حمَّل القيادي البارز في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين, طلال أبو ظريفة, الاحتلال الإسرائيلي, مسؤولية جريمة استشهاد الأسير ياسر حمدونة "41 عامًا", داخل السجون الاسرائيلية, مشيرًا إلى أنَّه يعاني من إصابة تسببت فيها إدارة السجون وقوات "النحشون", أثناء اقتحامها للزنازين عام 2003, وأدَّت إلى وإصابته بمشاكل في القلب وضيق تنفس حاد.
وأوضح في تصريح خاص إلى "فلسطين اليوم" أنَّ إدارة السجون الإسرائيلية رفضت علاجه في مستشفيات خارج أسوارها, واكتفت بعلاجه في مستشفى سجن الرملة, الذي لا يتوفر فيه العلاج الكامل للأعراض التي يعاني منها نتيجة الإصابة, الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية على مدار الأعوام السابقة.
وكشف عن اجتماعات ستعقدها الهيئات المختصة في شؤون الأسرى والقوى الوطنية اليوم الأحد, مشيرًا إلى اللقاءات سيتمخض عنها إعلان للحركة الجماهيرية بالخروج إلى الشوارع والميادين, للتعبير عن سخطها واستنكارها للجريمة النكراء, وبين أنَّ الفلسطينيين مطالبين اليوم باستنهاض أوسع لحركة جماهيرية ضد سياسة الاحتلال واجراءاته ضد السجون الاسرائيلية بحق الحركة الأسيرة وتعزيزها, لتكون انتفاضة شاملة قادرة على ردع الاحتلال حتى يتم رحيله عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة واطلاق سراح جميع الأسرى.
وأكَّد على أنَّ الجريمة النكراء التي اقترفت في وضح النهار تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الصامت على الجرائم التي تمارسها اسرائيل بحق الأسرى, موضحًا أنَّ الصمت يشكل انتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف الدولية التي كفلت حقوق الأسرى, مشدّدًا على أنَّه يجب أن لا تمر الجريمة دون محاسبة اسرائيل عليها.
وشدَّد على أن الذي حصل اليوم يتطلب تحقيق جدي, من خلال لجنة دولية, في ملابسات استشهاد الأسير ياسر حمدونة, والتوقف أمام نتائج التحقيق ومحاسبة اسرائيل عليها, والعمل على استصدار قرار يجبر اسرائيل على التوقف عن ممارساتها واجراءاتها ضد الأسرى الفلسطينيين.
ودعا إلى ضرورة تطبيق اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة, على الأسرى الفلسطينيين, وفتح تحقيق رسمي من قبل مجلس حقوق الانسان في كل الجرائم التي تقترف بحق الأسرى, وتحريك كل الدعاوي المرفوعة ضد الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية.
وأعلن صباح اليوم عن استشهاد الأسير ياسر ذياب حمدونة (40عامًا) من جنين، بجلطة دماغية في سجن "رامون", بعدما أصيب صباح اليوم الأحد 25 أيلول/سبتمبر بسكتة قلبية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، واستشهد على الفور، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد داخل سجون الاحتلال, حيث أجريت له عملية قسطرة في القلب قبل عدة أشهر ويعاني من وضع صحي صعب، وأضرب عن الطعام ضد عزله في زنازين سجن نفحة، ما أدى إلى تدهور حاد في وضعه الصحي.
يُذكر أنَّ الأسير حمدونة ينحدر من بلدة يعبد في جنين، شمال الضفة الغربية, ومعتقل منذ 19 تموز/حزيران عام 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة بتهمة انتمائه لكتائب شهداء الاقصى، وتنفيذ عمليات عسكرية أدت إلى مقتل جندي ، وإصابة آخرين، حيث أمضى منهم 14 عامًا, وباستشهاده ترتفع أعداد شهداء الحركة الاسيرة في سجون الاحتلال منذ عام 1967 إلى 208, بينهم 55 أسيرًا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي.
أرسل تعليقك