أوسلو - وال
ذكرت دراسة نشرت نتائجها الاثنين 9شباط أن تلوث الهواء الناجم عن النشاط الصناعي في نصف الكرة الشمالي تسبب على نحو شبه مؤكد في انخفاض نسب الأمطار فوق أمريكا الوسطى في دليل جديد على أن النشاط الإنساني يمكن أن يضر بالمناخ.
وكتب علماء في دورية نيتشر جيوساينس بعد دراسة معدل النمو منذ 1550 في رواسب كلسية عثر عليها في كهف في دولة بيليز الصغيرة بأمريكا الوسطى حددنا جفافًا لم يسبق له مثيل منذ عام 1850.
والرواسب الكلسية صخور مدببة تشكلت نتيجة مياه غنية بالمعادن تتساقط من أسقف الكهوف.
وقال العلماء وهم من بريطانيا والولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا إن قلة الأمطار في بيليز تتزامن مع ازدياد انبعاث المواد الملوثة للهواء في نصف الكرة الشمالي حيث تسببت الثورة الصناعية في اتساع نطاق استخدام الوقود الأحفوري.
وربط العلماء الجفاف بتلوث حاجب للشمس مشيرين إلى أن أكبر تسع ثورات بركانية بنصف الكرة الشمالي منذ عام 1550 نفثت حممًا حجبت أشعة الشمس تبين أنها كانت هي الأخرى فترات جفاف بالنسبة لنمو الرواسب الكلسية.
وساق العلماء مثالًا لفرضيتهم وقالوا إن ثورة بركان لاكي في ايسلندا عام 1783 التي صحبها انخفاض في منسوب مياه نهر النيل تزامنت مع موجة جفاف في بيليز.
وأوضح الباحثون أن التلوث الذي يحجب أشعة الشمس يتسبب في تراجع درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي حيث تتركز معظم الصناعات. وتؤدي هذه التغيرات إلى دفع نطاق التقارب بين المدارين وهو حزام من الأمطار يلف الكرة الأرضية نحو الجنوب لأنه يتحرك بإتجاه نصف الكرة الأكثر دفئًا.
كانت لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة قالت في 2013 إنها ترى بنسبة 95 في المئة أن الغازات المسببة لإرتفاع درجة حرارة الأرض السبب الرئيسي لظاهرة الإحتباس الحراري.
وفرضت العديد من البلدان الصناعية قوانين منذ عام 1970 للحفاظ على نقاء الهواء مما يدل على أن العالم شهد تحولًا في التلوث إاتجاه البلدان الناشئة سريعة النمو وفي مقدمتها الصين والهند.
وقال هاريت ريدلي رئيس الفريق والباحث في جامعة دورهام أن زملائه فحصوا الرواسب الكلسية في بيليز للوقوف على أي دلائل عن وقوع موجات جفاف منذ نحو ألف عام. ويرجح أن يكون الجفاف سبب انهيار حضارة المايا.
أرسل تعليقك