افتتح في متحف الشارقة للفنون يوم الأربعاء الماضي معرض للفنان المصري جورج بهجوري، بحضور بهجوري شخصيًا، وهو ما يشكل حدثًا مهمًا في تاريخ إدارة متاحف الشارقة.
ويستمر المعرض حتى 31 ديسمبر المقبل ويضم 80 عملًا للفنان المصري منذ بداياته في الخمسينيات حين كان طالبًا يدرس في القاهرة حتى أعماله الأخيرة، وتمتد مسيرة بهجوري المهنية لأكثر من نصف قرن وتشمل العديد من المجالات التي تتنوع ما بين الكاريكاتير إلى النحت.
ويعد هذا المعرض الدورة السادسة من سلسلة معرض علامات فارقة التي ينظمها متحف الشارقة للفنون بإدارة متاحف الشارقة ويسلط الضوء من خلالها على فنان مختلف في كل مرة، وهي المرة الأولى التي تتعاون فيها مع شخص يعرف بأنه "الأب الروحي للكاريكاتير" نشرت رسوماته في الصحف العربية لعقود من الزمن.
وبهذه المناسبة، قالت منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة: "تميز جورج بهجوري عن غيره من خلال الأثر الذي أحدثه فنه لدى الجمهور بالإضافة إلى التنوع في الأعمال التي يقدمها، إذ لا تقتصر شهرته على كونه فنانًا كاريكاتوريًا ورسامًا كرتونيًا يتناول في رسوماته نقدًا سياسيًا، بل هو فنان شامل ونحات وروائي وممثل".
وتنقسم المجموعة لعدة أجزاء تقوم كل منها على فكرة معينة وتمثل فترة من حياة بهجوري والأنماط الفنية المتنوعة التي يعتمدها.
ويمكن للزائرين في قسم "السنوات المبكرة" مشاهدة نماذج لرسومات بهجوري عندما كان شابًا من بينها رسومات لوالده الذي كان معلمًا في مدرسة.
بدأ بهجوري دراسته في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1949 تحت إشراف حسين بيكار الذي كان أحد أهم رواد الفن المعاصر في مصر، وخلال فترة الخمسينيات عمل بهجوري رسامًا كرتونيًا في مجلتي "روز اليوسف" و"صباح الخير" ثم انتقل عام 1969 إلى باريس التي يقيم فيها منذ 35 عامًا.
أما المرحلة الثانية من حياته والتي تعرف بـ "الولادة" فتتضمن أعمال بهجوري في باريس في فترتي الستينيات والسبعينيات خلال مرحلة دراسته في كلية الفنون الجميلة.
وفي قسم "التجريب" يستكشف المعرض الطرق المبتكرة التي عبر بهجوري عن نفسه خلالها باستخدام مختلف الوسائل في العديد من المجالات ومن بينها الرسم والنقش والنحت والطباعة على النسيج.
كما تتنوع الأساليب الفنية التي يعتمدها ما بين التكعيبية والتعبيرية وصولًا إلى بعض التأثيرات السوريالية، والتي تظهر جليًا حتى في منحوتاته إذ لا يستقر بهجوري على نمط واحد فتارة يستخدم البرونز، وتارة الخشب وتارة يمزج ما بين الأساليب.
وفي قسم "يوميات مصر"، يصور بهجوري مسقط رأسه على أنها أرض لا يغيرها الزمن مستعرضًا مناظر من الطبيعة الريفية ومشاهد للاعبي ورق جالسين على طاولة في مقهى شعبي، كما يبرز بهجوري جانبًا آخر لبلده من خلال أعمال تجسد ثورة 2011 في مصر من خلال لوحة "موقعة الجمل".
كذلك اشتهر بهجوري بلوحاته التي يصور فيها أسطورة الغناء المصري أم كلثوم التي تظهر على مسرح بعدة أشكال وباستخدام عدة أنماط من الرسم التعبيري وأسلوب الفن التكعيبي.
وأخيرًا تتضمن مرحلة "انعكاس الذات" لوحاته الشخصية المرسومة بمختلف الوسائل والأشكال، بعضها جاء بشكل ساخر فيه شيء من الدعابة والبعض الآخر عبر عن أفكاره العميقة.
أرسل تعليقك