القاهرة - محمد التوني
تعتبر القضية الفلسطينية، الأزمة الأكثر تأثيرا في المنطقة العربية، وتتفاقم المشكلة في ظل التشرذم العربي، وعدم وجود موقف محدد وواضح تجاه القضية، واكتفى عدد من الدول العربية بإصدار بيانات شجب وإدانة، وجميعها لن تجدي نفعًا في حل القضية الفلسطينية، التي يجد العدو الصهيوني في التفكك العربي وعدم التماسك فرصة سانحة في استمرار انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
وحدّد وزير خارجية مصر الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري الحالي، السفير محمد العرابي، استمرار أزمة المسجد الأقصى في 4 نقاط هي، التفكك الفلسطيني، الضعف العربي، غياب الرغبة الأميركية، والتعنت الإسرائيلي، وعن التحرك العربي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، أشار إلى أنّه "ليس بالمستوى المطلوب".
وأضاف محمد العرابي، في مقابلة خاصّة مع "العرب اليوم" أنّه "نحن في حاجة إلى حرك أفضل بعيدا عن بيانات الشجب والإدانة لما تشهده القدس من انتهاكات على يد الإسرائيليين"، وفيما يتعلق بالتشدق بالحلول الدولية، أشار إلى أنّه "نحتاج إلى تحرك دولي من دول يكون لها ثقل في المنطقة، ويكون لها تأثير في القرار الدولي مثل مصر والأردن والولايات المتحدة الأميركية".
وتحدّث العرابي، عن الفائدة من هذا التحرك، مؤكّدًا على ضرورة توجيه كل الجهود من أجل تدخل مجلس الأمن الدولي في هذه الأزمة لوقف المهازل الإسرائيلية، وفيما يتعلق باجتماع الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد اجتماعه في العاصمة المغربية الرباط أخيرًا، أفاد بأنه لم يكن له أي تأثير، وأنّ ما قام به الاتحاد البرلماني العربي مخاطبة البرلمانات الأخرى وإسرائيل لم تأبه بما خرج عنه من توصيات.
وأكد العرابي، أنّ نتائج هذا الاجتماع لم تتعدى مجرد بيانات إدانة وشجب لما يحدث، لكن الصحيح هو الضغط من خلال إلزام المنظمات الدولية بإجبار إسرائيل على التخلي عن سياستها العدائية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنّ الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، خصوصا بين حركتي "فتح" و"حماس" يعزز المقولة الإسرائيلية "مش عارفين طرف نتعامل معاه"، وبناءً عليه فإن استمرار الصراع والتخوين بين الفصائل الفلسطينية يصب في مصلحة إسرائيل ومنحها كل الدوافع من أجل استمرار انتهاكاتها في حق الشعب الفلسطيني.
أرسل تعليقك