تهجير المصريّين إلى حلايب يُعرقل التسوية مع السودان
آخر تحديث GMT 05:12:37
 فلسطين اليوم -

أستاذ القانون الدوليّ عثمان فقراي لـ"العرب اليوم":

تهجير المصريّين إلى حلايب يُعرقل التسوية مع السودان

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - تهجير المصريّين إلى حلايب يُعرقل التسوية مع السودان

الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق

أبدى محافظ البحر الأحمر السوداني السابق، أستاذ القانون الدولي، الفريق شرطة عثمان أحمد فقراي أسفه الشديد على التصعيد المصري في قضية "حلايب"، مشدّدًا على ضرورة تمسّك بلاده بالمثلث الوارد في خارطة الاستقلال، ومبيّنًا أنَّ موجات التهجير المصريّة نحو الإقليم ستؤدي إلى تعقيد المشكلة عند التوصل إلى اتفاق أو إجراء استفتاء. وأوضح فقراي، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنَّ "القضية مرتبطة مع المتغيرات السياسية، فكلما برز خلاف بين البلدين تظهر الأزمة إلى السطح، مثلما يحدث الآن، فالجانب المصري يتحدث عن إقامة محطة إذاعية وتلفزيونية في حلايب، وهذا يعدُّ تصعيدًا للخلاف". وبشأن الحملة الإعلاميّة المصريّة، التي شنّتها أخيرًا، وسخرت فيها من السودان، أكّد فقراي أنّه "ما كان ينبغي أن يقود الجانب المصري حملة كهذه"، واصفًا الخلاف بأنه "قديم متجدد"، معتبرًا أنَّ "الحل يكمن في اللجؤ إلى التحكيم الدولي، أو الاستعانة بأصدقاء، أو اللجؤ إلى الاتحاد الأفريقي". وبيّن أنَّ "المشكلة التي تواجه السودان تتمثّل في أنَّ الجانب المصري لا يرغب في التحكيم الدولي، والمعروف أنَّ خطوة كهذه لابد أن تتم برضاء الطرفين"، لافتًا إلى أنَّ "الأزمة قديمة، لكن ما بدأ يحدث منذ مطلع العام 1992 مختلف، بحجة تورّط الحكومة السودانية في دعم الحركات الإسلامية، وأعقب ذلك التحوّل إتهام بالتورط في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ما أزّم العلاقات بين البلدين، وبناء على هذه الأسباب دخلت القوات المصرية مثلث حلايب، في وقت كان السودان فيه منشغل بحرب الجنوب". وكشف فقراي عن أنّه، عندما كان مديرًا لشرطة البحرالأحمر، ومحافظًا هناك، "كان يقوم بزيارة إلى كل المثلث، وكانت هناك وحدات استطلاع مصرية بموجب اتفاق سابق بين النميري والسادات، لأسباب أمنيّة"، مشيرًا إلى أنَّ "الطيران الإسرائيلي استفاد من الطيران المنخفض، وتمكّن من ضرب الجيش المصري، في حرب 73، لذلك تمَّ لاتفاق على وضع نقاط للمراقبة النظرية، داخل المثلث، بغية مراقبة الطيران الإسرائيلي المنخفض، وهذا لم يعطل ممارسة السودان لسيادته على المثلث كاملاً"، مؤكّدًا أنّه "كان يعبر هذه النقاط دون اعتراض مصري، بغية متابعة سلطاتي على منطقة شلاتين وحلايب". وبشأن الخيارات التي يراها مناسبة للتوصل إلى حل، أوضح أنَّ "اللجؤ إلى الاتحاد الأفريقي هو أحدها، حيث يتحدث ميثاقه عن أنه لا يجوز لدولة ما أن تغيّر في الحدود المتوارثة، وهذه الحدود متوارثة حينما نال السودان استقلاله عن مصر في العام 1956، وحينها أودع خارطة الدولة، التي ورثها عن الاستعمار، بما فيها مثلث حلايب، وعلمها وشعارها لدى الأمم المتحدة، ولم تسجل مصر اعتراضًا على تلك الخارطة، واعترفت بها كما اعترفت بريطانيا، وهما دولتا الحكم الثنائي". وأضاف أنَّ "سكان مثلث حلايب هم من قبائل البشاريين السودانية، والتي تنتشر حتى نهر ولاية نهر النيل شمال السودان، وعددهم حوالي ثلاثين ألف نسمة، يحتفظون بجنسيتهم السودانية، وقد عملت السلطات المصرية على منحهم الجنسية المصرية، على الرغم من أنّهم لم يتنازلوا عن جنسياتهم السودانية، لكنهم قبلوا الجنسية المصرية، بحكم الأمر الواقع، وفي حيازتهم الآن بطاقة شوؤن القبائل". وتابع "المعروف أنّه يتم اللجؤ إلى الجنسية الأصلية عند النظر في خلاف كهذا، فحسب القانون الدولي، ولحسم نزاع كهذا، يُؤخذ بالجنسية الأصلية"، مبيّنًا أنَّ "الحديث عن تحويل حلايب إلى منطقة تكامل سوداني مصري، دون حسم مسألة السيادة الوطنية على المثلث، لا قيمة له، حيث يتوجب أولاً حسم مسألة السيادة السودانية على الأرض، ثم بعد ذلك يمكن أن تصبح حلايب منطقة للتكامل الاقتصادي والتجاري والاجتماعي والثقافي، مع بقاء السيادة للسودان، وتكوين قوات مشتركة لتأمين الحدود بين الدولتين". واختتم فقراي حديثه إلى "العرب اليوم"، بمطالبة الجانب السوداني بـ"المزيد من الاهتمام والمتابعة"، موضحًا أنّه "الأمر، حال ترك على ما هو عليه، يمكن أن يشهد تطّورًا متمثلاً في موجات تهجير من الجانب المصري نحو المثلث، وهو ما سيُعقد الوضع في المستقبل، إذا تمَّ اتفاق على الحسم، عبر إجراء استفتاء مثلاً، وفي الوقت الحاضر يجب أن يتمسك السودان بأن يظل الوضع على ما هو عليه، دون أيّ تعديل وتغيير لهوية الناس والمواطنيين السودانيين، إلى حين التسوية بالطرق الدبلوماسية والودية، طالما أنَّ الجانب المصري لا يرغب في الذهاب إلى المحكمة الدولية".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تهجير المصريّين إلى حلايب يُعرقل التسوية مع السودان تهجير المصريّين إلى حلايب يُعرقل التسوية مع السودان



GMT 00:04 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن صدمته من تصاعد المعارك في وسط السودان
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday