكاتبة والنائبة البرلمانية لميس جابر تقول ان هذا الكتاب الجديد أعاد لها ذكريات طفولتها وشبابها في حي "شبرا مصر" مؤكدة خلال الاحتفالية الثقافية بكتاب "شبرا اسكندرية صغيرة بالقاهرة" أن هذه المنطقة تظهر جمال الشعب المصري وتركيبة مصر.

فهنا في "شبرا مصر" الفضاء الأبرز للتسامح الطبيعي والحياة الطبيعية بعيدا عن الشعارات والتنظيرات.. وهنا في هذا الحي الذي تقطنه أغلبية من الشريحتين الدنيا والمتوسطة للطبقة الوسطى المصرية والذي يحلو للبعض تشبيهه بالحي اللاتيني في باريس مازالت الروح تنبض بالحب والاحتفال بالحياة.

وهنا ايضا دور سينما مكشوفة تطل عليها البيوت ولها ذكريات مع الكثير من أبناء المنطقة مثل الدكتورة لميس جابر التي قالت إنهم كانوا يشاهدون الأفلام من شرفات المنازل بينما استعادت سيمون أسماء بعض دور السينما بهذا الحي العريق وهي بدورها "كانت تشاهد بعض الأفلام التي تعرضها دار سينما من شرفة منزل عمتها".

وفي الاتجاه ذاته تحدث المنتج السينمائي محمد العدل ليستعيد أسماء بعض دور السينما التي تحظى بمكانة عزيزة في ذاكرة ابناء شبرا وكذلك بعض مدارسها التي تخرج منها من باتوا من الفنانين الذين أصابوا قدرا كبيرا من الشهرة ومن بينهم يوسف شعبان وسامي العدل واحمد ماهر ناهيك عن أسماء توهجت في سماء الفن كالموسيقار الراحل بليغ حمدي والفنان الكبير حسين رياض فضلا عن ماري منيب.

ورأى مؤلف الكتاب الدكتور محمد عفيفي أنه كما دخلت السينما مصر من الأسكندرية فانها دخلت القاهرة من شبرا التي عاش فيها الكثير من أبناء الجاليات الأجنبية كالايطاليين واليونانيين الذين انصهروا في بوتقة ثقافة شبرا مصر.

ولئن اختلفت بعض تفاصيل الواقع في حي "شبرا مصر" مع مضي الزمن وبصورة قد تثير شجن بعض أبناء هذا الحي القاهري العريق مثل الفنانة سيمون فان "شبرا مصر مازالت تحتفظ بجوهرها المنفتح والمتسامح والمحتفل بالحياة".

ففي شبرا التي عاشت فيها الفنانة العالمية الراحلة داليدا ابان شرخ شبابها وتغنى بها المطرب الراحل محرم فؤاد مسجد الخازندار قريب للغاية من كنيسة سانت تريزا التي يؤمها مسلمون الى جانب المسيحيين للتبرك بل كان يأتي لها نجوم في الحياة العامة مثل عندليب الغناء الراحل عبد الحليم حافظ.

وإذ شارت الفنانة سيمون لجانب شعوري عندما قالت إن مجرد الدخول لشبرا "تشعرك أنك في مصر" لا تبدو شبرا مثل بعض الأحياء الجديدة أو مناطق الضواحي "ذلك الكائن العملاق المخيف" الذي يتوه فيه القادم من خارج المنطقة، فهي رحبة ومرحبة بالجميع وليست "مدينة بلا قلب " فيما تشكل علاقة ابناء الحي بهذه المنطقة قصة مصرية حميمة للغاية تجلت بعض معانيها في الاحتفالية الثقافية بهذا الكتاب الجديد لأحد المثقفين من أبناء شبرا.

وكما أشار الدكتور عماد ابو غازي فإن مؤلف الكتاب الجديد عن شبرا اعتمد على مصادر غير تقليدية من بينها النصوص الأدبية والصور الفوتوغرافية وأفيشات الأفلام فضلا عن رصد المعمار بتطوراته ومغزاه الثقافي والحضاري.

ولايكاد بمقدور من عاش خارجها أن يشعر بمدى عمقها وتركيبها خاصة لهؤلاء الذين كتب عليهم "الخروج من شبرا" والإقامة في احياء ومناطق أخرى أو السفر الطويل للخارج ولعل ذلك ماحدا بالدكتور محمود الضبع للقول بأن من لم يزر شبرا مصر أو يعرفها سيفتقر للكثير من الخبرات والمهارات.

ومن المفارقات الدالة حقا أن يتزامن إصدار هذا الكتاب الجديد عن "شبرا" مع معرض فني تشكيلي لأحد الفنانين عن "ذكرياته الشبراوية" حيث افتتح أمس "الثلاثاء" معرض "ذكريات شارع الأزهري.. رهاب الفضاء" للفنان الدكتور احمد عبد الغني.

وهذا المعرض الذي افتتح في "قاعة بيكاسو" بمنطقة الزمالك يستمر حتى الثاني عشر من شهر يناير المقبل ويضم العديد من اللوحات الفنية التي تعبر عن مشاعر الشوق والحنين للفنان احمد عبد الغني لأيام الصبا والشباب وبيته العتيق في شارع الأزهري بحي شبرا مصر لتتحاور المفردات والعناصر في تناغم دافيء.

ويقول الفنان احمد عبد الغني إنه سعى في هذا المعرض لاستدعاء حياة جميلة وذكريات حية لأيام الصبا والشباب في شبرا مستعيدًا ساعات النهار ودفء الأماكن في شتاء حنون وساعات العصاري أيام الصيف وتجليات صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم في شارع الأزهري بل وكل شوارع شبرا مصر.

إنها لوحات تنبض بتوق وحنين الفنان لمسقط رأسه وتلك الأبواب المفتوحة دوما والنوافذ التي يتحاور عبرها أبناء المكان مع أصوات الباعة بنغماتها البالغة الخصوصية.. وأنها محاولة لاستعادة حميمية المكان بكل ما ينطوي عليه من مشاعر دافئة.

وكان لهذا الإبن البار لشبرا مصر أن يوظف قدراته الفنية الرفيعة المستوى ومهاراته وحرفيته كأستاذ لفن التصوير وتميزه بخاصية التأمل لخدمة مشاعر الشوق والحنين للمكان وليتحول هذا المعرض الفني التشكيلي إلى علامة دالة في "ثقافة المكان" شأنه في ذلك شأن الكتاب الجديد للدكتور محمد عفيفي عن حي شبرا مصر.

هكذا يعبر اثنان من أبناء شبرا عن مشاعر الحب لمسقط الرأس كل بوسائطه وسبله سواء بالكلمة في كتاب مطبوع أو باللوحة والألوان وحوارات "الأبيض والأحمر والأزرق" تعبيرًا عن حالة شعورية بالغة الخصوصية لصاحبها لكنها في الوقت ذاته تعبر عن مشاعر أبناء هذا الحي القاهري العريق.

إنها على حد قول الفنان الدكتور احمد عبد الغني رحلة في 30 لوحة داخل الأماكن والحجرات والسلالم والطرقات والشبابيك والحوائط والأرضيات المحملة بزخارف قديمة تحيلنا إلى هذا "الزمن الجميل" وهو الزمن ذاته الذي يجده القاريء لكتاب "شبرا.. اسكندرية صغيرة في القاهرة" للدكتور محمد عفيفي والذي وصف هذا الكتاب بأنه "الأهم في حياته".

إنه عالم شبرا الذي لا يعرف أي نوع من "الجيتو" فهو منفتح على الجميع وللجميع.. ولعل هذا الكتاب والمعرض يقدمان إجابة عن سؤال مثل:"من يكتب شبرا ويبدع عن شبرا"؟!.. فيما كان الناقد والكاتب الكبير الراحل فاروق عبد القادر وهو ابن شبرا تمنى غير مرة أن يكتب عن هذه المنطقة الفريدة التي عاش فيها لكنه قضي قبل ان يحقق امنيته الابداعية.

لا أحد بمقدوره في الغالب ان يفلت من تأثير المكان وهذا ما يتجلى في الكتاب الجديد للدكتور محمد عفيفي والمعرض الجديد للدكتور احمد عبد الغني لنشم عبق ونشم رائحة هذا الحي القاهري الفريد ونكاد نرى بالكلمة واللوحة التشكيلية خريطته الجغرافية والانسانية معًا.

كأن لسان حال اثنين من المثقفين المصريين من أبناء شبرا يقول عبر هذا الكتاب والمعرض الفني:"بأي كلمات وصور نتحدث عن "شبرا مصر" عاشقة الحياة المحبة للجميع ؟!..ترافقنا على لعب وافترعنا اوجها للحلم وكان الحلم مصريا مصريا..وهذه روعة "شبرا مصر واصالتها وحداثتها مهما ارتدت الأيام شيئا من الوجع وتلاوين الشجن "!.

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض فني عن  شبرا مصر يشكل علامة جديدة في ثقافة المكان معرض فني عن  شبرا مصر يشكل علامة جديدة في ثقافة المكان



 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday