غزة – محمد حبيب
أكدّ رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة "حماس" الدكتور عصام عدوان، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى خلال الآونة الأخيرة إلى تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية من خلال طرح قضية "اللاجئين اليهود"، ويسعى إلى التشويش على الرأي العام العالمي فيما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح عدوان، في مقابلة مع "فلسطين اليوم" حول الاجتماعات التي عقدت أخيرًا حول "اللاجئين اليهود من الدول العربية"، أنَّ مثل هذا الاجتماع يُمثل خطورة كبيرة على حق العودة؛ مؤكدًا أنّ "هؤلاء اليهود ليسوا لاجئين كما يزعمون، بل هم مسؤولون عن تهجير الشعب الفلسطيني، في عام 1948 وهاجروا في عمليات سرية من بعض البلاد العربية ووصلوا إلى أرض فلسطين ليهجروا مع غيرهم من يهود العالم الشعب الفلسطيني من أرضه".
وأضاف عدوان إنَّ "هذه الاجتماعات خطيرة جدًا، ولها تبعات خطيرة قد تؤدي إلى تغييب قضية اللاجئين الفلسطينيين وطمس معالمها الحقيقة، وأن عقد اجتماع لمناقشة اللاجئين اليهود سابقة خطيرة تسهم في تزوير التاريخ".
وتابع إنَّ "دولة الاحتلال تعمد من خلال ممارساتها المختلفة إلى تضييع حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض معًا، وتسعى إلى البحث عن لاجئين يهود إلى أن يعاملوا كاللاجئين الفلسطينيين، ويكون لهم الحق في العودة إلى الأراضي المحتلة".
وعن حملة "أنا لاجئ يهودي"، أوضح عدوان أن الهدف من وراء هذه الحملات "تضييع حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، وهي تسعى إلى القول بوجود لاجئين يهود وإلى أن يعاملوا كاللاجئين الفلسطينيين".
وأشار عدوان إلى أنَّ "هذه الحملة تهدف إلى القول ضمنًا بأن أي ترتيبات نهائية يجب أن تكفل تسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين، مع عدم إهمالها قضية اللاجئين اليهود، خصوصًا في ما يتعلق بالتعويض، وصولًا إلى إجبار الطرف الفلسطيني من دون أي تعويض للطرفين الفلسطيني أو اليهودي".
وبيَّن أنَّ "دولة الاحتلال تريد من خلال الحملة، الضغط على الولايات المتحدة لتقليص مساعداتها للأونروا، وتحثها على ضرورة تصفيتها من قبل الأمم المتحدة في إطار التسوية النهائية لقضية اللاجئين الفلسطينيين".
وأكد عدوان، ضرورة تضافر كل الجهود لتحقيق الوعي الكامل بالعودة عبر تعاون جميع القوى والفصائل الفلسطينية والمراكز والمؤسسات المعنية باللاجئين الفلسطينيين في الداخل والخارج، نحو وضع خطة تساعد في تهيئة الرأي العام، والإعلام بضرورة البدء بتطبيق مفهوم العودة إلى القرى والبلدات الفلسطينية في الداخل المحتل، مطالبَا بضرورة خلق أفكار جديدة تشكل واقعًا عمليًا لإجبار العالم على النظر لقضية اللاجئين.
وشدد على أنَّ الشعب الفلسطيني "مجمع على حقه في العودة إلى دياره التي هُجر منها وينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، وهو حق ورثه الأجداد للآباء والأجداد والأحفاد، لكن هناك عملية إلهاء للشعب من خلال المفاوضات العبثية مع الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن الأحداث الجارية في الساحة العربية التي تعمل على تشتيت الفلسطينيين".
وأبرز عدوان، أنَّ تحقيق العودة ودحر المحتل لن يكون إلا بالمقاومة المسلحة، مستشهدًا بالتاريخ قائلًا: "كل الدول التي وقعت تحت الاحتلال لم تتحرر إلا بقوة السلاح"، لافتًا إلى ضرورة تبنى وسائل الإعلام خطة للحث على البدء بتطبيق مفهوم العودة إلى القرى والبلدات الفلسطينية في الداخل المحتل ولتكن البداية من سورية.
ودعا عدوان اللاجئين الفلسطينيين في سورية للتوجه إلى قراهم ومدنهم في فلسطين المحتلة عبر الجولان المحتل بدلًا من اتخاذ الرحلات البحرية عبر قوارب الموت طريقًا للهجرة إلى أوروبا.
أرسل تعليقك