غزة – محمد حبيب
أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك؛ من خلال السماح للمستوطنين باقتحام المسجد في العشر الأواخر من رمضان، والتي تعد أيام اعتكاف في الأقصى، وشرطة الاحتلال توقف "برنامج الاقتحامات والسياحة الخارجية" خلال هذه الفترة.
واستنكر ادعيس في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم" الأعمال الوحشية والجرائم البشعة التي تنفذها سلطات الاحتلال في حق المواطنين المقدسيين مرارًا وتكرارًا بالضرب والتعذيب، والتنكيل والقتل، والإبعاد، والاعتقال وكل السبل المتاحة بهدف إجلائهم وإحلال مستوطنيهم وجماعاتهم المتطرفة مكانهم. وقال ادعيس إن الآونة الأخيرة شهدت كثافة في الحملات الإعلامية من قبل منظمات الهيكل المزعوم الداعية التكثيف الاقتحامات، وإقامة الصلوات التلمودية ، ورفع الأعلام، والمهرجانات تحت مسميات مختلفة تهدف لتهويد كل ما هو عربي إسلامي؛ فقد واصل الاحتلال منع المصلين من الوصول بحرية للمسجد الأقصى عبر سياسة التفتيش والإبعاد والاعتقال. وفي المسجد الإبراهيمي واصل الاحتلال تعديه عليه ومنعه رفع الأذان خلال الشهر الماضي لأكثر من 48 وقتا.
وتابع قائلا لقد حول الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية بانتشار قواته المكثف والكبير في محيط الأماكن المقدسة، وفي مختلف شوارع ومحيط المدينة ، وسط سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية المشددة . واعتبر ادعيس هذه الممارسات الإسرائيلية بمثابة ناقوس خطر يدق في نعش الاحتلال الإسرائيلي؛ لأنه لا يعلم نتيجة تلك الأفعال. محذرا من العواقب الوخيمة إن لم يكف الاحتلال عن تطاوله الزائد والمستمر بحق القدس والأقصى والمقدسيين على حد سواء.
وأشار ادعيس إلى أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي فاقت حد المعاهدات والمواثيق التي تنادي باحترام الأديان وحقوق الإنسان وحماية المقدسات؛ لأنه طالما يمارس أبشع جرائمه وينفذ مخططاته دون تحريك ساكن، داعيًا العالم أجمع إلى كبح جماح الاحتلال المتغطرس. قائلا إن المسجد الأقصى مكان إسلامي خالص ومن حق الفلسطينيين الصلاة فيه متى شاؤوا، والاعتكاف والدخول والخروج متى نشاء، ولا دخل للاحتلال من قريب أو بعيد به، وسيبقى أبناء شعبنا صامدين في أرضنا وفي قدسنا وأقصانا رغم الاحتلال ومستوطنيه.
واعتبر ادعيس أن حماية المسجد الأقصى ومن فيه لا يقع على عاتق الفلسطينيين وحدهم، بل هو بحاجة إلى دعم ومساندة كل أبناء العالمين العربي والإسلامي والشرفاء في جميع أنحاء العالم من أجل تحمل مسؤولياتهم، وتخليصه وتخليصهم من الاحتلال. مؤكدا أن هذه الاعتداءات والانتهاكات تتطلب من المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي سرعة التحرك لحماية مقدساتنا ودور عبادتنا وإرثنا وتراثنا التاريخي ، وحضارة المسلمين الضاربة جذورها في أعماق التاريخ. مبينا أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك يعيشان ظروفا في غاية الصعوبة نتيجة اتساع دائرة الانتهاكات الإسرائيلية،وفقًا لسياسة ممنهجة هدفها الأول والأخير إنهاء الوجود الفلسطيني داخل القدس وإعلانها عاصمة للدولة العبرية.
أرسل تعليقك