تشكل المشاركات الفلسطينية في الدورات الرياضية الخارجية حدثا بحد ذاته نظرا للمعاناة والحصار والحروب والظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، فكيف اذا تواكبت مع نتائج لافتة تؤكد تصميم رياضييها على اثبات انفسهم.
وتأتي المشاركة الفلسطينية في دورة الالعاب الاسيوية السابعة عشرة في اينشيون 2014 الى جانب قرابة 10 الاف رياضي ورياضية من 45 دولة اسيوية بعد اسابيع قليلة فقط من حرب مدمرة في قطاع غزة خلفت اكثر من الفي قتيل منهم رياضيون، ولم تسلم منها المنشآت الرياضية ايضا.
واعطى انجاز منتخب فلسطين الاول بالتأهل الى نهائيات كأس اسيا للمرة الاولى في تاريخه دافعا على ما يبدو للمنتخب الاولمبي المشارك في الاسياد والذي ضمن "نظريا" تأهله الى الدور ثمن النهائي بعد فوزه بمباراتيه الاوليين.
وقال اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية في حديث لوكالة فرانس برس السبت عن ظروف المشاركة واهدافها بقوله "اننا نخوض معركة وطنية وسياسية في الالعاب الاسيوية".
واضاف "بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتقييد الحركة داخل فلسطين وخارجها ايضا، والظروف المالية الصعبة التي نعاني منها، فاننا نجحنا في المشاركة في الالعاب الاسيوية بحوالي 80 رياضيا منهم 7 رياضيات يشاركون في 12 لعبة، 3 جماعية و7 فردية".
وسلط الضوء بطبيعة الحال على منتخب كرة القدم مؤكدا "ها ان المنتخب الاولمبي يحقق الانجاز بفوزه في مباراتين وضمانه بنسبة كبيرة التأهل الى الدور الثاني، وهذا امر بحد ذاته انجاز للرياضة الفلسطينية ومؤشر ممتاز على مشاركتنا".
ويتصدر منتخب فلسطين ترتيب المجموعة الثالثة في الاسياد بعد فوزه على عمان 2-صفر وطاجيكستان 2-1، وامامه مباراة اخيرة في الدور الاول مع سنغافورة الاحد.
ومضى قائلا "ما يميز هذا الانجاز في اينشيون ان جميع لاعبي المنتخب الفلسطيني من الداخل، ويتدربون بظروف صعبة في الضفة الغربية وغزة، فنحن لم نشرك اي لاعب من المنتخب الاول او فوق السن القانونية، لكن اللاعبين هنا اثبتوا جدارتهم واعتقد بان عددا منهم سينتقل الى المنتخب الاول بعد عملية الفرز".
واضاف "ما حصل مؤشر ممتاز حتى الان، فانا مقتنع بأن مستوى كرة القدم في فلسطين قد تطور، وبات يؤهلها للمنافسة في الدورات التي تشارك فيها، وهذا ما حصل في كأس التحدي وما يحصل في الاسياد".
واحرز منتخب فلسطين لقب كأس التحدي الاسيوي ما اهله للمشاركة في نهائيات كأس اسيا حيث سيلعب في المجموعة الرابعة الى جانب العراق والاردن واليابان حاملة اللقب.
ويشارك في اينشيون 4 لاعبين فقط من الذين كانوا ضمن المنتخب الفائز بكأس التحدي هم الحارس رامي حمادة واحمد ماهر وريدات (سجل الهدف الاول في مرمى عمان) وتامر صيام وهلال موسى (سجل الهدف الثاني ضد طاجيكستان).
كما ركز الرجوب على "ضرورة ان يكون جميع العاملين في الاجهزة المختلفة للمنتخب من الفلسطينيين، وان المدرب المقبل للمنتخب الاول سيكون فلسطينيا ايضا، فالفلسطيني سيدافع عن قضيته لان مشاركاتنا هي قضية وطنية".
وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وافق قبل فترة على الاستقالة التي تقدم بها مدرب المنتخب الاول، الاردني جمال محمود وكلف بدلا منه الدوليان السابقان صائب جندية كمدرب وفهد العتال كاداري.
ويقود المدرب الفلسطيني عبد الناصر بركات المنتخب الاولمبي في اينشيون، ويبدو انه الاقرب لتولي مهمة تدريب المنتخب الاول في كأس اسيا.
وعن مقومات هذا التطور الحاصل في الكرة الفلسطينية في ظل ظروف الحصار والحروب التي تتكرر كل فترة اوضح الرجوب "هذا هو الانسان الفلسطيني الذي يقهر العذابات والحصار، ويكفي ان نقول ان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة راح ضحيتها 37 شخصا من الاسرة الرياضية الفلسطينية، 35 في غزة و2 في الضفة، بين لاعب واداري وحكم واعلامي".
وتطرق الرجوب الذي يشغل ايضا منصب رئيس اتحاد كرة القدم الى مشاركة المنتخب في نهائيات كأس اسيا قائلا "المنتخب الفلسطيني لن يكون صيدا سهلا في نهائيات كأس اسيا، بل سيكون منافسا، ونحن سنقوم بكل ما هو مطلوب منا لاعداده، وتم ترتيب مباريات ودية عدة له مع منتخبات الهند والصين وباكستان والسعودية".
أرسل تعليقك