إتهم رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الدول الكبرى في التلكوء وعدم الإكتراث لجهة إيجاد حل للأزمة السورية بسبب الصراعات والخلافات على النفوذ في المنطقة , وقال الرئيس سلام في حديث مع "فلسطين اليوم" أن كل يوم يتأخرفيه حل الأزمة السورية تزيد الأمور تعقيداَ ويكثر حجم الضرر الذي يلحق بالشعب السوري والمنطقة العربية والعالم. وكشف عن مطالبته الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لقاء خاص معه" إيجاد جهاز دولي يتوّلى متابعة الدول التي تعهدت بدفع الأموال لتنفيذ إلتزاماتها حتى لا يبقى كلامها حبر على ورق كم حصل عادة في مؤتمرات دولية سابقة" .
ووصف رئيس الحكومة اللبنانية اللقاءات التي عقدها مع عدد من زعماء الدول الذين شاركوا في مؤتمر الدول المانحة الذي إنعقد في العاصمة البريطانية ونجح في جمع مبلغ إحدى عشر مليار دولار أميركي, بأنها تركت لديه الإنطباع "بالضياع والإهمال فيما بينهم بسبب تغيير الخرائط الذي يحاولون فرضه على الأرض".وشدَد سلام على أهمية التوافق وبسرعة على إنتخاب رئيس للبنان في اقرب فرصة لأن البلد لا يمكن أن يعيش بدون رأس يحمي النظام السياسي والديمقراطي الذي ميَز لبنان على مدى العقود الماضية .
وإستبعد تمام سلام أن يتم حل قضية اللاجئين السوريين في لبنان أو غيره من الدول في المستقبل القريب موضحاَ " لو تم عملياَ حل الأزمة اليوم فإن عودتهم لإلى ديارهم ستأخذ وقتا طويلا .وأشار إلى ان بلاده قدمت إلى مؤتمر المانحين في لندن مشاريع وخطط كاملة لمساعدتهم ومساعدتنا في تنفيذ مشاريع تساعدنا كدولة على القيام بواجباتنا الإنسانية تجاههم , وضرب رئيس الوزراء اللبناني مثلا موضوع التعليم كجانب من الجوانب التي ترهق خزينة الدولة اللبنانية قائلا " يوجد في لبنان 250 ألف طالب لبناني في المدارس ومقابلهم يوجد على مقاعد الدراسة 200 ألف سوري , في حين بقي 200 ألف سوري خارج المدارس ".
وأبدى سلام تشاؤمه لجهة إيجاد حل للأزمة السورية في المستقبل القريب بدليل" ان العالم كله كان متفئلا منذ أسبوع تقريبا بقرب إيجاد حل للأزمة خلال إنعقاد مفوضات جنيف الأسبوع الماضي , لكن الأمال تبخَرت في لحظات, الأمر الذي يكشف عدم وجود نية لدى الدول الكبرى لإيجاد حلول قريبة ويزيد من خشيتنا في الدخول في نفق مظلم" .
ونفى رئيس الحكومة اللبنانية وجود أي خطط لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان مهما طالت مدة إقامتهم كما هو حاصل مع إخوتنا الفلسطينيين منذ أكثر منذ حوالي 70 عاماَ. كما إستغرب الأنباء التي تحدثت عن منع السوريين من الإستثمار في لبنان بالقول "الكلام غير صحيح على الإطلاق, ويحق للإخوة السوريين في لبنان ما يحق لغيرهم كانوا من اليابان أو أي من دولة أخرى في مجال الإستثمار, ولدينا كدولة مؤسسة خاصة تتولى الإهتمام بذلك" .
وعبّر سلام عن إرتياحه للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في لندن وتجاوبها مع كل الأفكار التي طرحها معها لمساعدة لبنان ليكون قادراَ على تقديم العون للاجئين السوريين وتوفير ما يمكن من فرص عمل لهم تساعدهم على العيش الكريم في محنتهم. وقال رئيس الحكومة اللبنانية " عرضت عليها مشاريع لمساعدتنا في مشاريع منتجة وتوظيف دائم للبنانيين ومرحلية للسوريين , كما طالبتها بتسهيل تصريف المنتجات اللبنانية الزراعية والصناعية على الصعيد الجمركي والإداري والتعريفات , ايضا في مشروعات تتعلق بالطاقة والمياه والنفايات ".
كما أشاد بتفهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمتطلبات لبنان ووعد بتلبيتها موضحاَ ان حكومته على تواصل مع الحكومة البريطانية في هذا المجال وان لا يستبعد العودة إلى لندن في المستقبل القريب لمتابعة ما تم بحثه تلبية لطلب كاميرون .
وطالب رئس الحكومة اللبنانية بتقديم كل عون لإخوتهم السوريين مشدّدا على أن المواطن السوري فخور بنفسه وشايف حاله ببلده أكثر منا نحن في بلدنا , أنه لن يتردد في العودة إلى دياره عند أول فرصة تسنح له بذلك , لأن نزوحه إلى لبنان لم يكن برضاه بل رغماَ عنه وكلهم أكرهوا على ذلك.
وردّ رئيس الحكومة اللبنانية على الأنباء التي تحدثت عن إتخاذ دول مجلس التعاون الخليجي قراراَ بإبعاد اللبنانيين وتضييق فرص العمل أمامهم , قائلا " أثناء زيارتي للملكة العربية السعودية ولقائي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أبلغته بمخاوف البعض من اللبنانيين وكان رده سريعا وحازما حين قال لي وللوفد المرافق أن المملكة كانت وستبقى مرحبة باللبنانيين وبالدور الذي ساهموا فيه بناء المملكة . وكلامه هذا نقلته إلى أبناء الجالية اللبنانية الذين إلتقيتهم بعد الإجتماع مباشرة ".
أرسل تعليقك