يعاني المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني المحتل من عنصرية الحكومة الإسرائيلية تجاه المواطنين الفلسطينيين والعرب, وأي حراك يحدث في الشارع الفلسطيني ينعكس بشكل سلبي عليهم كمواطنين عرب داخل الدولة الإسرائيلية, ومن هنا تبدأ آليات التحريض والإنتقاص من حقوقهم المشروعة و(المنقوصة), وينظر إليهم على أنهم محرضون على (العنف) وفق مفهوم المجتمع الإسرائيلي, من خلال تأييدهم ودعمهم ومساندتهم إلى شعبهم الفلسطيني على كافة الأراضي الفلسطينية.
حمَّل العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي عن القائمة العربية الموحدة د. عبدالله أبو معروف، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, المسؤولية عن جرِّ الشارع الإسرائيلي نحو التطرف, نظرا للعنصرية الذي ينتهجها ضد المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني المحتل, ويستغل بشكل إنتهازي وغير صحيح, وبشكل لا يقبل المعايير الديمقراطية, ليبدأ بالتحريض المفرط ضد الجماهير العربية, مستغلا الإعلام بشكل واسع, وهو يقوم بإستخدام الوسائل الإعلامية لتوجيه سياساته فقط, ولا يسمح لأحد بإستخدام الإعلام غير الإسرائيليين وفق رقابة صارمة.
وأشار إلى أن نتنياهو دائما يضع نصب أعينه عدوًا وهميا بشكل غير صحيح من أجل تمرير سياساته ومخططاته، موضحاً أن الإعلام الإسرائيلي لا يسمح للمواطنين العرب أو أعضاء الكنيست العرب بإستخدام الإعلام, سوى لفترة زمنية محدودة وبرقابة صارمة, ولا يسمح للمواطنين العرب بمنحهم حقهم في الإعلام الرسمي الإسرائيلي أو الخاص في التعبير عن رأيهم بوضوح, خصوصا في ما يتعلق بالأمور السياسية التي تخص القضايا العربية.
وقال في حديث خاص لـ"العرب اليوم" حول مدى قوة وتأثير القائمة العربية الموحدة في الكنيست الإسرائيلي والتي تشمل على 16 عضواً وتعتبر الثالثة من حيث القوة: إن القائمة العربية في الكنيست الإسرائيلي باتت تشكل قوة لا يستهان بها, وهي تشكل ثالث كتلة, ولكن للأسف الشديد أصبحنا مقاطعين من قبل باقي الكتل في الكنيست الإسرائيلي, وتشن علينا الحكومة الإسرائيلية, والكتل البرلمانية الأخرى في الكنيست حملات تحريض بإستمرار".
و أكد حول إمكانية سقوط نتنياهو أو ثبات حكومته, أن القائمة العربية في الكنيست الإسرائيلي ترى أن حكومة نتنياهو ستستمر, وهو سبق وأن حذر الشارع, وحذر الإسرائيليين, لكي يبقى في الحكم, وإذا حدثت أي تغيرات معينة ستكون مفاجأة.وأشار إلى أنه من الممكن أن بعد سنة أو نصف سنة في أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/أكتوبر أن يفوز نتنياهو في الإنتخابات الداخلية لحزب "الليكود" الذي يتزعمه, ويحاول أن يدخل الكنيست الإسرائيلي بأكثر من 35 عضواً من حزبه ليصبح قادرا على تشكيل حكومة مرة أخرى.
وتوقع بأن نتنياهو لا يريد أن يجازف ويذهب إلى إنتخابات سيكون له فيها أقل من 35 عضواً لانه من الممكن أن لا يستطيع أن يكون حكومة جديدة, بينما في حال أيقن أنه قادر, سيفعل ذلك على الفور من أجل أن لا يخسر الحكم.أوضح أبو معروف، أن القدس لها مكانة كبيرة عند كافة الكتل والأحزاب العربية وتحظى باهتمام الجميع, ولكن المجتمع اليهودي في إسرائيل, يحاول قدر الإمكان التأثير في كل الإتجاهات من أجل أن يمنع وصول أي منافسين عرب من أجل السيطرة على بلدية القدس الذي أحتلت عام 1967.
و أوضح عن تأثير الصراع العربي الفلسطيني على وضع العرب في الداخل المحتل, أن الصراع ليس فلسطينيا بقدر ما هو صراع عربي إسرائيلي في الداخل العربي المحتل, وأشار إلى أن من يمتلك الأدوات الأقوى هو الذي يستطيع أن يحرك الشارع وفق آليات الإعلام الذي تعمل لصالحه, ويبرز سياسته التضليلية من خلالها, "يقصد نتنياهو".وفي إطار اللقاءات المستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, أكد على أن الوسط العربي في الداخل الفلسطيني المحتل لا يتدخل في أمور تقرها القيادة الفلسطينية, من مفاوضات, وغيره.
وأشار الى أن موقفهم العربي في الوسط المحتل مع إستمرار المفاوضات, موضحا أن القرار الأول والأخير إلى القيادة الفلسطينية التي تتولى آلية المفاوضات.وأوضح أن الأحزاب العربية في الداخل المحتل لهم موقف من آلية وشكل المفاوضات, يتلخص في أن تكون الكلمة الفلسطينية لها مخالب وتستطيع المواجهة السياسية والدبلوماسية بشكل لا يقبل التردد. وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سبق وأن قال أن هذا هو موقف القيادة الفلسطينية وليس موقفاً أحد آخر.
ونوه إلى أنهم مواطنون, وأن أي تسوية تتم لا من قبل القيادة الفلسطينية, لافتا الى أن السلطة الفلسطينية حتى اللحظة لم تتفق حول تعريف هذه الآلية, وبالنسبة للوسط العربي فإن مفهوم الدولة اليهودية يتعارض مع كل المواثيق والتفاهمات الدولية.وعن لقائه بالرئيس محمود عباس, ودور السلطة, أوضح بأن الأمور صعبة جدا للغاية على الجميع, وقال: " من خلال تجربتي في خلال عملي في منظمة أطباء لحقوق الإنسان قبل أن أصبح عضواً في البرلمان, وبحكم إحتكاكي بالمواطنين الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية , بأننا لا نستطيع التقدم خطوة إلى الأمام نظرا لقلة الإمكانيات وصعوبة آليات التواصل, بين السلطة الفلسطينية والمجتمع العربي, نظرا لصعوبة الإجراءات الإسرائيلية".
وعن الهبة الجماهيرية الفلسطينية، قال العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي د. عبدالله أبو معروف أن الأمر يعود في مواقف النواب العرب إلى أن ماكنة الإعلام الإسرائيلية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية مدعومة برئيسها بنيامين نتنياهو الذي يقوم بتضليل الإعلام ويحاول تصدير المشهد وفق سياسته للشارع العربي والإسرائيلي.وقال : " نحن نعلم تماما حجم الألم الذي يتعرض له المواطنون الفلسطينيون سواءً في أراضي السلطة الفلسطينية أو في الداخل العربي المحتل, والدور الذي يقوم بها الفلسطينيين , ونحن كنواب عرب نسعى دائما من أجل إنهاء الإحتلال, ونناضل من أجل ذلك, ونعلم تماما أن نتنياهو يريد الدفع بنا إلى الخانة التي يريدها هو, من أجل إبعادنا عن الساحة السياسية.
وتابع: " نحن 16 عضو عربي في الكنيست الإسرائيلي, جئنا رغم أنفهم, وضد رغابتهم, ولنا تأثير قوي, ولكن الإحتلال يحاول دائما أن يضعنا في آتون الحرب , والحكومة الإسرائيلية تحاربنا وتمنعنا من الظهور بشكل تحليلي على الإعلام الإسرائيلي, من أجل توضيح مواقفنا والإستماع الينا", مضيفاً: "نحن ممنوعون من الظهور على الإعلام الرسمي إلا وفق دقائق معدودة لا نستطيع خلالها التعبير عن وجهة نظرنا الحقيقية, بالرغم من أننا نحاول قدر الإمكان تصدير مواقفنا بإستمرار عبر نوافذ إعلامية عربية ولكنها لا تحظى بحجم التأثير التي تتمتع به الصحف الإسرائيلي والإعلام الرسمي والخاص الإسرائيلي", معللا ذلك بسيطرة الحكومة الإسرائيلية, وبرقابة صارمة على الإعلام.
وعن أسباب عمليات الطعن والدهس التي حدثت مؤخرا, أرجع الأسباب في ذلك إلى السياسة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية من تضييق وخناق على المواطنين العرب. وأشار إلى لها عدة أسباب يصعب تقييمها وتوضيحها لتعددها, مضيفا أن أبرزها اليأس العام والوضع السيء والإقتصادي الأسوأ للمواطنين العرب, والأوضاع المعيشية الصعبة, وتضييق الخناق على المواطنين العرب وفق سياسات الترانسفير والتطهير العرقي, وإستمرار الإحتلال في سياسته العنصرية والتعسفية ضد الشعب الفلسطيني, حتى من قبل السلطة الفلسطينية, إنسداد الأفق والوضع المعيشي الصعب, والمستقبل المجهول, كلها عوامل دفعت الشباب الفلسطيني إلى القيام بهذه الإجراءات, والسؤال هنا , هل هو هذا الأسلوب الصحيح الذي ينتهجه الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال؟.
وفي إشارة إلى عدم دخول المواطنين الفلسطينيين والعرب إلى الدول العربية, أكد على أن كل مواطن عربي في الداخلي الفلسطيني المحتل ويحمل الهوية الإسرائيلية, "الزرقاء", لا يستطيع الدخول إلى أراضي الدول العربية, بإستثناء مصر والأردن اللتان وقعتا على معاهدة سلام مع إسرائيل, بالإضافة إلى المغرب وتونس, وأيضا الإسرائيليين يستطيعون السفر, منوها إلى أن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى الدول العربية التي تمنع المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني المحتل من الدخول إلى أراضيها, مضيفا: "أنتمي إلى الأمة العربية كفلسطيني, وليس شغوف بزيارة بلدانها,"
وأشار إلى أن الصراع ليس (عربيأ – إسرائيليا), ولكن الواضح هو صراع (فلسطيني - إسرائيلي) منذ العام 1973, لافتا إلى أن مواقف الدول العربية قبل حرب 1973 كانت مشرفة , خصوصا السعودية التي كان لملكها موقف وطني من الدرجة الأولى.وأكد على أن الفلسطينيين بحاجة الى موقف سياسي بشكل صحيح في المفاوضات والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مدعوم بموقف عربي ودولي من أجل حصوله على حقوقه المشروعة, مشددا على أن الذي يطلبه الفلسطينيين هو موقف سياسي فقط من الدول العربية.
وأوضح أن موقفه المستند على موقف الحزب العربي الشيوعي الإشتراكي الذي طالب قبل قرارا التقسيم عام 1947 بإقامة دولة واحدة لكل المواطنين , لافتا الى أن ما حدث ليس كما طالبوا به, وتم التقسيم.وبين أن العالم اليوم كله يسعى إلى دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 , وأنهم ليسوا بمختلفين على ذلك طالما أنه أصبح مطلبا دوليا ومطلبا واقعيا, رافضا الحديث عن شعارات المراحل والتي ترمي إلى تحرير فلسطين بأكملها.
وحدد موقفه السياسي, بإرتباطه بالموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني, والمجتمع الدولي, بالإنسحاب الكامل إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو من العام 1967وتفكيك المستوطنات, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل وعاصمتها القدس الشريف, مؤكدا على أنه لا يوجد حل سحري آخر.
أرسل تعليقك