افتتح وزير الزراعة سفيان سلطان، اليوم السبت، مهرجان قطف الزيتون السنوي السادس عشر، في بيت لحم، تحت رعاية رئيس الوزراء رامي الحمد الله.
ويشمل المهرجان الذي ينظمه مركزا التعليم البيئي والسلام، وبلدية بيت لحم، بالتعاون مع وزارة الزراعة ومؤسسات أخرى، عددا من الأكشاك التي تضم منتجات الزيتون من زيت ومكبوس، إضافة لمطرزات.
وقال الوزير، "إن هذا المهرجان يعبر عن رمزية وطنية ثقافية حضارية تراثية تاريخية ورمز للسلام والمحبة في أرض السلام" .
وفيما يتعلق بشجرة الزيتون، قال سلطان "إننا نعكف الآن وفي إطار توجيهات من مجلس الوزراء على العناية بها لأنها تعتبر مصدرا أساسيا للدخل لآلاف المزارعين"، لافتا إلى أنه يتم زراعة نصف مليون شجرة كل عام.
وأضاف، "إن المساحة الإجمالية المزروعة بأشجار الزيتون تتراوح ما 550 ألف إلى 600 ألف دونم، وإن عدد الأشجار الإجمالي يصل إلى 11 مليون، منها 9 ملايين مثمرة ومنتجة، وأن مليوني شجرة تم زراعتها خلال الثلاث سنوات الماضية".
وحول المشاريع المستقبلية الخاصة بقطاع الزراعة وخاصة شجرة الزيتون، قال وزير الزراعة إن "هناك استراتيجية تتمحور حول عدة نقاط، منها زيادة عدد الأشجار المزروعة والاهتمام بالتسميد والري والتقليم وتشبيب شجرة الزيتون، في إطار برنامج وطني من خلال التعاون مع مؤسسات دولية ومحلية، بالإضافة إلى زيادة في الانتاجية والنوعية والاهتمام بالمعاصر وتحسين مواصفاتها".
وبالنسبة لقيمة الخسائر التي لحقت بقطاع الزراعة جراء الاحتلال، أوضح الوزير سلطان أن الخسائر السنوية تصل إلى 5% من حجم الانتاج الزراعي، جراء قلع الأشجار والاستيلاء على الأرض ومصادر المياه وعدم السماح بالتوسع الزراعي .
وأشار إلى أن قطاع الزراعة شهد خلال موسم 2015-2016 زيادة في الدعم الدولي وصل إلى 120 مليون دولار على مدار خمس سنوات مقبلة.
من جانبها، قالت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون إن استمرار إقامة المهرجان دلالة على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وبكافة الرموز والعلامات التي تدل على تراثنا الأصيل ووجودنا القديم على هذه الأرض، وأن شجرة الزيتون رمز لكل ذلك، وهي جزء لا يتجزأ من تراثنا الفلسطيني وكل ما تعنيه من معان ساهمت في صقل مسيرة شعبنا .
وأضافت، إن أهمية المهرجان تكمن في خلق سوق مركزية وهامة لتسويق المحاصيل الزراعية المتعلقة به، لعدم وجود أسواق كافية لها بسبب الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة بفعل عراقيل الاحتلال .
وأشارت بابون إلى أن الاعتداءات الاحتلالية متواصلة على الأراضي في بيت لحم، وأن هناك مخططا استيطانيا سيتم تنفيذه جنوب بيت لحم يهدد آلاف الدونمات بالمصادرة، تحديدا في منطقة "خلة النحلة".
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض، "إننا نسعى من خلال هذا المهرجان إلى التعريف أكثر بشجرة الزيتون، ونؤكد أننا ماضون بأن يكون هذا الحدث منصة سنوية لدعم المزارعين وإسنادهم، والتعرف إلى هموم سدنة الأرض".
وبين أنهم عكفوا قبل إقامة المهرجان على تنظيم فعاليات احتفالا باليوم الوطني لقطف الزيتون لمساعدة المزارعين في قطف ثمار الزيتون، بدءا من قرية جناتا ومنطقة خل القرنين ومنطقة السدر وبير عونه في بيت جالا، وصولا إلى مخيم عايدة وللحقول التي يحاول الاحتلال السيطرة عليها .
وقال عوض: "نأمل أن يشكل المهرجان مناسبة للتواصل مع المزارعين ودعم صمودهم وغرس المزيد من الأمل نحو الاهتمام بالأرض أكثر".
بدوره، نقل ممثل محافظ بيت لحم فؤاد سالم تحيات المحافظ وقال، إن موسم الزيتون تحول إلى تظاهرة مجتمعية ثقافية عبر المشاركة التي تتسع سنويا، لتتجدد روح التضامن والتعاون بين أطياف شعبنا .
وأضاف، إن الحفاظ على الزيتون وتعزيز صمود المزارع مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا جميعا كفلسطينيين لدوره في تشكيل ثقافتنا وهويتنا وترسيخها .
وتخلل المهرجان فقرات من دبكات فلكلورية ومعزوفات وطنية وإلقاء شعر .
أرسل تعليقك