تكبد المزارعون خسائر مالية فادحة خلال الموسم الزراعي نتيجة الإنجماد والصقيع والرياح العاتية التي حملها المنخفض الأخير "هدى" إلى فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وعبّر المزارعون في قرى وبلدات جنين خلال جولة ميدانية قامت بها المؤسسات المعنية، أنَّ هذا المنخفض الجوي ألحق أضرارًا كبيرة في القطاع الزراعي تركز غالبيته في الدفيئات الزراعية لاسيما البندورة والخيار والكوسة واليقطين والقرع.
وذكر عضو الهيئة الإدارية في الجمعية الزراعية في بلدة برقين، عصام خلف، إنهم تكبدوا خسائر مادية كبيرة مباشرة وغير مباشرة في القطاع الزراعي، وأنَّ أغلبها تركز في تطاير النايلون عن عشرات الدونمات من البيوت البلاستيكية، واقتلاع الحديد لبعضها الآخر، وألحقت أضرارًا ودمارًا بالمزروعات، ولاسيما الخضار داخل هذه البيوت.
وأضاف أحد المتضررين من المنخفض، أحمد مصلح، بأنهم تكبدوا خسائر مادية فادحة بالدفيئات الزراعية المزروعة بما يزيد عن 300 دونم من الكوسة والبطاطا، والخيار والبندورة والقرع، مشيرًا إلى أنَّ الخيار والمزروع بمساحة 100 دونم وصل نسبة الخسائر جراء الصقيع والتجمد إلى 95 %، والبطاطا إلى ما يزيد عن نسبة 80%، والبندورة إلى 40: 50% نسبة الخسائر، إضافة إلى الخسائر المادية التي نتجت عن المنخفض من تدمير وتطاير ودخول المياه للبيوت البلاستيكية، وأنَّ ما يزيد عن 200 دونم مزروعات في سهل بلدتي برقين وعرابة ومزروعات بالخضار لحق بها أضرارًا جسيمة تتراوح ما بين 40-60%، مطالبًا بسرعة حصر الأضرار ومساعدة المزارعين على تجاوز هذه الأزمة من خلال تعويضهم.
من جهته، ذكر المزارع معين ياسين من قرية دير أبوضعيف، شرق جنين، إنه بالرغم من الإحتياطات اللازمة إلا أنَّ المنخفض الجوي ألحق بمحصولهم الزراعي خاصة البندورة والمزروعة بمساحة ما يزيد عن 1200 دونم، والذي يعيش من ورائه ما يزيد عن 1500 مواطن تكبدوا الخسائر المادية الفادحة بعد تدمير محصول البندورة جراء الصقيع، مشيرًا إلى أنَّ مصدر رزق أهالي قرية ديرأبو ضعيف يعتمد على هذا المحصول والذي يصدر إلى الضفة وأراضي 48.
وقال محافظ جنين، اللواء إبراهيم رمضان، رئيس لجنة الطوارئ لمواجهة المنخفض الجوي، إنَّ محصول الخضار إضافة إلى البيوت البلاستيكية تكبد خسائر مادية، وذلك وفقًا لما أعلنت عنه مديرية زراعة جنين بأنَّ نسبة الخسائر وصلت في محصول الخضار إلى 85% لمزروعات الفاصولية، وخيار، واليقطين، والكوسة جراء المنخفض الذي ضرب البلاد.
وأشار رمضان إلى أنَّ ما يقرب 1200 دونم من الدفيئات الزراعية تضررت بشكل متفاوت؛ من تدمير وتطاير أجزاء منها، إضافة إلى دخول المياه إلى مخازن الثروة الحيوانية، موضحًا إلى أنه سوف يتم دراسة الخسائر من قِبل لجنة الطوارئ من أجل رفعها للجهات المختصة لتقديم المساعدات ضمن الإمكانيات المتاحة.
وقالت مديرة دائرة العلاقات العامة والإعلام في زراعة جنين، المهندسة لما أبوبكر، إن الأضرار حتى الآن تركزت في قطاع الإنتاج النباتي وخاصة بالبيوت البلاستيكية المحمية، وما يتعلق بتمزيق البلاستيك من الرياح العاتية التي رافقت المنخفض ويقدر عدد الجِمال المتضررة حتى الآن بهذه البيوت بنحو 1200 جمل، وحصول أضرار للمحاصيل المزروعة داخل هذه البيوت.
وأضافت أبوبكر أنَّ نسب الأضرار تفاوتت حسب المحصول، إضافة إلى غرق بعض البيوت البلاستيكية بالمياه نتيجة تدفق مياه الأمطار لداخلها وهناك مزرعة نباتات طبية في منطقة الكفير لحقت بها أضرار بتلف البلاستيك للأنفاق الأرضية وتأثر المحصول فيها بنسب متفاوتة.
أما فيما يتعلق بالإنتاج الحيواني، فكانت الأضرار طفيفة وتمثلت بتدفق المياه إلى داخل بعض المزارع ووصول المياه للأعلاف وتحديدًا مزارع دواجن ومزرعة أغنام ومزرعة أبقار.
وبدوره، قال مدير شركة نزال للمواد الزراعية عدنان إنَّ معظم البيوت البلاستيكية في قريتي الجلمة وعرانة، شرق جنين، تدمر البلاستيك عنها بسبب العواصف التي حصلت، مضيفًا بأنَّ الخسائر زادت نتيجة حالة الصقيع والإنجماد، ما أدى إلى إلحاق دمارًا بالمزروعات.
من جهته، قال ممثل المحافظ رئيس لجنة الطوارئ، أحمد القسام، إنه ونتيجة للمنخفض الجوي طرأ ارتفاعًا كبيرًا على أسعار الخضار والفواكه؛ إذ وصل سعر صندوق البطاطا من 30 – 55 شيكل ، والخيار من 40- 60 شيكل ومعظم أسعار الخضار والفواكه، مشيرًا إلى أن الدفاع المدني تعامل مع 164 حالة منذ بدء المنخفض من تساقط الأشجار ودخول المياه للمنازل والمحال التجارية وفتح عبارات المياه والطرق وحرائق لا تذكر، ومع 950 حالة انقطاع للتيار الكهربائي وتعامل مع 15 حالة مرضية من اختناق بسبب مدافئ الفحم وحوادث السير.
كما ذكر نائب قائد منطقة جنين، المقدم محمد سلامة، إنه وبالرغم من الدمار الذي تكبده المزارعين إلا أنَّ الوضع في محافظة جنين كان تحت السيطرة ولم تسجل أيّة أحداث خطيرة، مشيرًا إلى حالة الانسجام والتكامل والعمل الموحد والجماعي المدروس من قِبل لجنة الطوارئ والتي يترأسها المحافظ وقيادة المنطقة والمؤسسة الأمنية والمؤسسات الرسمية والأهلية ذات الاختصاص.
وقال مواطنون في المحافظة، إنَّ ارتفاعًا ملحوظًا طرأ على أسعار الخضار والفواكه، إذ وصل سعر صندوق الخيار مثلاً إلى 60 شيكلاً بعد أنَّ كان يباع قبل المنخفض بـ40 شيكلًا.
أرسل تعليقك