غزة – حنان شبات
يبدو الحديث عن الأزياء والموضة نوعًا من الترف في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة منذ سنوات، إلا أن ذلك لم يمنع الشابة نرمين من اختراق حاجز العادات والتقاليد لتبدع في تصميماتها الجميلة، عبر التوازن بين ألوان وأشكال الموضة وبين الضوابط الاجتماعية للملابس النسائية.
وكشفت مصممة الأزياء الشابة نرمين الدمياطي، خلال حوارها إلى "فلسطين اليوم"، أنها شقت طريقها في عالم الأزياء بعدما تلقت دورات مكثفة في التصميم، منوهة إلى أنها نجحت في الخروج من إطار التقليد في التصميم والتنفيذ، إلى عالم الإبداع والحرية المنضبطة.
وجاء ذلك باختيار مكونات التصميم لتلبي رغبات الشابات والنساء اللواتي يتطلعن إلى ارتداء ملابس تتميز بتناغمها مع الموضة دون الإخلال بالإطار الأخلاقي العام.
وأشارت نرمين إلى أنها تقضي معظم وقتها بين رسم تصميمات جديدة أو تطوير ما صممته في السابق، بالإضافة لمتابعة أمور التنفيذ والخياطة لتنفيذ التصميمات المطلوبة للزبائن، مع فني الحياكة لديها.
واعتبرت دمياطي أن تصاميمها حققت نقلة نوعية في العباءات النسائية التي كانت تقتصر على اللون الأسود مع بعض الملحقات الملونة، لكن لم يعد غريبًا أن تجد عباءة بألوان خضراء أو زرقاء أو نحوهما، لافتة إلى أن تصميماتها تتركز في كيفية صناعة ملابس نسائية تحاكي الموضة بشكل عصري وتكون مقبولة مجتمعيًا وشرعيًا.
وحول الصعوبات التي واجهتها لافتتاح مشغلها الصغير التي تتوقع أنه سيتحول خلال فترة وجيزة إلى مشروع كبير، ذكرت أن عدم توفر الأقمشة المطلوبة في أسواق غزة بالإضافة لعدم توافر لوازم الخياطة كإبر الحياكة وقطع غيارات الماكينات علاوة على بعض المواد الكيميائية التي تستخدم في غسيل الملابس أثناء الحياكة لعمل بعض التصميمات.
وتابعت مصممة الأزياء أن الحصار وإغلاق الأنفاق أثروا بشكل كبير على مجال تفصيل الملابس في غزة، لأنهما يتسببا في عدم توافر اللوازم الضرورية بالإضافة إلى أنها تقف حاجزًا لفتح أسواق جديدة كالأسواق العربية والخليجية .
ونوهت نرمين إلى أنها كانت تحتفظ بتصميماتها ولا تعرضها سواء على مصانع الخياطة أو محلات تفصيل الملابس، خشية سرقتها أو تقليدها.
وأكدت نرمين زيادة الإقبال على مشغلها ليس فقط من النساء بل من الرجال أيضًا لتصميم بعض الملابس التي يرونها مناسبة لزوجاتهم أو بناتهم.
وعبرت دمياطي عن أملها في فتح معبر رفح لتتمكن من السفر وشراء احتياجاتها من الأسواق المصرية أو التركية.
وطالبت وزارة الصناعة والاقتصاد بالوقوف بجانب مثل هذه المشاريع وتوفير الاحتياجات اللازمة لها والعمل على فتح أسواق جديدة.
أرسل تعليقك