ألحقت الأحوال الجوية الصعبة التي تجتاح قطاع غزة بسبب المنخفض الجوي ، أضرارا كبيرة في شتى القطاعات، خاصة في الطرقات والبيوت والقطاع الزراعي، وتسبب هطول الأمطار بغرق عشرات المنازل، كما شهدت مناطق عديدة في مدينة غزة، حالات انزلاق للسيارات وغرق لبيوت وممتلكات المواطنين والشوارع، وألحق المنخفض الجوي ، أضرارا جسيمة بالمزروعات والدفيئات الزراعية التي تطايرت بفعل شدة الرياح، كما دمر العديد من الزراعات الأرضية، علاوة على انقطاع التيار الكهربائي جراء تقطع الأسلاك وسقوط الأعمدة، حيث تعرض جل المزارعين بجميع أنحاء قطاع غزة من شماله إلى جنوبه إلى أضرار وتلفيات مادية كبيرة، بسبب تعرض محاصيلهم الزراعية بشكل مباشر للرياح المدمرة، وسيول المياه الجارفة فأتلفت أوراقه ودمرته.
وأكّد أبو شادي طعيمة، وهو واحد من أصحاب الأراضي الزراعية في منطقة الفخاري شرق محافظة خانيونس، أنه غير قادر على الوصول إلى أرضه الزراعية التي أدت الأمطار إلى انجراف طريقه الزراعية الفرعية، بالإضافة إلى بعض الأضرار، وأن انقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد عن 15 ساعة أثر بشكل سلبي وواضح على أرضه الزراعية حيث انه لم يقدر على سحب المياه المتجمعة داخلها وأخذها إلى بركة خاصة لري المزروعات بواسطة الآلات الكهربائية الخاصة.
وطالب المزارعون في المناطق الشرقية لقطاع غزة بضرورة إيجاد تأمين زراعي يكفل تعويض المزارعين عن الخسائر التي تلحق بهم سنويا بما يضمن استمرارهم في الزراعة والحفاظ على الأرض، كما وتعرضت البنية التحتية في قطاع غزة خلال سنوات الحروب الأخيرة إلى دمار بالغ، فبلدة خزاعة التي تقع على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس تعد واحدة من البلدات التي اثر دمار الحرب على تدمير بنيتها التحتية ، فمع بداية المنخفض الجوي تظهر ذروة تلك المعاناة، كما تضاعفت معاناة سكان البيوت المتنقلة "كرفانات" ، جراء العواصف والأمطار.
وقال أبو العبد قديح، أحد سكان تلك البلدة، إنّ "الأمطار المصحوبة بالرياح القوية أدت إلى أضرار بالغة كان اخطرها انتزاع جزء من سقف بيته المكون من الألواح المعدنية مما اضطر إلى الرحيل عن البيت ومكوثه عند أخيه"، أما احمد نجار الذي يسكن في بيت متنقل "كرنفال" جراء تدمير الاحتلال لبيته ، قال إن شدة الرياح وتواصل هطول الأمطار لساعات أدى لغرق الكرنفال وانه اصبح غير امن، ويشعر بالخوف دائما بسبب تطاير بعض الألواح الزينكو من شدة الرياح .
وكشف محافظ خانوينس الدكتور أحمد الشيبي، أن قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ 12 عاما يفتقر إلى معظم خدمات البنية التحتية، مما جعلها تواجه في مثل هذه الاحداث صعوبة بالغة في تصريف مياه الأمطار التي تؤدي إلى انسداد الطرق الرئيسية وعرقلة حركة السير، وذلك نتيجة لنقص معدات تصريف المياه اللازمة، وتطرق إلى أن الحصار شل قدرة الجهات المانحة على إعمار كل ما هدمه الاحتلال، منوهاً إلى أن هناك بعض المواطنين لم يتم إعمار منازلهم ، وهم يعانوا من شدة هذه الظروف.
وأضاف أن المنخفض الأخير ورغم الخيرات التي حملها، جلب معه الضرر وخاصة ضرب المحاصيل والبيوت البلاستيكية وما لحق بالمزارعين من أضرار نتيجة لسرعة الرياح وموجة الصقيع التي ضربت المحاصيل الزراعية سواء المحمية أو المكشوفة ، وان محافظة خانيونس على تواصل دائم مع المواطنين، وفي تقرير للدفاع المدني الفلسطيني في غزة على صفحته الرسمية اكد تعامله مع 51 حالة طوارئ في منخفض يوم الجمعة بينهما إصابتين، كما وأوضح التقرير أن فرق الإنقاذ تعاملت مع 12 حادثة سقوط ألواح معدنية ، وتم معاينة 7 منازل تضررت بمياه الأمطار.
وألحق المنخفض الجوي خسائر مادية فادحة في مجال الزراعة، نتيجة انجراف الطرق الزراعية وعجز وصول المزارعين لمزارعهم وأراضيهم خاصة المناطق الحدودية، وفي مدينة غزة، انجرفت أجزاء من طريق البحر قبالة مخيم الشاطئ، وتطايرت لوحات الإعلانات في شارع عمر المختار في غزة، أما في وسط القطاع، فسقطت العديد من الأشجار، في حين يتخوف المواطنون في محيط وادي غزة من تعرضهم للفيضانات، وفي رفح، نشب حريق كبير في منزل بحي تل السلطان في رفح دون أن تسجل أي إصابات بشرية، بيد أنه خلف أضرارا مادية بالمنزل، وأدت الأمواج العالية والرياح الشديدة إلى تدمير مركب صيد كبير في ميناء الصيادين بمدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، أن مركب صيد كبير "لنش" يعود للصياد (ع ، ج) سكان مخيم الشاطئ دمر بشكل كامل وتعرض للغرق بسبب قوة الرياح وعلو الأمواج، ويأتي ذلك رغم الاحتياطات الكبيرة التي اتخذها الصيادون على طول ساحل قطاع غزة تحسبا للمنخفض الجوي العميق الذي يضرب فلسطين، وأعلن وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، عن جاهزية وزارته بجميع طواقمها الهندسية والفنية لمواجهة آثار المنخفض الجوي الذي يمر على البلاد خلال هذه الأوقات.
وأضاف الحساينة في بيان صحافي، أنه "تم إعلان حالة الطوارئ بالوزارة واستنفار طواقمنا الفنية كافة للعمل على مدار الساعة لمواجهة آثار المنخفض الجوي، متمنين السلامة التامة والعافية لكل أبناء شعبنا"، وتابع "تم تسخير كل آليات ومعدات الوزارة لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي في المحافظات الشمالية والجنوبية في الوطن، وقد أجريت الاتصالات للوقف عن كثب على تطورات وآثار المنخفض الجوي وكيفية تعامل آليات وطواقم الوزارة مع التطورات في الميدان"، وعادةً ما تعلن بلديات قطاع غزّة المختلفة عن جهوزيتها واستعداداتها السنوية لموسم الشتاء، والتي تؤكد على أن لجان الطوارئ التابعة لها تعمل على مدار الساعة في أوقات المنخفضات الجوية.
وتتشكل لجان الطوارئ التابعة للبلديات من ممثلين عن البلديات، والدفاع المدني والكهرباء والشئون الاجتماعية، إلا أن هذه الخطوة الإغاثية لا تعفي البلديات من الاستعدادات الروتينية السنوية، لاستقبال فصل الشتاء، كتنظيف المصارف وبرك تجمع المياه، وصيانة مضخات المياه والتأكد من وجود وقود احتياطي للمضخات وبرك التصريف حتى لا يحدث ارتباك في عمليات تصريف المياه من الشوارع التي تتجمع فيها، والمنازل التي تُغرقها في المنخفضات العميقة.
وتعاني العديد من المناطق الفلسطينية خصوصًا في قطاع غزّة، من إهمالٍ كبير في الطرقات ومحطات الصرف، ما يؤدي إلى غرق العديد من المنازل مع ازدياد هطول الأمطار واشتداد المنخفضات الجويّة، وكان مركز الميزان لحقوق الإنسان، دعا الفصائل لضرورة الإسراع في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأن تباشر الحكومة معالجة أزمات ومشاكل القطاع بشكل عاجل وفوري، ومنها وضع الخطط والآليات لمواجهة مشكلة تجمع مياه الأمطار خاصة وأننا في بداية فصل الشتاء، يُذكر أن الاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال، تسببت في استمرار تدهور أوضاع البنية التحتية لقطاع غزة، ولاسيما بعد سلسلة الهجمات التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع واستهدفت فيها المنازل والمنشآت والطرق وشبكات الكهرباء والصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار.
ويناشد المواطنون الغزيون الفصائل على إنجاز وإتمام المصالحة الفلسطينية لتعالج الحكومة أثار وتبعات ومشاكل قطاع غزة واهمها البنية التحية والكهرباء وإعمار البيوت التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي.
أرسل تعليقك