غزة ـ محمد مرتجى
أكّد الخبير والمختص في الشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة، أنّ إسرائيل أعلنت، في وقت سابق، نيّتها وضع كاميرات للمراقبة في جميع أنحاء وباحات المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل استغلّت هذه العملية الأخيرة، والتي قتل فيها جنديين إسرائيليين واستشهد 3 فلسطينيين، من أجل تمرير تثبيت هذه الكاميرات وفرض الأبواب الإلكترونية على باحات المسجد.
وأوضح عمر جعارة، في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّ موقف إسرائيل تجاه الأقصى ثابت ولا يتغيّر، وهو السيطرة على الأقصى بدون تردّد، وقال نتنياهو في جولته الأخيرة خارج إسرائيل، أنّ إسرائيل تحافظ على "الستاتيكو" أو "الثبات في الوضع الراهن" في القدس، إلا أنّ وجهة النظر الإسرائيلية في "الستاتيكو" تختلف عن وجهات النظر العربية والفلسطينية، مشيرًا إلى أنّه "في المجال الإسرائيلي لا يوجد وضع راهن، فمثلًا منذ 1967 وحتى 2000، كان "الستاتيكو" هو عدم دخول أي إسرائيلي إلى باحات المسجد الأقصى، أما بعد 2000 فأصبح "الستاتيكو" أنّه من حق الإسرائيلي أن يدخل أي مكان في الأقصى وفي أي وقت وأي شريحة كانت، وذلك بصورة منتظمة وبأوقات معيّنة، وهذا يعني أنّ "الستاتيكو" الذي يتمسّك به نتنياهو هو خديعة للعاهل الأردني، والنظام العربي والمفاوض الفلسطيني، ويجب التمسّك بـ "الستاتيكو" الذي يعني منع دخول أي إسرائيلي إلى باحات الأقصى، لأن المسجد إسلامي ولا يجوز لأي أحد أن يدخله كما يفعل الإسرائيليون، أولًا وثانيًا لأنّه ضمن الأراضي لاتي احتلت عام 1967، وثالثًا لا يجوز السيطرة على أراضي الغير".
وبيّن جعارة أنّ "الإسرائيليين جادّون بتقسيم الأقصى، وتقليص صلاحيات الأوقاف الإسلامية على باحات الأقصى واقتصارها على المسجد فقط"، موضحًا أنّ الإجراءات الأخيرة لإسرائيل ستؤدّي إلى التقسيم، ومضيفًا بأنّ "الأقصى حاليًا قسّم، نتنياهو يعتبر أنّه منذ 1967 وحتى 2017 من حق الإسرائيلي الدخول إلى باحات الأقصى، وهذا خاطئ فهذا كان ممنوع حتى عام 2000 عندما دنّس شارون المسجد الأقصى، لذلك هنا الخديعة، فهذا المسجد إسلامي ومن حق المسلمين، وليس من حق اليهود دخوله تحت أي ادّعاء أو قول يزعم بأنّه تاريخي في عيونهم"..
وأشار جعارة، إلى أنّه قرارات "اليونسكو" الأخيرة، خطوة في الاتجاه الصحيح، مضيفًا أنّه "عسى أن يتمسّك بها الفلسطينيين وألا يعترفوا لليهود بأي حقوق في فلسطين".
وأفاد جعارة بأنّه، "سنشهد إجراءات إسرائيلية جديد ومكثّفة، فيما يتعلّق بإجراءات بناء خيمة، ومن ثم هيكل والسيطرة على باحات المسجد الأقصى، وبالتالي كما قال ديختر "الأقصى بيدنا والأقصى تحت سيطرتنا، واللي مش عاجبه يشرب من ماء غزة"، ليقلّد الشهيد عرفات عندما قال "واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة"، بمعنى أنّ الإسرائيليين سيفعلون الأفاعيل فيما يتعلّق بالأقصى، علما أن هناك دعوات واضحة "أيها الإسرائيليون المسجد الأقصى برميل بارود إذا ما انفجر ستصل شظاياه إلى كل أنحاء الشرق الأوسط"، ولذلك نتنياهو لا يقبل بهذه التحذيرات بأي شكل من الأشكال".
ومن ناحية أخرى، أكّد جعارة أنّه لا حرب متوقّعة في قطاع غزة أو على الحدود الشمالية الإسرائيلية، فإذا أرادت إسرائيل مهاجمة غزة لن تكرر ما حصل في الحروب الـ 3 الأخيرة، التي لم تنجز أي إنجاز سياسي، بمعنى أنّ المقاومة لم تعترف بإسرائيل، ولم تحصل إسرائيل على 0 صاروخ من غزة، وأخيرًا لم تحصل إسرائيل على 0 أنفاق".
وحال اندلاع حرب في غزة أكّد جعارة أنّها ستكون مميتة، وذات خسائر بشرية كبيرة، وسيتم اتخاذ الشعب الفلسطيني كدرع بشري للإسرائيليين، حيث سيتم استهداف الأماكن المدنية، والسكان، وسيتم الضغط عليهم بالسلاح الوحيد، وهو الحصار وتقليص الماء والكهرباء والوقود، ولا تمتلك إلا قصف الشعب بالقنابل الفتاكة، فالشعب فقط هو من سيتضرر في أي حرب مقبلة، كما في الحروب والمعارك السابقة، فلا بنك أهداف عند الإسرائيلي إلا المدنيين وشبكات الصرف الصحي والكهرباء، فإذا أعاد الإسرائيلي الكرة في غزة، فلن يحصل على أكثر مما حصل عليه في الحروب الثلاثة الأخيرة".
وختم جعارة بأنّ إسرائيل لن تكرر معركتها في غزة إلا في حاة واحدة وهو التأكّد من الانتصار في المعركة "وهو شيء صعب"، والحصول على الضوء الأخضر الأميركي، فإذا حصلت إسرائيل على هذا الشرط فستقوم الحرب خلال 24 ساعة فقط".
أرسل تعليقك